صيف حار "جدا" بانتظار الغزيين مع استمرار أزمة الكهرباءغزة

الثلاثاء
مايو 11 2010
صيف حار "جدا" بانتظار الغزيين مع استمرار أزمة الكهرباءغزة Gaza105 بحر غزة... ملاذ
أهل القطاع


غزة - صيف حار "جدا" بانتظار الغزيين مع استمرار أزمة الكهرباءغزة Alqudslogo2 من
محسن افرنجي - من لم تقتله المولدات تصيبه الملوثات الناتجة عنها وتزعجه
الأصوات التي تحدثها. هكذا بدت الصورة في غزة التي تشتد حرارتها مع حلول
فصل الصيف واستمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي وتداعياتها على المجالات
المختلفة خاصة الصحية.


لكن الأخطر هو أن تتحول المولدات الكهربائية التي يستخدمها
المواطنون لحل مشكلة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي إلى "قاتل" وهو ما
أكده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" معلنا وفاة 17
مواطنا وجرح 36 في حوادث نتيجة سوء استخدام مولدات الكهرباء المحمولة
الاحتياطية نتيجة التسمم بأول أكسيد الكربون والحرائق والانفجار.


والأكثر إيلاما عندما يقع الأطفال ضحية لتلك
المولدات حيث كان من بين الضحايا ثلاثة أطفال توفوا جراء التسمم بأول
أكسيد الكربون فيما توفى ثلاثة أطفال آخرين عندما اندلع حريق أثناء تعبئة
الوقود في مولد. و"يحدث الانفجار عندما يحاول الناس تعبئة المولدات بالوقود
على ضوء الشموع خلال انقطاع التيار الكهربائي" وفق تقرير أصدرته "أوتشا"
بخصوص أزمة الكهرباء في غزة.


ويقول تقرير "أوتشا": "نتيجة لانقطاع الكهرباء، تعمد
المستشفيات والعيادات إلى استخدام مولدات الكهرباء الاحتياطية بشكل مكثف،
رغم أنها لم تُصمم لتعمل لفترات ممتدة وغالباً ما تتضرر نتيجة لذلك".


ونظراً لعدم الانتظام في الإمداد بالكهرباء،
تضطر المستشفيات إلى تأخير بعض العمليات الجراحية الاختيارية كي تحد من
المخاطر التي يواجهها المرضى ونظراً للثقة المحدودة بالمولدات، تستخدم
المستشفيات أيضاً أجهزة إمداد الطاقة غير المنقطع (يو بي إس) لتقليل الضرر
الناجم عن انقطاع وتقلب التيار الكهربائي على المعدات الطبية الحساسة.


لكن فعالية استخدام أجهزة (يو بي إس) أصبحت
ضعيفة جداً بسبب القيود التي فرضتها السلطات الإسرائيلية على استيراد
البطاريات اللازمة لتشغيلها.


بانتظار كوارث متعددة

وكانت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان حذرت من كوارث بيئية وصحية تشكل خطرا على
حياة المواطنين و على مصادر البيئة خاصة الخزان الجوفي بسبب استمرار أزمة
انقطاع التيار الكهربائي.


وأوضحت أن من تداعيات الأزمة توقف المضخات والمحطات عن
العمل، وزيادة التلوث جراء تصريف المياه العادمة دون معالجة في البحر، وعدم
تزود المواطنين بالمياه بانتظام إضافة إلى توقف الآبار الزراعية والآلات
التشغيلية ومصانع التعليب والفرز عن العمل،إضافة إلى توقف مزارع الدواجن عن
التفريخ والإنتاج.


وتصرف "سلطات غزة المائية 60-80 مليون لتر يومياً من مياه
المجاري المعالجة جزئياً وغير المعالجة أيضاً في البحر المتوسط، لتجنب
إغراق المناطق السكنية بمياه المجاري حيث يتطلب التشغيل السليم لمحطة مدينة
غزة لمعالجة مياه الصرف الصحي توفير الطاقة لمدة 14 يوماً بدون انقطاع وهي
المدة اللازمة لدورة كاملة من المعالجة" حسب التقرير.


وثمة حاجة ملحة للكهرباء لضخ المياه
للاستخدام المنزلي وللري لعدم التمكن من إمكانية تشغيل المضخات باستمرار،
مما يثير مخاوف صحية وذات علاقة بالنظافة.


على أضواء الشموع

ومع اقتراب امتحانات الثانوية العامة تزداد مخاوف الطلبة و أهاليهم الذين
يبدون قلقا وتوترا على مستوى تحصيل أبنائهم الدراسي جراء استمرار أزمة
الكهرباء.

ويؤثر انقطاع التيار الكهربائي " سلباً على البيئة التعليمية، سواء في
المدرسة أو المنزل كما تؤثر الدراسة في صفوف مظلمة على قدرة الطلاب على
التركيز و يؤثر الصوت والدخان والرائحة الخارجة من المولدات الكهربائية في
المدارس والمنازل التي تمتلكها "بحسب المؤسسة الدولية.


وقالت "أوتشا": "لا يمكن تخزين طعام المقاصف
المدرسية بشكل ملائم ونتيجة لنقص المياه بسبب تعطل المضخات لا تتوفر مياه
لتنظيف المراحيض ولا تتوفر المياه لغسل الأيدي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن
انقطاع التيار الكهربائي المتكرر عن المعدات الالكترونية المستخدمة في
المدارس يؤدي إلى تضررها".


وفي المدارس التي لا يتوفر لديها مولدات، يخسر الطلاب تطبيق
الدروس العملية في مجالات التكنولوجيا والعلوم، حيث أن مختبرات الحاسوب لا
تعمل.


وتأثير آخر لانقطاع التيار الكهربائي على الوسائل التعليمية
المستخدمة في صفوف المعالجة للطلاب ضعيفي التحصيل، مما يقلل من كفاءة
التعليم العلاجي، وفي كفاءة الدورات التدريبية للمعلمين.


كما أن الحياة بمجالاتها المختلفة تعمل
بالكهرباء فإن الأضرار الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي طالت أوجه
الحياة المختلفة و تسببت بخسائر بشرية وأضرار مادية و نفسية تركت بصماتها
الواضحة على حياة المواطنين خاصة مع وصول أولى موجات الحر القائظ، مما
يستدعي اهتماما أكبر من الجهات المعنية للتدخل لحل الأزمة القائمة
والمتكررة منذ عدة سنوات بدلا من الاستمرار في تبادل الاتهامات حول المسئول
عن الأزمة.