غرق الإسكندرية شائعة أم حقيقةأماني عيسيغرق الإسكندرية بين الحقيقة والخيال اختيار محمدعباس M882_45m_1_3_2010_27_45
لاتخف فالإسكندرية لن تغرق هذا ماأكدته الكاتبة الصحفية أماني عيسى
إزداد
الاهتمام في الآونة الأخيرة بالتغيرات المناخية وارتفاع مستوي سطح البحر
وتوالدت الشائعات بشكل مطرد وبصورة مخيفة حول غرق الإسكندرية والدلتا
وظهرت الكثير من الدراسات المتضاربة في هذا الشأن منها دراسة مركز
الدراسات المستقبلية التابع لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس
الوزراء

وما
أثارته من مخاوف كثيرة حول الآثار المستقبلية للتغيرات المناخية ومدي
تأثيرها علي نواحي الحياة المختلفة في مصر وتوقعت الدراسة أن يتراوح
الارتفاع في مستوي سطح البحر نتيجة لارتفاع درجة الحرارة بين‏10‏ و‏23‏سم
بحلول عام‏2020‏ وكذلك دراسة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعت أيضا
أنه بحلول عام‏2010‏ سيتم تهجير‏252‏ ألفا من سكان الإسكندرية وخسارة ما
يقرب من‏11.4‏ كم مربع من مساحة الأراضي‏.‏

كل
هذا وغيره من الدراسات والسيناريوهات المتباينة يؤدي بدوره إلي إثارة
المخاوف والذعر في نفوس سكان مصر بأكملها لكن علماءالمعهد القومي لعلوم
البحار والمصايد كلية العلوم قسم علوم البحار نفوا ذلك تماما وأجمعوا علي
أنه لايوجد ما يسمي بغرق الإسكندرية فيؤكد الدكتور علي البلتاجي رئيس شعبة
البيئة البحرية بالمعهد ان كل الدراسات عبارة عن تكهنات وما يقال في
المحافل العلمية إنما هي سيناريوهات مختلفة تشمل تأثير ذوبان الجليد في
مناطق أخري علي اعتبار حدوث تمدد للمياه في البحار والمحيطات سيؤدي إلي
ارتفاع سطح الماء بنسبة معينة تعتمد علي درجة الحرارة التي تم افتراضها
وليس علي حسابات مؤكدة‏.‏

ويضيف
تغير منسوب سطح البحر إنما هي ظاهرة كونية علي مر العصور الجيولوجية وشبه
منتظمة منذ حوالي‏20‏ ألف سنة وفي خلال و‏9‏ آلاف سنة كانت هناك‏6‏ دورات
حدث فيها تغير للمناخ وما قبل بداية القرن‏20‏ كانت هناك قراءات لايعتمد
عليها علي مستوي العالم نظرا لأنه لم يكن هناك مقياس لدرجة الحرارة غير
الترمومتر بأشكال مختلفة وقبل ذلك كانت تقاس ب خشبة ويتوقف ذلك علي مدي
دقة البيانات أما الآن تقاس بواسطة أجهزة المد والجزر هي التي تقيس ارتفاع
سطح البحر وعلينا أن نتحري دقة البيانات ويقول إذا افترضنا شائعة حدوث غرق
فإن الدورة المحيطية يلزمها عشرات السنين وعند ذوبان الثلج فإن حجمه يقل
إلي أن يتمدد ولكي يحدث تمدد في الماء يكون بفعل درجات الحرارة ويأخذ
من‏2000‏ إلي‏2900‏ سنة إلي أن يذوب الجليد في القطبين ويأخذ وقتا طويلا
في إطار زمني كبير‏.‏

أما
عن المناطق المتأثرة فهي بحيرة إدكو‏,‏ المنزلة‏,‏ مريوط‏,‏ البرلس لإنها
ردمت بصورة خاطئة فلابد من وجود جسر حول البحيرات وتعميقها واستغلالها‏.‏

وأوضحت رئيسة معامل الشواطيء دكتورة إبتسام السيد إن ما أثير في الفترة الأخيرة كان بسبب هيئة تابعة للأمم المتحدة‏IBCC‏
طبقت
نتائجها علي مستوي عالمي ومنها مصر علي إنها ستكون من الدول المدمرة نتيجة
إرتفاع سطح البحر وتستكمل لقد قمت بدراسة تحليل طويل المدي لدرجة حرارة
الهواء في الإسكندرية مستخدمة بيانات من سنة‏58‏ حتي‏2008‏ أثبتت أن مستوي
سطح البحر في الاسكندرية خلال‏100‏ عام من‏19‏ إلي‏20‏ سم وهي ظاهرة كونية
منذ بداية الخليقة منوهه علي ضرورة وجود دراسات جديدة ولكن لاتوجد
إمكانيات متاحة لكونها مكلفة وتحتاج الي تضافر جهود فلكي نأخذ بيانات من
هيئة الأرصاد لحساب درجة الحرارة يكلف مليونا و‏19‏ ألفا فلابد من الحصول
علي بيانات سليمة‏.‏

وتقول
ان الكورنيش تم عمله بدراسات غير علمية وغير دقيقة وتم عمله بأحجار
كالسيوم كربونات التي تذوب بسرعة في الماء مع حركة الأمواج غير وجود
الأحجار الكبيرة التي جعلت مظهر الشاطيء غير لائق وعرضت حياة المواطنين
للخطر كما أكد الدكتور أحمد عبد الحميد الجندي بكلية العلوم قسم علوم
البحار أن غرق الإسكندرية لا يستند علي دراسات علمية وقد افترض الفريق
الآخر من العلماء أن الزيادة في مستوي سطح البحر ستكون نصف متر خلال‏50‏
سنة وهذا فرض غير علمي ولا يتفق مع الدراسات العلمية وإذا أفترضنا أن هناك
زيادة ب‏1,3‏ مليمتر لكل سنة فإن الزيادة التي تحدث في مستوي سطح البحر
خلال‏100‏ عام ستكون‏13‏ سم علما بأن هذه الزيادة تحدث ببطء بحيث يمكن
للإنسان أن يتأقلم مع هذه التغيرات‏.‏

وبذلك نقول أنه ليس هناك ما يتفق مع وجود فياضانات أو ارتفاعات خطيرة في مستوي سطح البحر في الإسكندرية نتيجة التغيرات المناخية‏.‏
وأوضح
الجندي أن الإسكندرية خلال السنوات السابقة تعرضت إلي تغييرات كثيرة في خد
الساحل بغرض توسعة الكورنيش وعلي الرغم من أهمية هذه التوسعة علي الساحة
وسيولة المرور فقد تمت عمليات ردم البحر بمقاييس غير علمية ولم تراع
تأثيرات النظام البحري بالإسكندرية علي المنشآت الجديدة والساحل نتيجة
لعوامل الأمواج والتيارات البحرية‏.‏

مؤكدا
أنه لم تتم استشارة المتخصصين في علوم البحار لتطبيق النماذج الرياضية
ومعرفة الأثار السلبية علي خط الساحل الجديد وقبل إنشائه مما تسبب في تأكل
بعض المواقع وقد أضاف نائب مدير معهد بحوث الشواطيء أبو بكر الصديق‏.‏

بأن
علوم الشواطيء أنشيء منذ‏72‏ وهو مسئول عن حمايتها منذ زمن بعيد خاصة
لمنطقة الدلتا حيث توجد محطة في الإسكندرية ومحطة في رشيد ورأس البر تسجل
ارتفاع البحر كما أكدت عواطف زكي مدير عام حماية الشواطيء أن الهيئة تقوم
بحماية الشواطيء التي تخدم المواطنين وبالنسبة لمنطقة رشيد فهمي تدرس
عالميا‏.‏

كما
أشار اللواء مسعد عامر مدير عام العلاقات العامة بميناء الإسكندرية بأنه
يوجد حاجز أمواج في ميناء الدخيلة تم إنشاؤه من ميزانية الميناء لحماية
المراكب والسفن من التيارات الهوائية والأمواج‏.‏

وكذلك
أصدرت لجنة البيئة بالمجلس الشعبي المحلي للمحافظة وفي هذه الجلسة عدة
توصيات ومنها توصية بالتنسيق مع الجهات المعنية للإمداد بالمعلومات
والإمكانيات لمواجهة هذه الظاهرة وكذلك ضرورة التوخي والحذر بالنسبة
لوسائل الإعلام المختلفة عند نشر أي معلومة قد تسبب قلق المواطنين
والإحاطة والتوجه لدي هيئة حماية الشواطيء باستخدام الحماية عن طريق
الكثبان الرملية وخصوصا في المناطق الغاطسة‏.‏