اقترب مبارك من السياره وقال بهدوء :
مبارك : اليوم الصبح وانا ياي الدوام سويت حادث بسيارتي ووديتها الكراج و..

قطـع سالم كلامـه بقوله :
سالم : الحمدالله على السلامه .. ما تشوف شر ان شاء الله .

رد عليه مبارك بامتنان :
مبارك : الله يسلمك .

تنهـد مبارك لحظـه وتــابع :

مبارك : انا واقف هنيه بانتظــار تاكسي ايودينــي البيت .

ارتفع صوت عايض من داخل السياره وقال :
عايض : وليش تتريا تاكسي .. اركب معانا .. و احنا بنوصلك البيت .

ابتسم مبارك بويهـم وقال بامتنان :
مبارك : مشكورين والله .. هذا من ذوقـكم .. بس مكاني بعيد وايد .. وافضل اني أروحــه بتاكسي .

انفعل سالم بصدق لما قال :
سالم : ياريال .. خلك من ها المستحى و اركب معانـا .. لا تخلينا نحلف عليك تركب ، واحنا ما متحركين شبر واحد ليما تركب معانا .

ابتسم مبارك وهـو يحاول يتهرب منهم فقال :
مبارك : ما يحتاي تحلف يا ريال .. انته تدري انا وين ساكن ؟!.

تبادل سالم مع عايض نظره قصيره قبل لا يسأله الأخير :
عايض : ويــن ؟

جاوبه مبارك بهدوء :
مبارك : انا ساكن بـ ( ام غافه ) يعني يبالكم حوالي نص ساعه ليما توصلون هناك .

ابتسم عايض وهــو يقول بصدق :
عايض : ان شاء الله ساعتين .. اركب يا ريال اركب .. احنا بنوصلك ام غافــه وبطريـق رجعتنـا بنمــر ( الظاهــر ) عندي الشيبه يـدي ، وبعدين الطريق ما بياخـذ منـا اكثر عن عشرين دقيقه بسيارتي ( الجي تي ) هـذي .

اتردد مبارك وايد وهـو يقول :
مبارك : بس يا عايض .. انـا ما ابغي اتعبكم معاي و .

قطع عايض كلامه وهـو يقول بكل اصرار :
عايض : لا تعب ولا شي .. حلفت عليك الا تركب معــانا .

ما لقى مبارك امام اصرارهم من خيارغير قبول عرضهم ، فركب معاهم وجلس على الكرسي الخلفي بعد ما طــوى سالم كرسيه الامامـي كون السياره سياره رياضيه .

انطلقت السياره بسرعتها العاليه في شوارع العين الداخليه ، واستمرت في حركتها ليما وصلت للطريق السريع اللي يوصل مدينه العين بمنطقة ( ام غافه ) ... وام غافه منطقه تقــع في ضاحيه من ضواحي مدينــة العين .

اثنــاء ما كان السياره تتحرك على الشارع الخارجي ، وعنـد اقترابها من منطقة ام غافـه ، التفت سالم لمبارك القاعد وراه وقال وهــو يأشر بصبعه صوب السماء :
سالم : ما شاء الله .. السماء مغيمه .. ان شاء الله اتينا أمطــار قويه اليوم .

هـز مبارك راسه وهـو يقول بحماس :
مبارك : ان شاء الله .. الجــو عدنا بام غافـه مب مستقر من يومين ، لكني الغيوم اليوم وايد زايــده ، واذا استمر على حالتها هذي ، احتمال تنـزل علينا امطار غزيره وايـد ، او حتــى بـرد .

سـأله سالم بفضول :
سالم : قـط طاح عندكم برد في ام غافـه ؟!

هــز مبارك كتوفـه وهـو يرد بصدق :
مبارك : واايـد.. وآخــر مــره نزل علينا كان في السنه الماضيه .. بس من شكل الغيوم هذي .. اقدر اقولك إن البرد بينزل علينا اليوم ان شاء الله .

رجـع سالم ببصره صوب الشارع ، وتابعت السياره حركتها ليما وصلوا لبيت مبارك ، واول ما نزل قال الهم :
مبارك : اتفضلوا.. قربوا عدنــا في البيت .

رد عليه عايض ها لمره :
عايض : مشكور وما تقصر و ..

قطع مبارك كلامـه وهـو يقول بمنتهى اصرار :
مبارك : ما بقبل منكم أي عذر .. وصلتوا بيتي لازم تقربون وتتقهوون فيه .

حاول عايض انهم يتفكك من طلبه لما قال :
عايض : تسلم يا مبارك ، كان بودنا والله .. بس صراحه احنا وايد وايد مستعيلين ، بنمـر على الشيبه يدنــا في ( الظاهر ) بعد شويه ، وبنسير النادي بعدها .. مره ثانيه ان شاء الله .

سكت مبارك لثواني وهـو يطالعهم بنظرات شـك ، بس في النهاية رضـخ لطلبهم لما قال بشي من الحسرة :
مبارك : ما عليه .. بقبل عذركم ها المره ، بس على شرط .. توعدوني بزياره ثانيه قريب .. زين .

ابتسم عايض وهـو يجاوبه :
عايض : ان شاء الله .. نوعدك انزروك مره ثانيه ونشرب قهـوتـك ونتعشى بعـد .

رد عليه مبارك بابتسامه مماثله وهـو يقول :
مبارك : ان شاء الله .. يا الله .. فمان الله وحفظه ومشكورين على تعبكم معاي.

اتسعت ابتسامة عايض وهـو يقول:
عايض : تسلم يا مبارك .. في أمان الله .

بعد كلمة الوداع الاخيره ، انطقلت السياره بهدوء في شوارع منطقة ام غافـه الداخليه ، وبعد ما قطعت مسافات قصيره جدا ، انهمرت الامطار بشكل مفاجىء وغـزير جدا على السياره ، لدرجة ان مساحات السياره ومـع انها كانت تشتغل بكامل سرعتها لكنها ما قدرت اتزيـح واتخــوز كل الماي المنصب مثل السيل على زجاج السياره الامامـي .

ولها السبب اضطر عايض انه يوقف سيارته في موقف صغير بجانب الشارع ، ليما اتخــف غـزارة المطــر شويه .
وبها اللحظـة .. التفت عايض لاخـوه سالم وقال بدهشه :
عايض : ما شاء الله .. أول مره أشوف أمطــار بها الغزاره ! .. كأنها خيــوط ونازلــه من السماء .

هــز سالم راسه وهـو يقول بنفس الدهشـة :
سالم : حتى انــا .. اول مره اشوف مطــر جذيـه .. اللهم زيد وبارك .

استمـر نزول المطـر الغزير وبدون توقف لمدة زادت عـن عشـر دقايق كامله.. لكنــه .. وبشكل مفاجىء وسريع .. اتوقف نهائيا عن النزول وكأنه ما نــزل قبل شويه ؟!

اتلفـت سالم حواليه ، فلاحظ ان الشوارع غرقانه بماي المطـر قبل لا يلتفت لاخـوه عايض ويسألــه :
سالم : ليش بعـدك واقـف ؟ ، المطر وقــف .. اتحرك يا الله .