أحاديث في العاصفة
يقول الأستاذ هيكل فى مقدمته لكتاب ( أحاديث ) :
( فكرة هذا الكتاب لم تخطر لى , وأنما خطرت لغيرى , وبعد تفكير رحبت بها .
فصاحب الفكرة الأصلى , هى " دار الشروق " – ناشرة هذا الكتاب – وملخص
الفكرة هو جمع ونشر أحاديث صحفية أجرتها معى بعض الصحف العربية والأجنبية
ونشرت خارج مصر فى أيام لم يكن مسموحآ لى أن أنشر كتابآ أو مقالآ داخلها )
.
ويرى الأستاذ هيكل , أن الفكرة نفسها كانت مغرية جدآ ....فعلى الرغم ان
بنشرها بيعد سجل , لأراءه , ككاتب أثناء حدوث الأحداث فى وقتها , وفى وقت
منع من أبدائها على صفحات مصرية . الا ان مغزى أهميتها وأغرائها بيكمن فى
أنها كانت الذريعة لمن روج ضده بتهمة ( الأساءة لسمعة مصر خارجها ) , سواء
من بعض الصحافيين أو رئيس الجمهورية نفسه .
ويتابع الأستاذ هيكل فى المقدمة الأصلية , الأجابة عن ( لماذا هذا الكتاب ؟ ):
1- أننى أختلفت مع السياسة الرسمية للحكومة المصرية بعد حرب أكتوبر وكان
أختلافى بالتحديد فى موضوع فك الأرتباط الأول الذى وجدته من وجهة نظرى
مؤدياً بالحركة الذاتية للمواقف – الى صلح منفرد مع اسرائيل . كذلك كان
أختلافى مع مجمل توجهات سياسة مصر العربية والخارجية – بما فيها الأعتماد
الكامل على الولايات المتحدة الأمريكية . والى جانب ذلك فقد كنت واثقآ أن
هذه التوجهات جميعآ سوف تكون لها – على نحو أو آخر – تأثيراتها على
السياسة الداخلية فى مصر .
2- فى الوقت – الذى أتخذت فيه هذا الموقف – وعبرت عنه فى مقالاتى فى
الأهرام . كنت أعى مقدمآ ومسبقآ أن المشاكل تنتظر على أول ناصية الطريق .
ولهذا فقد قلت لرئيس السادات – بعد قطيعة شهور بيننا , فى أحدى المناسبات
التى جمعتنا سويآ :
* أننى أطلب سعة صدرك , فأنا لن أتقاعد عن الكتابة والكلام , خصوصآ وأن
هناك فى الموضوع قضية . وتابعت قائلا " أننى اثرت الصمت منذ تركت الأهرام
" 2 فبراير 1974 – حتى الآن – نوفمبر 1974 " لأننى كنت مشغول بتحضير كتابى
" الطريق الى رمضان " ولكننى بعده سوف أعود الى التعرض الى للشئون الجارية
وسوف أبدى رأيى على صفحات صحف مصرية , تريد أن انشر ما أكتب , ومناى أن لا
يتسبب ذلك فى صدام بيننا . وأشهد أن كان رده ودياً وقال " هذا حقك , وأنا
لا أعترض عليه " . ولكن لسؤء الحظ تطورت الأمور على غير ما أبدى , وعلى
غير ما قصدت .
3- وحين توالت الشواهد عَلَىَ الغضب مما أكتب وأقول ولاحت بوادر الخطر فى
حملات تشهير منظمة واسعة النطاق – فأن فكرة الخروج من مصر ظلت بعيدة عن
خواطرى منذ أول لحظة . فقد أقسمت أن لا يكون لى فى الخارج " مكتب أو عمل
أو بيت أو قبر " . وهكذا فأنه عندما منعنى المدعى الأشتراكى من السفر –
1978 – وجدنى فى مصر . وحينما سحب جواز سفرى وجده فى درج مكتبى . وحتى
حينما أرادوا أعتقالى بعد ذلك فى سبتمبر 1981 , لم يذهبوا الى أبعد من
الاسكندرية لكى يجدونى على شواطئها , ومن هناك نقلت الى السجن ......
4 – فى تلك الفترة – صال وجال كثيرون – دعنا نسميهم , " فرسان الساحات
الخالية " هؤلاء الذين يرمحون فى ميادين يعرفون مقدمآ أنه ليس فيها " عدو
" وبالتالى ليس عليها قتال . وكعادتى , لم أجد ما يغرينى على الرد أو حتى
الأصغاء الى صوتها أو حتى أنتظار اصدائها ....ولكنى خرجت عن هذه العادة
مرتين :
الاولى , حين نشرت احدى الصحف العربية عنوانآ رئيسيآ , بمعارضة " رحلة
القدس قالت فيها بالحرف الواحد " واحد ضد مصر " . وكان ردى , فى خاتمة
مقال نشر خارج مصرأيضآ " بل واحد من مصر " .
والثانى , كان الرد كتابآ وليس مقالآ , عنوانه " بين الصحافة والسياسة "
وهو يحكى بنفسه قصته , ولا اريد أن اعود اليها لانها قصة مؤلمة حزينة ..
وتلخيصآ , فان كل ما نشرته خارج مصر فى وقت المنع يندرج أما تحت كتب كاملة أو مقالات أو محاضرت فى جامعات عالمية أو أحاديث صحفية .
كلها فى الغالب – باللغة الأنجليزية . لم يترجم منها الى العربية الأ الكتب وبعض المقالات .
وقد أسندت الى الصديق والأستاذ " فهمى هويدى " مهمة اختيار الأحاديث التى
يضمها هذا الكتاب من بين كم هائل جمعته " دار الشروق " - التى كانت صاحبة
فكرة الكتاب فى الأساس - ورجوته نقلها بنصوصها كاملة , وبدون أدخال اى
تعديل عليها , وأضافة تواريخها , واسم الصحيفة, والزميل الذى قام بها .
وعندما أطلعت على النتيجة النهائية للأختيار كان عرفانى للصديق الذى قام بهذه الأمانة صادقآ وعميقآ .
وبعد فهذه نماذج من أحاديث قيلت فى وجه العاصفة وكل أملى من نشرها – كما
أسلفت – أن تطرح موضوعها . وأن تستكمل السجل , ثم أن تجلو وجه الحقيقة
...(أنتهى كلام الأستاذ)
من الجدير بالذكر , أن من قام بهذه اللقاءات أصبحوا الأن أعلام الأعلام
العربى , نذكر منهم " مفيد فوزى , عادل حمودة , مكرم محمد أحمد , صلاح
عيسى , هدى الحسينى , حسن صبرا " .
و هذا الكتاب لأستاذ هيكل , هو ثانى الكتب الالكترونية- خريف الغضب كان
الأول – التى والحمد لله , قامت - جدران المعرفة - فى أظهارها بأقصى جودة
ممكنة . وأن شاء الله نعدكم بالأستمرار , فى نقل المكتبة الكاملة لأستاذ
الأستاذة .
حجم الملف ( 10 ) ميجا.
(منقول)
يقول الأستاذ هيكل فى مقدمته لكتاب ( أحاديث ) :
( فكرة هذا الكتاب لم تخطر لى , وأنما خطرت لغيرى , وبعد تفكير رحبت بها .
فصاحب الفكرة الأصلى , هى " دار الشروق " – ناشرة هذا الكتاب – وملخص
الفكرة هو جمع ونشر أحاديث صحفية أجرتها معى بعض الصحف العربية والأجنبية
ونشرت خارج مصر فى أيام لم يكن مسموحآ لى أن أنشر كتابآ أو مقالآ داخلها )
.
ويرى الأستاذ هيكل , أن الفكرة نفسها كانت مغرية جدآ ....فعلى الرغم ان
بنشرها بيعد سجل , لأراءه , ككاتب أثناء حدوث الأحداث فى وقتها , وفى وقت
منع من أبدائها على صفحات مصرية . الا ان مغزى أهميتها وأغرائها بيكمن فى
أنها كانت الذريعة لمن روج ضده بتهمة ( الأساءة لسمعة مصر خارجها ) , سواء
من بعض الصحافيين أو رئيس الجمهورية نفسه .
ويتابع الأستاذ هيكل فى المقدمة الأصلية , الأجابة عن ( لماذا هذا الكتاب ؟ ):
1- أننى أختلفت مع السياسة الرسمية للحكومة المصرية بعد حرب أكتوبر وكان
أختلافى بالتحديد فى موضوع فك الأرتباط الأول الذى وجدته من وجهة نظرى
مؤدياً بالحركة الذاتية للمواقف – الى صلح منفرد مع اسرائيل . كذلك كان
أختلافى مع مجمل توجهات سياسة مصر العربية والخارجية – بما فيها الأعتماد
الكامل على الولايات المتحدة الأمريكية . والى جانب ذلك فقد كنت واثقآ أن
هذه التوجهات جميعآ سوف تكون لها – على نحو أو آخر – تأثيراتها على
السياسة الداخلية فى مصر .
2- فى الوقت – الذى أتخذت فيه هذا الموقف – وعبرت عنه فى مقالاتى فى
الأهرام . كنت أعى مقدمآ ومسبقآ أن المشاكل تنتظر على أول ناصية الطريق .
ولهذا فقد قلت لرئيس السادات – بعد قطيعة شهور بيننا , فى أحدى المناسبات
التى جمعتنا سويآ :
* أننى أطلب سعة صدرك , فأنا لن أتقاعد عن الكتابة والكلام , خصوصآ وأن
هناك فى الموضوع قضية . وتابعت قائلا " أننى اثرت الصمت منذ تركت الأهرام
" 2 فبراير 1974 – حتى الآن – نوفمبر 1974 " لأننى كنت مشغول بتحضير كتابى
" الطريق الى رمضان " ولكننى بعده سوف أعود الى التعرض الى للشئون الجارية
وسوف أبدى رأيى على صفحات صحف مصرية , تريد أن انشر ما أكتب , ومناى أن لا
يتسبب ذلك فى صدام بيننا . وأشهد أن كان رده ودياً وقال " هذا حقك , وأنا
لا أعترض عليه " . ولكن لسؤء الحظ تطورت الأمور على غير ما أبدى , وعلى
غير ما قصدت .
3- وحين توالت الشواهد عَلَىَ الغضب مما أكتب وأقول ولاحت بوادر الخطر فى
حملات تشهير منظمة واسعة النطاق – فأن فكرة الخروج من مصر ظلت بعيدة عن
خواطرى منذ أول لحظة . فقد أقسمت أن لا يكون لى فى الخارج " مكتب أو عمل
أو بيت أو قبر " . وهكذا فأنه عندما منعنى المدعى الأشتراكى من السفر –
1978 – وجدنى فى مصر . وحينما سحب جواز سفرى وجده فى درج مكتبى . وحتى
حينما أرادوا أعتقالى بعد ذلك فى سبتمبر 1981 , لم يذهبوا الى أبعد من
الاسكندرية لكى يجدونى على شواطئها , ومن هناك نقلت الى السجن ......
4 – فى تلك الفترة – صال وجال كثيرون – دعنا نسميهم , " فرسان الساحات
الخالية " هؤلاء الذين يرمحون فى ميادين يعرفون مقدمآ أنه ليس فيها " عدو
" وبالتالى ليس عليها قتال . وكعادتى , لم أجد ما يغرينى على الرد أو حتى
الأصغاء الى صوتها أو حتى أنتظار اصدائها ....ولكنى خرجت عن هذه العادة
مرتين :
الاولى , حين نشرت احدى الصحف العربية عنوانآ رئيسيآ , بمعارضة " رحلة
القدس قالت فيها بالحرف الواحد " واحد ضد مصر " . وكان ردى , فى خاتمة
مقال نشر خارج مصرأيضآ " بل واحد من مصر " .
والثانى , كان الرد كتابآ وليس مقالآ , عنوانه " بين الصحافة والسياسة "
وهو يحكى بنفسه قصته , ولا اريد أن اعود اليها لانها قصة مؤلمة حزينة ..
وتلخيصآ , فان كل ما نشرته خارج مصر فى وقت المنع يندرج أما تحت كتب كاملة أو مقالات أو محاضرت فى جامعات عالمية أو أحاديث صحفية .
كلها فى الغالب – باللغة الأنجليزية . لم يترجم منها الى العربية الأ الكتب وبعض المقالات .
وقد أسندت الى الصديق والأستاذ " فهمى هويدى " مهمة اختيار الأحاديث التى
يضمها هذا الكتاب من بين كم هائل جمعته " دار الشروق " - التى كانت صاحبة
فكرة الكتاب فى الأساس - ورجوته نقلها بنصوصها كاملة , وبدون أدخال اى
تعديل عليها , وأضافة تواريخها , واسم الصحيفة, والزميل الذى قام بها .
وعندما أطلعت على النتيجة النهائية للأختيار كان عرفانى للصديق الذى قام بهذه الأمانة صادقآ وعميقآ .
وبعد فهذه نماذج من أحاديث قيلت فى وجه العاصفة وكل أملى من نشرها – كما
أسلفت – أن تطرح موضوعها . وأن تستكمل السجل , ثم أن تجلو وجه الحقيقة
...(أنتهى كلام الأستاذ)
من الجدير بالذكر , أن من قام بهذه اللقاءات أصبحوا الأن أعلام الأعلام
العربى , نذكر منهم " مفيد فوزى , عادل حمودة , مكرم محمد أحمد , صلاح
عيسى , هدى الحسينى , حسن صبرا " .
و هذا الكتاب لأستاذ هيكل , هو ثانى الكتب الالكترونية- خريف الغضب كان
الأول – التى والحمد لله , قامت - جدران المعرفة - فى أظهارها بأقصى جودة
ممكنة . وأن شاء الله نعدكم بالأستمرار , فى نقل المكتبة الكاملة لأستاذ
الأستاذة .
حجم الملف ( 10 ) ميجا.
(منقول)