السلام عليكم ..

تحذير قبل قراءة القصـة : هذه قصه قصيــره لمحبي الخيـال العلمــي فقط .. لان بها بعض المصطلحات العلمية .. وخاليـة تماما من أي رومانســية عاطفيــة ....

ملاحظــة : الحدث الرئيسي في القصه حدث حقيقي حدث يومــا مـا على أرض الدولــة ، وما تبقـى من احداث من الخيال العلمي فقـط .

والقصــه بعنوان (( ثلوج الصحــراء ))



كان الجــو يميـل للبروده في هذا اليوم الشتوي البارد .. اليوم هــو الثاني والعشرين من شهر ديسمبر من عـام الف وتسمعيه وسـت وثمانين ، وكانت السماء ملبده بالكامل بغيوم وسحب كثيفه وعلى ارتفاعات منخفضه جدا.

وعند الساعه ثلاث وخمس اربعين دقيقه من عصر هذا اليوم وبمواقــف مبنى كليــة الاداب في منطقة ( المويجــعي ) بمدينة العين ، ركــب عايض الطالب بكلية الاداب .. قسم الجغرافيا .. سيارته السبورت الرياضيه من نوع ( نيسان سكايلـن ) ، ولما اعتدل في قعــدته فيها وسكر بابــه ، وضــع مفتاح السياره في مكان التشغيل وشغل محركها ، وانتـظر لمدة زادت عـن دقيقــه كاملــه ليما ركب عدالــه اخــوه التوأم والطالب معاه بنفس الكليـة.. سالــم .

كان الاخوين التوأم ..عايض وسالم.. مشتركين فيما بينهم بأشياء كثيره ، فبالاضافه الى تشابه اشكالهم لحـد كبير كونهم توأمين متطابقين ، فهـم مشتركين بعد في نواحي ثانيه .. فالاثنين .. عايض وسالم .. طلبه بالسنــة الثالثــة بجامعـة الامارات وبنفس التخصص .. الجغرافيا .
والاخوين كانوا ولازالــوا لاعبين مميزين بفريــق الكــرة الاول بنادي العين الرياضي ، وتربطهم فيه علاقات قويــة حميمة من يوم ما كانوا يلعبون بفريق الأشبال الصغار بالنادي .

أول ما ركــب سالم بجنب اخوه في السياره سأله بسرعة :
سالم : هاه عايض .. بتروح التمرين بالنادي اليوم .

القــى عايض نظــره خاطفه على الغيوم السوداء والبيضاء في السماء وقال :
عايض : ما ظني شي تمرين اليوم .. انته ما شايف الغيوم الكثيره المتجمعة بالسماء .. احتمال تنــزل علينا امطار اليوم ، و انـا أمس بالليل سمعت في نشرة الاخبار الجويه عن احتمال سقوط امطار غزيره اليوم العصر .

هــز ســالم راسه بتفهم وهـو يلقي نظره متفحصه على السماء ويقول :
سالم : واضح ها الشي .. الغيوم ما شاء الله تارسـه السماء .. وان شاء الله اتينا مطـره حلــوه اليوم .. تسقي زرعنــا وتروي أرضنا .

ابتسم عايض وهــو يقول :
عايض : إن شاء الله .

قبل لا يتحرك عايض بسيارته تابع سالم كلامه وقال بحماس :
سالم : بس مهمن كان .. لازم نلبس وانسير النادي اليوم .. احتمال يتحسن الجـو بعد العصر والتمرين ما يبـدأ قبل الساعه ستـه .

خــزه عايض بنظره ساخره وهـتف :
عايض : اللي يشوفك وانته مهــتم بالتمرين يتحراك لاعب أساسي ، مب جانه المدرب مخسـس فيك ومنقعنـك على كراسي الاحتياط وما راضي يلعبك ولو شوط واحـد .

عقــد سالم حواجبه بضيق وقال :
سالم : شو اسويبـه .. ها لمدرب بالذات ما مقتنــع فيني ولا بمهاراتي .

ضحـك عايض من خاطره وقـال :
عايض : روح زين روح .. قال مهارات قال ! .. علي انا ها الكلام .. انا وياك بنفس الفريق وشايف لعبك زين .. انا ما انكر انــك اتحــاور واتراوغ وتمريراتك زينه .. بس شوتاتـك وتسديداتك صراحه كلها او اكثرها طايشه وما تستقـر الا برع المرمى .. صراحه انته مول ما تركـز .. والمفروض تتدرب اكثر على التسديد .

حــرك سالم شفايفه في غصـه وقال :
سالم : بالعكس .. انا كنت احسن مـن يسدد ويشوت الكرة لما كنت العب في فريق الاشبال والناشئين بالنادي ، وانته عارف ها الشي وخابرني زين ، بس من صعدت الفريق الاول ولعبت مـع ها المدرب .. ما ادري شوصار بي .. ما قمــت اشــوت عــدل .. يمكن لاني ما اطيق ها المدرب مول واحســه وايد متعجرف وشايف عمــره ، وانته عارفني زين .. انـا مــزاجي و أهــم شي عندي الراحه النفسيه .. اذا ما كنت مرتاح نفسيا صــعب اني اشوت الكـره زين والتسديد بالذات يبالــه تركيز ودقــه عاليه خصوصا لو كانت التسديده قويــة .

التقــط سالم نفس قصير ثم تابع كلامه وقال وهـو يلوح بيده :
سالم : بــس بييـك يـوم يا عايض ، وبتشوفني كيف أسـدد وأســجل احلى الاهداف .

ضحـك عايض وهـو يشكك بكلام اخـوه بقولـه :
عايض : بنشوف .

اتلــفت سالم حواليـه لثواني ثـم قال :
سالم : المهم .. وين بتروح الحينــه .

فكــر عايض شويه ثــم قـال بحماس واضح :
عايض : اشرايك انسير عنــد الشيبه يـدك في ( الظاهـر ) وانسلم عليه .. صارلنا زمــان ما شفناه ولا سلمنا عليه .

وبنفس الحماس وبدون تردد هتـف :
سالم : هيه والله.. من زمان ما شفنـا يدي .. وانا وايد مشتاق اشوفــه .. اتوكــل واخطــف عنده الحينه .

مـع كلمتة الاخيره ، ضغط عايض على دواسة البترول ، فارتفع صوت محرك السياره المزعـج واللي اتردد صداه على جدران الكليه ، واندفعت السياره للامام بقوه وهيــه تقطــع الشارع الداخلي في مبنى الكليه قبل لا تظهر السيارة على الشارع الرئيسي وتتحرك بسرعة عليه .

لكن عايض وبعد ما قطع امتار بسيطه على الشارع الرئيسي ضغط على البريك او الفرامل بقوه ليما وقفت السياره فجـأه في مكانها ، لدرجة ان راس سالم كان على وشك انـه يضرب زجاج السياره الامامي من شدة الوقفه .
وبها للحظه صاح سالم في اخوه عايض :
سالم : شو فيك وقفــت جذيــه ؟!

التفت عايض لوراه بسرعه وقــال :
عايض : اتشوف هذاك الريال الواقــف على الشارع .. مب جانـه مبارك بن غافان رفيجنا بنفس المساق .

التفت سالم لوراه بحركه سريعه وركـز في ملامحـه لحظه ثم قال :
سالم : هيــه .. هــو بعينه .. بس ليش واقـف على الشارع ، ووين سيارته .

اتجاهل عايض سؤال اخوه ، لانـه وبها اللحظـه كان مغيــر ( جيـر) السياره اليدوي من السرعه الاماميه الى السرعه الخلفيه ( الريوس ) ، وارجعت السياره بحركه سريعــة ليما وصلوا لنفس المكان الواقف فيـه مبارك على رصيف الشارع الايمــن ، ولحظتها .. نــزل سالم جامة أو زجاج السياره ورفع صوته وقال :
عايض : هاه بروك .. ليش واقف هنيه ؟ .. تتريـا حــد ؟.