الإمام أبو حنيفة
=========
هو النعمان بن ثابت بن المرزُبان، وكنيته أبو حنيفة، من أبناء فارس
الأحرار، ينتسب إلى أسرة شريفة في قومه، أصله من كابل - عاصمة أفغانستان
اليوم - أسلم جده المرزبان أيام عمر رضي الله عنه، وتحوّل إلى الكوفة
واتخذها سكنًا.

ولد أبو حنيفة رحمه الله بالكوفة سنة ثمانين من الهجرة على القول الراجح، سنة 699م.

ونشأ رحمه الله بالكوفة في أسرة مسلمة صالحة غنية كريمة، ويبدو أنه كان
وحيد أبويه، وكان أبوه يبيع الأثواب في دكان له بالكوفة، ولقد خلف أبو
حنيفة أباه بعد ذلك فيه.
حفظ أبو حنيفة القرآن الكريم في صغره، شأن أمثاله من ذوي النباهة والصلاح.

كان زاهدا ورعا أراده يزيد بن هبيرة أمير العراق أيام مروان بن محمد أن
يلي القضاء فأبى وأراده بعد ذلك المنصور العباسي على القضاء فامتنع وقال:
لن أصلح للقضاء فحلف عليه المنصور ليفعلن فحلف أبو حنيفة أنه لن يفعل فحبسه
المنصور...
وكان واسع العلم في كل العلوم الإسلامية وهو الذي تجرد
لفرض المسائل وتقدير وقوعها وفرض أحكامها بالقياس وفرع للفقه فروعا زاد في
فروعه وقد تبع أبا حنيفة جل الفقهاء بعده ففرضوا المسائل وقدروا وقوعها ثم
بينوا أحكامها وكان أبو حنيفة يتشدد في قبول الحديث ويتحرى عنه وعن رجاله
فلا يقبل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا رواه جماعة عن
جماعة أو إذا اتفق فقهاء الأمصار على العمل به.
آراء العلماء فيه ..

قال وقيع بن الجرّاح شيخ الشافعي: كان أبو حنيفة عظيم الأمانة، وكان يؤثر
رِضَى الله تعالى على كل شيءٍ، ولو أخذته السيوف في الله تعالى لاحتملها.
وقال الإمام الشافعي: ما طلب أحد الفقه إلا كان عيالًا على أبي حنيفة، وما قامت النساء على رجل أعقل من أبي حنيفة.
وقال الإمام أحمد بن حنبل: إن أبا حنيفة من العلم والورع والزهد وإيثار
الآخرة بمحل لا يدركه أحد، ولقد ضرب بالسياط ليلي للمنصور فلم يفعل، فرحمة
الله عليه ورضوانه.
وقال الإمام أبو يوسف: كانوا يقولون: أبو حنيفة زينه الله بالفقه والعلم والسخاء والبذل وأخلاق القرآن التي كانت فيه.
وقال عنه الإمام سفيان الثوري: ما مقلت عيناي مثل أبي حنيفة.
وقال عنه يحيى بن سعيد القطان إمام الجرح والتعديل: إن أبا حنيفة - والله - لأعلم هذه الأمة بما جاء عن الله ورسوله.
وفاتـــــــــــه
توفي رحمه الله ببغداد سنة 150 هـ الموافق 767 م