شواهد ايمانية على نصر اكتوبر وعودة الجنود المصريين لله عز
وجل
وهل الجيش بعد الهزيمة.. عاد
إلى الله عز وجل.. وتمسك بقدرته الإيمانية أمام العدو..
ª في سنة 1973م كان هناك قوة إيمان
كبيرة جدًا لأن الناس بدأت ترجع إلى الله عز وجل وذلك بعد القضاء على
أنصاف الآلهة الذين زالوا بعد النكسة.. فبدأ الجميع في الرجوع إلى الله
والتحرك بالعمل والإيمان والتوجه إلى الله عز وجل.. كذلك فالجميع في تلك
الفترة كانوا يستنجدون بالله عز وجل.. ولا يستنجدون بروسيا أو بأمريكا..
وقام الجميع بتأدية العمل المنوط بهم منتظرين توفيق الله عز وجل..
توجهنا إلى الله عز وجل.. ونحن نقول
الله أكبر فكانت الله أكبر هي التي زلزلت مكتب جولدا مائير في تل أبيب
وكنا نردد عند إطلاق الذخائر قوله تعالى: «وما رميت إذ رميت ولكن الله
رمى»، فكانت الطلقات تصيب الهدف.
فنحن توجهنا إلى الله عز وجل بقلوب عامرة بالإيمان بقدرة الله
عز وجل.. وذلك بعد أن أخذنا بجميع الأسباب التي بأيدينا والتي بعيدة عن
أيدينا أيضًا.. فنحن توكلنا على الله وليست تواكل.. وقلنا يا رب أنصرنا
وتقبلنا شهداء عندك وانتصرنا بتوفيق الله عز وجل..
³ ألا توجد
شواهد إيمانية.. تؤكد وجود الله بجانبكم خلال فترة الحرب؟
ª نعم توجد أشياء كثيرة حدثت خلال
فترة الحرب..تؤكد قدرة الخالق ووقوفه بجانب الجيش المصري في الحرب.. وكان
توفيق الله عز وجل والثبات الإيماني لدى الرجال هو المحرك والوقود الأساسي
للحرب..
فنحن لدينا في سلاح المدفعية
كان يوجد لواء لصواريخ «نون»، وكان هذا اللواء مقررًا له ضرب مركز قيادة
وسيطرة بأم قشيب.. ونحن نقوم بعمل شيء يعوض عن الأحوال الجوية غير
النموذجية.. وتقوم بشيء اسمه «حل التقرير الجوي»، وحينما قمنا بكل هذا
التقرير أخطأنا في الحسابات الجوية.. وذلك رغم أننا قمنا بكل الآلاف من
التقارير الجوية قبل ذلك.. إنما هم في هذه المدة أخطئوا.. وأطلقوا
الصواريخ.. فالصواريخ بدلاً من أن تقوم بضرب أم القشيب.. قامت بضرب مطار
المليز الإسرائيلي.. ودمرت 12 طائرة كانت على درجة استعداد رقم (1)
للإقلاع والاشتباك وكان الطائرات ميراج.. ونحن حينما قمنا بالقذف فنحن
نفذنا المهمة.. ولكن الأهداف والتوفيق فيها كان من عند الله..
ونحن بعد ذلك عندما تقابلنا مع
اليهود في مباحثات الكيلو (101).. قالوا لنا لولا ضربه صواريخكم لمطار
المليز لكنا استطعنا وقف العبور لقواتكم..
وأيضًا كانت أكبر مشكلة تقابلنا هي
مسألة العبور وأنشأ الكباري.. لأن الكباري كانت لدينا.. كانت تنشأ في خلال
ست ساعات لأنها قديمة.. فنحن قمنا بالعبور والاشتباك مع العدو بأسلحة منذ
الحرب العالمية الأولى.. فكوبري بيلي الإنجليزي كان من الحرب العالمية
الأولى.. والعميد فؤاد عزيز غالي وهو قائد الفرقة ال (18) بالقنطرة عبرت
بدبابات عددها (34) منذ الحرب العالمية الثانية.. والسؤال كيف نقاتل
بدبابة منذ الحرب العالمية الثانية أمام دبابة أمريكية حديثة يتسلح بها
الجيش الأمريكي في نفس الوقت..
فلا يوجد وجه للمقارنة بين الإمكانيات.. وبين الدبابتين ولكن
التوفيق من عند الله فقط.. وكان لدينا مدفع 122م منذ أيام الحرب العالمية
الثانية والطيران أيضًا ميج (17) وميج (19) وهي منذ الخمسينيات أمام
السكاي هوك والفانتوم الحديثة..
فالحرب بالكامل كانت توفيق من قبل المولى تبارك وتعالى.. أكثر
منه أي شيء آخر.. إنما السلاح أيضًا هو ما كان باستطاعتنا.. ولذلك نقول
نحن أخذنا بالأسباب وبمدى استطاعتنا حتى لم يتبقى لنا شيء غير توفيق الله
عز وجل..
وسلاح
المهندسين كان مقدر لفرد وتركيب الكباري ب 6 ساعات.. فمشكلة الكباري أنها
قديمة وليست مثل الكوبري الذي عبر عليه شارون يتم تركيبه في خلال 25
دقيقة.. وهو كوبري ألماني حديث.. إنما المشكلة كانت في تلك الكباري أنها
كانت قطع معديات يتم فردها وتركيبها في بعضها عن طريق مسامير أو خوابير..
فكل معدية بها أربعة أخرام يتم تركيب المسامير بها.. ولكن قدرة الله
ومشيئته وبركة ذلك الشهر الكريم.. جعلت تركيب تلك الكباري التي تمثل صعوبة
كبيرة جدًا في تركيبها بسبب تيارات المياه بالقناة.. فقد تم تركيب الكباري
كلها في أقل من ساعة وعبرت عليها القوات كلها..
كذلك أثناء عودة طائرة
هليكوبتر من عملية إمداد في سيناء وقامت باعتراضها طائرة فانتوم.. فأطلقت
الهيلكوبتر النار من رشاشها على الفانتوم فتسقطها.. فكل ذلك بأمر الله عز
وجل..
وكذلك ما حدث
ساعة إطلاق قوات الدفاع الجوي أحد الصواريخ المضادة للطائرات ضد طائرة
فانتوم فتسقطها وبقاياها تتطاير لمسافة كبيرة جدًا لتسقط طائرة أخرى..
فشهر رمضان كان دائمًا شهر انتصارات
وشهر الجهاد ونحن في الجيش في ذلك الوقت رفضنا أن نفطر وقاتلنا جميعًا
ونحن صائمون.. طيلة أيام الحرب.. ومن استشهد وهو صائم.. فالله عز وجل أراد
أن نقاتل في ذلك الشهر ليسبغ علينا نعمه الكثيرة..