أنا لا أعلم من أنا .... أصبحت كما
السيجار تتناثر خيوط الأدخنة منه خيطا تلو الأخر ، يقبل طالما فيه حياة
وحينما تنتهى الحياة منه يلقى على الأرض ويدهس بالأقدام هذا أنا الشاب
المصرى ... الذى عاش حياته منذ طفولته يحلم أحلام اليقظة ، يحلم بعش صغير
وعمل مناسب يحبه ويعطى منه أجر حلال وزوجة جميلة مطيعة لله ثم له تحبه بصدق
تفرح لفرحه وتبكى لمرضه وتحزن لحزنه وتفخر به فى كل مكان ، حلم بسيط ليس
فيه شئ من الخيال ولا شئ من الطمع ولكن دائما ما ينتهى الحلم به إلى كابوس
مؤلم ! ضاعت حياته وسط جحود سلطان وإرتفاع الأسعار وخاصتا أسعار الزواج
وقلة رواتب ورشاوى ووسائط ، تهدم حلمه وأيقن أنه لم يكن يعلم أن فى زمننا
هذا ليس من حقه الحلم وأن حلمه أكبر بكثير من قدراته وأنه أعجز من أن يحقق
شئ منه ، سأل نفسه لماذا ؟! أجابته ببساطة لأنك شاب مصرى تحيا فى عصر مبارك.