رآها بين عشرات الورود, يداعبها النسيم العليل فتتمايل يمنة ويسرة
بدلال .. فتنته بعبيرها وشذاها وسحرها الأخاذ ..
اندفع نحوها بخطوات بطيئة متأنية, وامتدت يداه إليها في غاية الحذر ..
داعبت يداه أوراقها بعناية كاذبة حتى اطمأنت إليه فنجح في قطفها -
برضاها - رغما عن كل الأشواكـ التي نذرت نفسها لحمايتها من كل
عابث .. ذهلت الأشواكـ لما رأينه من قبول الوردة وإسراعها لاحتضان
يد الغريب !!!
تخيلت الوردة أن هذا الغريب إنما جاء ((ليحررها)) من قيودها
(( المزعومة )) ولم تنتبه إلى المصير المحدق بها والذي ينتظرها
ويتوعدها ..
نعمت الوردة بسعادة (( مؤقتة )) وحرية ((وهمية زائفة )) بعيدا عن
أشواكها وما هي إلا ساعات قليلة حتى بدأت علامات الذبول تهجم على
الوردة لتنذرها بالموت القريب الأكيد ..
عبثا استنجدت الوردة بذلكـ الغريب الذي أطلق ضحكة وهو يرى وردته
(( تحتضـر))
لم يكترث لتوسلاتها بل نظر إليها وقال ساخرا : كثرة الشم قد أضاعت
شذاكـ وسرعان ما رمى بتلكـ الوردة في الطريق وداس عليها بقدمه
ليقضي على آخر أنفاسها ومضى يبحث - من جديد - عن وردة ((أخرى))
يسلبها حياتها
شاطرت الفتاة الورود كثير من النواحي الجمالية كالرقة
والنعومة والصفاء والدلال؛ الأمر الذي جعل الكثير يسمى الفتاة بالوردة
أختي الحبيبة ..
همسـة في قلبكـ :
كوني وردة ولكن :
حذار أن يكون لكـ نفس مصير الوردة الآنفة الذكر ..
حذار أن تكوني وردة ذابلة ..
كوني شامخة صامدة حتى لا ينتهي بك الحال بأن تداسي بالأقدام
وتتلطخي بالأوحال ..
اعلمي أنكـ من تلكـ الأشواكـ التي تحيطكـ تستمدين عزكـ ومجدكـ
وحريتكـ الحقيقية.
فتوخي الحذر يا أختاه ولتكوني وردة يفوح عبقها من عن بعد ولا ترمي
بنفسكـ الطاهرة إلى الوحل ربما ستتعرضين إلى بعض الأشواكـ التي قد
تألمكـ في هذا الطريق ، فلا تيأسي واستمري في طريق الطهر والعفاف
لتنالي الخير كله في الدنيا والآخرة...
منقوول لجمال الفكره ..