حمدين صباحى .. واحد مننا



(السيرة الذاتية)





النشأة والطفولة



طلع النهار ..

من ضهر أبويا اللى انحنى من مسكة الدفة ..

من كف أمى اللى شقق من شيلة القفة ..


ولد حمدين عبد
العاطى صباحى فى الخامس من شهر يوليو عام 1954 بمدينة بلطيم محافظة كفر
الشيخ ، لأب وأم ينتميان للأغلبية الساحقة من المصريين البسطاء فقد كان
والده الحاج عبد العاطى صباحى فلاحا مصريا شريفا صلبا حكيما .





التحق حمدين بمدرسة
الصديق الابتدائية ، ترعرع وسط الفلاحين والصيادين فى بلطيم فنما داخله حس
شعبى يؤمن بالناس وينتمى لهم ، وشاهد استفادة الفقراء والبسطاء من منجزات
ثورة يوليو فتكونت لديه قناعات فكرية وانحيازات اجتماعية ترسخت مع مرور
الزمن وتجاربه .. عاصر مع بدء تفتح وعيه الأحلام الكبرى للمرحلة الناصرية
فحلق مع انجازاتها وتألم لانكساراتها .. وأثناء دراسته فى المرحلة الثانوية
تلقى مع الشعب المصرى والعربى صدمة وفاة الزعيم جمال عبد الناصر عام 1970 ،
بكاه كثيرا لكنه فى ذات الوقت آثر أن يخلد ذكراه ويحافظ على إنجازاته
ويواصل مشروعه فكانت أولى خطواته بتأسيس رابطة الطلاب الناصريين فى مدرسة
الشهيد جلال الدين الدسوقى ..





كان حمدين منذ صغره
صاحب كاريزما مؤثرة وشخصية قيادية ، وقد انتخبه زملائه رئيسا لاتحاد طلاب
مدرسة بلطيم الثانوية .. كما كان حمدين مشروع فنان وأديب مبدع اكتشف موهبته
مبكرا فكان أحيانا يكتب الشعر والقصص القصيرة بالاضافة لاهتمامه بالسينما
والموسيقى والفن بشكل عام ، وقد تنامت لديه هذه الموهبة والاهتمامات يوما
بعد الآخر ، لكن طغى عليها نضاله السياسى والوطنى خاصة مع التحاقه بكلية
الاعلام فى أعقاب حصوله على شهادة الثانوية العامة بتفوق واضح حيث كان
الأول على دفعته .




حمدين فى الجامعة



كبلال يؤذن للفجر فينا ..

يعود بنا لزمان الخطاب الأبى ..

يحرضنا أن نقاوم طوفان نوح ..


مع التحاقه بكلية
الاعلام جامعة القاهرة ازداد وعى حمدين صباحى السياسى والوطنى ، وشارك فى
المظاهرات الطلابية المطالبة ببدء الحرب ضد الاحتلال الصهيونى لسيناء ، وفى
أعقاب نصر أكتوبر 73 تأكد لدى حمدين ورفاقه فى الجامعة أن السادات يقود
ردة على ثورة يوليو ومكتسباتها التى جناها الشعب المصرى ، فبدأوا فى تأسيس
نادى الفكر الناصرى بجامعة القاهرة والذى نما وتوسع وتطور فى جامعات مصر
وصولا لتأسيس اتحاد أندية الفكر الناصرى بجامعات مصر الذى كان أحد أهم
المؤسسات الناصرية التى نقلت المشروع الناصرى من موقع السلطة إلى موقع
المعارضة الجماهيرية ضد السادات وسياساته ..





نسج صباحى علاقات
منفتحة وايجابية مع كافة القوى الطلابية الممثلة لمختلف التيارات السياسية
المختلفة ، وبهذه الروح المتمسكة بثوابت المشروع الناصرى والمنفتحة فى ذات
الوقت على الحوار والعمل المشترك مع مختلف القوى الطلابية ، برز اسم حمدين
كقيادة طلابية وطنية تحظى بقبول واسع واحترام شديد لدى جموع الطلاب ، وبدا
ذلك واضحا فى انتخابه رئيسا لاتحاد طلاب كلية الاعلام (1975 – 1976)
وتصعيده نائبا لرئيس الاتحاد العام لطلاب مصر (1975 – 1977) .. وقد لعب
حمدين من خلال تلك المواقع القيادية أدوارا هامة ومؤثرة ، فقد كان حريصا
على أن تكون جريدة "الطلاب" التى كان يرأس تحريرها صوتا معبرا عن الحركة
الطلابية الوطنية بمختلف انتماءاتها وتوجهاتها ، كما ساهم بدور بارز فى حشد
جهود الحركة الطلابية للضغط من أجل إصدار لائحة طلابية ديمقراطية ، وهو ما
نجحوا فيه بإصدار قرار جمهورى يرضخ لإرادة الطلاب بإعمال لائحة 1976
الطلابية .





وفى عام 1977 وفى
أعقاب الانتفاضة الشعبية ضد غلاء الأسعار والغاء الدعم ، حاول أنور السادات
امتصاص حالة الغضب الشعبى بعقد مجموعة من اللقاءات المباشرة مع فئات
مختلفة من المجتمع ، وفى هذا الإطار جاء لقائه الشهير مع إتحاد طلاب مصر
والذى قاد فيه حمدين صباحى المواجهة مع السادات ، فقد تحدث فيه بوضوح عن
انتقاداته لسياسات السادات الإقتصادية والفساد الحكومى المستشرى بالاضافة
لموقف السادات من قضية العلاقات مع العدو الصهيونى فى أعقاب حرب أكتوبر ..


كان حمدين فى تلك
المواجهة صلبا شجاعا جريئا أمام رئيس الجمهورية وقتها ، وازدادت شعبية
حمدين واحترامه فى أعقاب ذلك اللقاء الذى دفع ثمن موقفه فيه لاحقا .




حمدين والنضال فى الشارع



مصر غنوتك وقولك ..

دوبها دوبك ..

حتى برق الفرح ف عيونها ..

ف خيالك .. وف عيونك ..


تخرج حمدين صباحى
من كلية الاعلام عام 1976 ، وواجه صعوبات وعوائق عديدة أثناء بحثه عن فرصة
للعمل فى الصحافة أو التليفزيون أو الجامعة ، فقد كانت هناك تعليمات واضحة
بالتضييق عليه ومنعه من الحصول على أى فرصة عمل حكومية ردا على موقفه فى
المواجهة مع السادات ، وأبى حمدين أن يخضع للسلطة أو يقدم أى إلتماسات لها
أو يتراجع عن موقفه وقناعاته ..





فى تلك الفترة رفض
حمدين السفر للعمل فى الخارج ، والتحق بجريدتى صوت العرب والموقف العربى مع
الأستاذ عبد العظيم مناف ، وكانت تلك الصحف صوت التيار الناصرى فى مصر فى
ذلك الوقت ، كما استمر تواصل حمدين ورفاقه مع طلاب اتحاد اندية الفكر
الناصرى ، وصاغوا عام 1979 أحد أهم الوثائق الناصرية وهى "وثيقة الزقازيق"
التى بلورت رؤية جيل الشباب الناصرى وموقفهم من سياسات السادات ..





وفى عام 1981 وقبل
اغتيال السادات بأسابيع قليلة جاءت موجة اعتقالات سبتمبر ضد قيادات ورموز
الحركة الوطنية المعارضة للسادات ، وكان طبيعيا أن يكون حمدين صباحى بين
قائمة المعتقلين ، وفى تجربة الاعتقال السياسى الأولى له كان حمدين أصغر
المعتقلين سنا بين مجموعة من القامات والرموز الوطنية .





وفى أعقاب تلك
التجربة خرج حمدين ليواصل مسيرة نضاله ، فعلى المستوى العلمى اجتهد حمدين
فى اعداد رسالة الماجستير فى الصحافة ونجح فى الحصول عليها من كلية الاعلام
عام 1985 ، كما شرع مع مجموعة من رفاقه فى تأسيس مركز إعلام الوطن العربى
(صاعد) وكان بمثابة مركزا لتجمع الشباب والطلاب الناصريين بالاضافة لدوره
فى تدريب أعداد كبيرة من شباب الصحفيين وقتها الذين صاروا الآن نجوما لامعة
فى عالم الصحافة ، فضلا عن إنتاج العديد من الأفلام والبرامج الثقافية
والفنية .





وفى نفس المرحلة
انضم حمدين إلى تجربة تأسيس الحزب الاشتراكى العربى مع المناضل فريد عبد
الكريم ، وانخرط مع رفاقه فى بناء قواعد جماهيرية للحزب الذى كان تعبيرا عن
حلم الناصريين بكيان تنظيمى يجمعهم وينظم جهودهم .





وفى عام 1987 جاءت
قضية تنظيم ثورة مصر بقيادة المناضل محمود نور الدين الذى قام مع مجموعة من
رفاقه بعمليات اغتيال لعناصر صهيونية ، وجرى إعتقال حمدين صباحى على خلفية
تلك القضية واتهامه بأنه أحد قيادات الجناح السياسى لتنظيم ثورة مصر
المسلح .





وفى عام 1990 ومع
بدء الحرب على العراق بمشاركة قوات مصرية وعربية على خلفية غزو الكويت ،
اندلعت انتفاضة الشارع المصرى وفى القلب منه الحركة الطلابية وعلى رأسها
اتحاد أندية الفكر الناصرى ، وكان حمدين من قادة تلك المظاهرات الغاضبة
وجرى اعتقاله على أثرها ، ثم وفى عام 1993 وعقب القائه خطبة سياسية داخل
جامعة القاهرة انطلقت مظاهرات طلابية حاشدة فجرى تدبير محاولة أمنية غادرة
لاغتيال حمدين فى مطاردة بالسيارات لكنه نجا بحمد الله عز وجل ، فلفقت له
السلطة تهمة مقاومة السلطات والشروع فى قتل ضابط وهى التهمة التى برأه منها
قضاء مصر الشامخ .





وأثناء ذلك النضال
الوطنى والسياسى المتواصل ، كان حلم تأسيس حزبا ناصريا يلح على ذهن حمدين
صباحى وكل جيله من الناصريين ، فساهموا فى تأسيس الحزب العربى الديمقراطى
الناصرى مع الأستاذ ضياء الدين داود ، وحصل على حكم قضائى بتأسيه عام 1992
ليبدأ حمدين ورفاقه جهدا واسعا فى بناء قواعد الحزب وهياكله التنظيمية
ووجوده الجماهيرى .





حمدين ومعركتى الانتخابات البرلمانية والفلاحين



حمدين يا حلم المحرومين ..

يا زهرة الصبار اللى طالعة ..

فوق جبين المطحونين ..


فى وسط كل ذلك
النضال لم يكن حمدين صباحى بعيدا عن مشاكل أهله وناسه فى بلطيم ، ومع تأسيس
الحزب الناصرى وتصاعد شعبية حمدين جرى التفكير فى أن يخوض الانتخابات
البرلمانية على مقعد مجلس الشعب عن دائرة البرلس والحامول ، وبالفعل خاض
حمدين إنتخابات مجلس الشعب لأول مرة عام 1995 .. وحظى ذلك القرار بتأييد
شعبى حقيقى بين أهالى الدائرة ، وجاءت ترجمته واضحة فى معركة شعبية مشهودة
ضد محاولات السلطة لاسقاط حمدين بكل الوسائل ، ووصل الأمر لاستشهاد الحاجة
فتحية والحاجة لطيفة بسبب العنف الأمنى ضد أنصار حمدين صباحى .. كان ثمن
اسقاط حمدين فى تلك المعركة فادحا لكنها أثبتت أن حمدين ليس مجرد مناضل
سياسى نخبوى وإنما قائد شعبى حقيقى له مؤيديه وجماهيره .





وفى عام 1997 جاء
قانون العلاقة بين المالك والمستأجر الذى سعت السلطة من خلاله لانتزاع
الاراضى الزراعية من الفلاحين وإعادتها للإقطاعيين الجدد ، وبرز حمدين
صباحى فى تلك المعركة قائدا لنضال الفلاحين السياسى والاعلامى والقانونى ،
ووصل الأمر لاعتصام الفلاحين فى أراضيهم ورفضهم تنفيذ قرارات السلطة بنزع
ملكية أراضيهم .. وأمام هذا الصمود الأسطورى قامت السلطة باعتقال حمدين
باعتباره قائد تلك المعركة وفى هذه المرة جرى تعذيب حمدين فى سجون النظام ،
لكنه خرج مرة أخرى أكثر إصرارا على مواجهة سياسات النظام وأكثر ايمانا
بمبادئه وأفكاره وأكثر يقينا فى قدرة الشعب المصرى على المقاومة وإنتزاع
حقوقه .





حمدين ومشروع الكرامة



الحلم لغز الكون مع أنه يشهد لك ..

الحلم مش بالسن بيعجز ..

الحلم لما نعود على كتفه نتعكز ..


بعد معركة الفلاحين
، وعقب خروج حمدين وعدد كبير من رفاقه وجيله من الحزب الناصرى بسبب
الخلافات الداخلية فى الحزب ، ومع مشاركة حمدين الدائمة فى تأسيس عدد من
اللجان الجبهوية والشعبية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع ، بالاضافة للعديد
من قوافل الدعم للشعب العراقى المحاصر والشعب الفلسطينى المحتل ، بدأ
حمدين ورفاقه فى التفكير فى تأسيس صيغة تنظيمية جديدة ، تستفيد من حصاد
تجاربهم وخبراتهم السابقة وتحاول تجاوز السلبيات وعلاجها .. ومن هنا جاءت
فكرة تأسيس حزب الكرامة ، فقد آمن حمدين صباحى بضرورة وجود كيان تنظيمى
يحشد الطاقات ويجمع الجهود وينسق المهام ويوزع المسئوليات ، كما أيقن بوجود
الكثير من المشتركات بين كافة إتجاهات القوى الوطنية ، وتوصلوا إلى أن
مهمة التغيير الجذرى فى مصر لا يمكن لتيار أو فصيل سياسى أن ينهض بها
منفردا .. ومن هنا جاء "نداء الكرامة" كبداية لمشروع حزبى جديد ينطلق من
ثوابت المشروع الناصرى الجوهرية ويسعى لتجاوز الخلافات التاريخية بين
التيارات السياسية فى مصر ويبحث عن نقاط التوافق كحد أدنى مشترك بين أطياف
الحركة الوطنية وينادى بتحالف وطنى جامع كنقطة بدء لتشكيل حركة شعبية قادرة
على التغيير .. كما بادر حمدين ورفاقه فى مشروع الكرامة بمراجعات سياسية
وفكرية وإعادة قراءة لتجربة جمال عبد الناصر وقدموا نقدا بناءا لبعض
السلبيات التى وقعت خلال المرحلة الناصرية من موقع الانتماء للمشروع
والايمان بثوابته وقدموا تطويرا للخطاب الناصرى فى ثوبه الوطنى الأعمق .
وكانت الكرامة أول من طرح فكرة العصيان المدنى فى مصر كنموذج شعبى للتغيير
السلمى الديمقراطى .





وبالفعل تقدم حمدين
صباحى الذى تم اختياره كوكيل لمؤسسى حزب حركة الكرامة بطلب لتأسيس الحزب
إلى لجنة شئون الأحزاب وفقا للقانون ، وكان طبيعيا أن ترفضه اللجنة التى
تمثل أداة للنظام فى تقييد تأسيس الأحزاب ، كانت المرة الأولى عام 1999 ثم
كرر مؤسسى حزب الكرامة العربية المحاولة عام 2002 وتكرر الرفض ، فتأكد فهم
مؤسسى وأعضاء حزب الكرامة على أن شرعيتهم الحقيقية مكتسبة من وجودهم فى
الشارع ودورهم فى القضايا الوطنية والقومية والجماهيرية ، وأن الشرعية هى
شرعية الناس لا رخصة لجنة الأحزاب ..





وبهذا الفهم استمر
حزب الكرامة فى بناء قواعده وهياكله ولعب دورا بارزا فى إطار الحركة
الوطنية المصرية فى كافة القضايا والمواقف والأحداث .. وفى المؤتمر الأخير
لحزب الكرامة فى نوفمبر 2009 بادر حمدين صباحى للتنازل الطوعى عن موقعه
كوكيل مؤسسى وقام المؤتمر بانتخاب وكيل مؤسسين ومنسق عام ولجنة تنسيق
مركزية جديدة وفقا للائحة الحزب الديمقراطية فى ممارسة تفتقدها الكثير من
الأحزاب فى مصر .




حمدين نائب الشعب



حمدين يا صوت الناس

فى الشدة دايما جسور

فى عز عز الضلام

كنت الطريق للنور


كانت معركة
انتخابات 1995 تعميدا بالدم لحمدين كنائب عن أهالى البرلس والحامول ، وكانت
معركة انتخابات مجلس الشعب 2000 هى التتويج الرسمى والقانونى له كنائب فى
مجلس الشعب ، تكررت محاولات السلطة لاسقاط حمدين لكن إرادة الجماهير هذه
المرة كانت أقوى ونجحوا فى فرض حمدين على النظام نائبا عنهم ومعبرا عن
أحلامهم وأشواقهم وطموحاتهم ... ولم يتوانى حمدين صباحى لحظة فى دورته
الأولى كنائب برلمانى (2000 – 2005 ) عن أداء واجبه كنائب عن كل الشعب لا
عن دائرته فقط .


فعلى المستوى
المحلى شعر الناس فى بلطيم والبرلس والحامول لأول مرة منذ سنوات بعيدة
بإنجازات حقيقية سواء على مستوى الخدمات لأهالى الدائرة أو على مستوى
المشروعات التى بدأت تتم فيها.... ومع ذلك لم يكن حمدين لينسى دوره الرقابى
والتشريعى كنائب برلمانى ، فخاض حمدين معارك برلمانية عديدة تحت قبة
المجلس ضد النظام وحكومته وسياسات وقوانين تنحاز لقلة تمثل تحالف الثروة
والسلطة ، وانحاز لمصالح أغلبية الشعب المصرى ، رفض على الدوام بيان
الحكومة المعبر عن سياساتها الفاشلة ، وعارض فى كل مرة تجديد قانون الطوارئ
، وطالب مرارا بإطلاق الحريات العامة ، وقدم عشرات الاستجوابات ومئات
طلبات الاحاطة ضد الحكومة ووزرائها ومسئوليها ، كما تصدى لوقائع فساد
متعددة وقدم العشرات من مشروعات القوانين المتنوعة والمنحازة لمصالح الناس ،
ولعب دورا هاما كنائب برلمانى فى الدفاع عن حرية الصحافة والصحفيين خاصة
أنه فى ذلك الوقت كان عضوا فى نقابة الصحفيين منتخبا من الجمعية العمومية
للنقابة عام 1999 .


حاز حمدين على
إعجاب واحترام الجميع ، الخصوم قبل المؤيدين ، لأدائه البرلمانى المعارض
المحترم ، والأهم أن كونه عضوا فى مجلس الشعب لم يبعده عن النضال الوطنى
والسياسى اليومى فكان فى قلب المظاهرات الشعبية المؤيدة للانتفاضة
الفلسطينية عام 2000 ، وكان على رأس العديد من قوافل الاغاثة والدعم للشعب
الفلسطينى .. كما كان حاضرا دوما فى كافة المؤتمرات والفعاليات السياسية
والوطية فى مختلف المناسبات فى مصر وفى مختلف أقطار الوطن العربى سواء
باعتباره عضوا فى العديد من المنظمات السياسية القومية مثل المؤتمر القومى
العربى الذى شغل عضوية مجلس أمنائه عام 1999 .


فى عام 2003 – ومع
التهديد الأمريكى المتواصل بغزو العراق – كان صباحى الوجه الأبرز فى مصر
الذى دعا لمقاومة شعبية ضد أمريكا فى حالة عدوانها على العراق وإلى حصار
السفارة الأمريكية فى القاهرة فى حالة عدم فتح باب التطوع للإنضمام
للمقاومة الشعبية فى العراق .





كذلك كان حمدين
صباحى من مؤسسى الحملة الدولية لمناهضة العولمة والهيمنة الأمريكية
والاحتلال الصهيونى والتى عقدت مؤتمرها السنوى الأول فى القاهرة بحضور مئات
النشطاء السياسيين من مصر والوطن العربى ومن كل أنحاء العالم سعيا لعالم
أكثر عدالة وعلاقات دولية أكثر احتراما لحق الشعوب فى الاستقلال والحرية ،
نظمت الحملة الدولية العشرات من الفعاليات فى مختلف دول العالم وكان حمدين
صباحى حاضرا فى معظمها باعتباره من قيادات الحملة ، وكان خطاب صباحى دائما
واضحا - فى الخارج كما فى الداخل- مناهضا للسياسات الأمريكية الظالمة
ومفرقا بين الادارة الأمريكية والشعب الأمريكى وشرفائه الذين يناهضون تلك
السياسات المتعجرفة المنحازة للكيان الصهيونى داعمل لحق الشعب العربى فى
العراق وفلسطين ولبنان فى المقاومة المشروعة بكل السبل ضد الاحتلال رافضا
الاعتراف بشرعية دولة الكيان الصهيونى ومؤمنا بعروبة فلسطين من النهر إلى
البحر .





تلك كانت دائما
مواقف حمدين صباحى .. لذا كان من الطبيعى عند انطلاق أول صاروخ أمريكى ضد
العراق فى مارس 2003 أن يكون صباحى من أوائل الموجات الجماهيرية التى
اندفعت إلى ميدان التحرير فى انتفاضة شعبية ضد غزو العراق امتدت إلى جميع
محافظات وجامعات مصر .


ومع تصاعد رد الفعل
الشعبى الغاضب ضد غزو العراق وضد موقف النظام المصرى المتخاذل والمتواطئ
مع العدوان ، أسقط النظام المصرى وأجهزته الأمنية أى محاذير سياسية أو قيود
قانونية ومارس حملة اعتداءات واسعة ضد المتظاهرين وجرت موجة اعتقالات
للنشطاء ووصل الأمر للاعتداء على حمدين صباحى واعتقاله رغم تمتعه بالحصانة
البرلمانية.





حمدين فى قلب الحراك السياسى والاجتماعى فى مصر



فى كل مصنع أنين

وفى كل غيط فلاحين

وفى كل جامعة جنين

وفى كل نسمة أمل

نبض الوطن حمدين



لم يكن سقوط بغداد
فى أبريل 2003 مجرد يوما حزينا ومريرا على الشعب المصرى فحسب بل كان ناقوس
خطر يؤكد بأن حرية الوطن مرهونة بحرية المواطن وأن دعم المقاومة ضد
الاحتلال يبدأ بتحرير مصر من نظام حكم مستبد وسياساته المستمرة فى نهب
وافقار وقمع وتهميش الشعب المصرى منذ مايزيد على 30 عاما .


كانت تلك القناعات
تتأكد يوما بعد يوم وعلى مر الأعوام حتى ازدادت رسوخا لدى قطاعات واسعة من
نخبة الحركة الوطنية المصرية وأصبح من الضرورى صياغة " حركة وطنية شعبية"
تناضل من أجل التغيير ، ومن هنا كان ميلاد "حركة كفاية" التى تأسست مع غروب
عام 2004 وكان حمدين صباحى واحدا من مؤسسيها وقادتها .


لعبت "حركة كفاية"
دورا هاما ومحوريا فى كسر حاجز الخوف وتجاوز الخطوط الحمراء فى الكثير من
قضايا الوطن ، وجاء ذلك متسقا تماما مع أفكار حمدين صباحى ورفاقه وطموحاتهم
فلعبوا دورا قياديا ومؤثرا فى حركة كفاية .


وهل عام 2005 ليكون
عام الحراك السياسى فى مصر من أجل التغيير ، ومع ازدياد الضفوط الداخلية
والخارجية على النظام المصرى كانت مفاجأة تعديل الدستور بالشكل الذى بدا
وكأنه قد فصل خصيصا ليتناسب مع سطوة النظام واستمراره ، فكان حمدين صباحى
واحدا من القيادات الوطنية التى هبت رافضة تلك التعديلات ، وعمل حمدين بكل
طاقته على إظهار عوار تلك التعديلات داخل مجلس الشعب وخارجه ، وتصاعدت موجة
المعارضة للنظام وسياسات التمديد والتوريث ، كما تصاعدت موجات معارضة من
قطاعات جديدة فى العمل السياسى كأساتذة الجامعات والقضاة والمهندسين
والصيادلة وغيرهم .. وكان حمدين دائما فى قلب كل ذلك الحراك متفاعلا مع
انتفاضة القضاة وداعما لمطالبهم بالاستقلال خاصة بعد دورهم فى فضح التزوير
الذى حدث فى لجان الانتخابات البرلمانية عام 2005 التى خاضها حمدين صباحى
فى إطار القائمة الوطنية لمرشحى التغيير ، وجاءت تلك الانتخابات واحدة من
أهم معارك حمدين صباحى الباسلة التى ضرب فيها أهالى دائرته نموذجا للمقاومة
المدنية السلمية ضد ممارسات النظام القمعية لإسقاط صباحى فابتكر الأهالى
أساليب بسيطة لتجاوز حصار الشرطة للجان الانتخاب ، وسهروا على حراسة
صناديق الانتخابات ، وكانت مأساة تلك الانتخابات سقوط الشهيد جمعة الزفتاوى
برصاص الشرطة المصرية بالاضافة إلى عشرات الجرحى الذين أصيبوا دفاعا عن
حقهم فى الحفاظ على مقعد برلمانى ينحاز لمصالحهم ويعبر عنهم .


وبفضل الشهيد جمعة
الزفتاوى واستبسال أهالى بلطيم والبرلس والحامول انتصر حمدين صباحى فى تلك
المعركة .. بل انتصر أهالى بلطيم والبرلس والحامول فى فرض إرادتهم للمرة
الثانية فكان نائبهم فى مجلس الشعب للدورة من 2005 – 2010 هو حمدين صباحى .


واصل صباحى دوره
البرلمانى الرقابى والتشريعى فى مجلس الشعب فكان أول نائب برلمانى ينجح فى
إثارة قضية تصدير الغاز المصرى للكيان الصهيونى داخل البرلمان ، كما كان من
قادة المعارضة الوطنية والشعبية الجارفة ضد بناء جدار عازل على حدود مصر
مع فلسطين ، واستمر يمارس دوره السياسى والنضالى مع حركة كفاية وحزب
الكرامة وحركات أساتذة الجامعات واستقلال القضاة وحركات التغيير النقابية
والمهنية .





أما عن دوره القومى
فقد ظل صباحى يدعم حزب الله والمقاومة اللبنانية فى حرب 2006 ضد الاحتلال
الصهيونى للجنوب اللبنانى حتى النصر ، كما كان داعما لحركة حماس وفصائل
المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيونى رافضا حصار غزة مطالبا بفتح معبر
رفح .


وفى عام 2008 كان
حمدين صباحى أول نائب برلمانى وسياسى مصرى يدخل غزة فى أعقاب كسر الحصار
وفتح الحدود بفضل صمود وإصرار الشعب الفلسطينى ليستقل سيارته مع صحبة من
رجال العمل الوطنى فى الثالثة فجرا فور علمه بكسر الحصار ليلتقى بقيادات
المقاومة الفلسطينية الباسلة ويقدم لهم الدعم المعنوى والتأييد الشعبى
المصرى لحقهم فى المقاومة ورفض الحصار .


بالاضافة لكل تلك
المواقف النضالية أضاف حمدين صباحى بعدا هاما لدوره السياسى والبرلمانى ،
متفاعلا مع الحراك الاجتماعى المتصاعد فى السنوات الأخيرة ، فكان حمدين فى
قلب أحداث انتفاضة العطش فى البرلس ومع عمال المحلة مؤيدا مطالبهم فى إضراب
6 أبريل ، داعما لنضال واعتصام موظفى الضرائب العقارية وحقهم فى نقابة
مستقلة ، منتصرا لمطالب وحقوق عمال شركة طنطا للكتان وعمال آمنسيتو وسالمكو
، كما سعى لحل مشكلة أهالى طوسون ، متابعا ومستقبلا للصيادين المصريين
المختطفين عقب تحرير أنفسهم وعودتهم ، مدافعا جسورا عن مطلب الحد الأدنى
للأجور لموظفى وعمال مصر ، ومتضامنا مع كل مظاهرة أو اعتصام لعمال أو
موظفين أو مواطنين يرفعون صوتهم للمطالبة بحقوقهم .




حمدين صباحى المؤمن بالشعب



الشعب هو القائد والمعلم الخالد أبدا


كان ذلك الشعار
الذى طرحه جمال عبد الناصر هو اليقين الثابت لدى حمدين صباحى دائما ، ورغم
أن الكثيرين من حوله كانوا يرون أنه شعار مضى زمانه ولم يعد محل قناعة
ويقين مع التغيرات الجذرية التى أصابت المجتمع المصرى إلا أن حمدين ظل
دائما يضع تلك القناع نصب عينيه وفى كل ممارساته وتحركاته ، كان اليقين
بالشعب والإيمان بقدرته على الثورة والتغيير هو المحرك الرئيسى دائما
لصباحى ، وعندما جاءت انتخابات مجلس الشعب 2010 ورغم قناعته الشخصية
بمقاطعة تلك الانتخابات وعدم خوضها إلا أنه أمام إصرار جماهير دائرته على
خوض الانتخابات قرر الاستجابة لهم والإلتزام بقرارهم ، وجرى التزوير الفج
والواضح ضده فى تلك الإنتخابات التى أدارها أحمد عز بشكل مباشر لاسقاط
صباحى لدوره البارز فى معارضة التوريث وطرحه كمرشح محتمل للرئاسة يهدد عرش
سلطة الاستبداد والنهب والتبعية ..


رفض حمدين فى تلك
الإنتخابات أن تتكرر مواجهات العنف بين أنصاره وبين أجهزة الأمن والشرطة
والمزورين ، وقرر الانسحاب من الانتخابات المزورة أثناء اليوم الإنتخابى
حفاظا على موقفه السياسى والوطتى وحماية لأهله وأنصاره من أى مواجهات قد
تسقط مصابين أو شهداء جدد فى معاركه ضد السلطة .


ومع إنتهاء
الإنتخابات المزورة التى أسقطت كل الرموز الوطنية والمعارضة ساهم صباحى مع
النواب الشرفاء من مختلف القوى الوطنية فى تأسيس البرلمان الشعبى كأداة
للحركة الوطنية فى مواجهة التزوير والاستبداد .


ومع بدء عام 2011
توالت الأحداث وتسارعت لتكتب نهاية النظام ، فكان حادث كنيسة القديسين
بالإسكندرية الذى أدانه صباحى وشارك فى المظاهرات ضده وبادر للدعوة لبناء
كنيسة تخلد ذكرى شهداء تلك الجريمة بأموال المصريين موقنا أن شعب مصر لا
يمكن أن يسمح للفتنة الطائفية أن تهدم وحدته الوطنية .. ثم جاءت ثورة الشعب
التونسى لتجدد وتؤكد يقين حمدين صباحى فى قدرة الشعب على التغيير وكان
ندائه (مبروك يا تونس وعقبال مصر) ، وهتافه أمام السفارة التونسية بالقاهرة
(إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر) .. ثم جاءت الدعوة
لمظاهرات 25 يناير التى استجاب لها صباحى فورا وشارك فى الدعوة لها وقاد
مظاهرة أهله فى بلطيم فى ذلك اليوم المجيد ثم قرر العودة إلى القاهرة فورا
مع تصاعد الأحداث يومى 26 و27 ، وقاد مظاهرات الغضب فى يوم 28 انطلاقا من
مسجد مصطفى محمود بالمهندسين ، ومع بدء الاعتصام فى ميدان التحرير والذى
استمر لمدة 18 يوم أيقن حمدين أن النصر قريب وسلم راية القيادة تماما للشعب
ومطالبه وأهداف ثورته ، ولم يرغب فى الظهور السياسى والإعلامى واكتفى
بتبنى أهداف الثورة كاملة فى كل تصريحاته واجتماعاته وجلساته ، ورفض التورط
فى حوارات ما قبل تنحى مبارك ملتزما برأى الجماهير الثائرة .


اتسق حمدين تماما
فى تلك الأيام الثمانية عشر الخالدة مع ذاته ومع قناعاته ، كان كثيرا ما
يرفض الأحاديث الإعلامية ، بل ورفض أحيانا التواجد فى ميدان التحرير عندما
كان يستشعر أن ذلك سيجعله يبدو وكأنه يسعى لدور أو قيادة ، وكان بين اليوم
والآخر يذهب إلى ميدان التحرير ليشارك الثوار ويتواجد فى كل المظاهرات
المليونية التى تمت فى تلك الأيام .. وفى يوم الجمعة 11 فبراير تواجد صباحى
فى ميدان التحرير قبل ساعات من خطاب التنحى وانطلق فور انتهاء الخطاب
يحتفل مع جماهير الشعب المصرى ويهتف فى قلب الميدان (الشعب يريد بناء
النظام) .




حمدين صباحى المرشح للرئاسة



من النهاردة يامصر

صوتك معادش حزين

أجمل ولادك معاهم

نبض الوطن حمدين



هذا هو حمدين صباحى
الذى طرحناه كمرشح شعبي لرئاسة مصر منذ أكثر من عام ونصف رغم كل العقبات
والمصاعب التى كانت تواجه تلك الفكرة ، والذى نتمسك به الآن مرشحا رسميا
للانتخابات الرئاسية المقبلة ، هذا هو حمدين صباحى صاحب تلك المسيرة
النضالية والمواقف الوطنية التى لاتكفى تلك الوريقات للحديث عنها كلها


هذا هو حمدين صباحى
ابن الفلاحين المنتمى للغالبية لعظمى من الشعب المصرى المنحاز لمصالحهم
والمدافع عن حقوقهم والمؤمن بقدرتهم على التغيير والنصر .





هذا هو حمدين صباحى
الذى نقدمه مرشحا لرئاسة مصر لأنه مناضل ضحى بالكثير ودفع ثمن مواقفه
راضيا وقانعا مؤمنا بمبائه وأفكاره رافضا التخلى أو التنازل عنها .





هذا هو حمدين صباحى
الذى نقدمه مرشحا لرئاسة مصر ليعمل على إقامة نظام ديمقراطى حقيقى ويكفل
حق المشاركة السياسية والعامة لكل مواطن مصرى ليضمن التوزيع العادل لثروة
مصر على شعبها ويوفر أجرا كريما وفرصة عمل ومسكن ملائم لكل مواطن ، ليوفر
عوامل نهضة حقيقية فى مجالات التعليم والبحث العلمى والتكنولوجيا ، ليرد
حقوق العمال والفلاحين والموظفين والمهنيين ، ليستعيد لمصر عزتها وكرامتها
وإرادتها الحرة المستقلة وينهى سياسات التبعية والذل والانبطاح .





هذا هو حمدين صباحى
وهذه هى سيرته وتلك هى مواقفه .. لذلك فهو مرشحنا للرئاسة الذى يؤمن تماما
ونؤمن معه أن الشعب هو القائد والمعلم وهو وحده القادر على التغيير وصاحب
المصلحة فيه .