العالم العربي لم يعد مقتنعا بأن ادارة اوباما قادرة على الضغط على اسرائيل لوقف سياساتها

الخميس مارس 18 2010 العالم العربي لم يعد مقتنعا بأن ادارة اوباما قادرة على الضغط على اسرائيل لوقف سياساتها Obama-aipac_0 اوباما لن يستطيع
مقاومة منظمة ايباك اليهودية


دبي، اسوشييتدبرس- لم يعد العالم العربي بشكل عام مقتنعا
بأن الولايات المتحدة ستقف في وجه اسرائيل، على الرغم من الغضب الاميركي
النادر حول خطط الاستطان الجديدة في القدس الشرقية العربية.

وهذه الشكوك تضعف من الآمال العربية بأن الرئيس باراك اوباما سيضغط بقوة من
اجل اتفاق سلام طال انتظاره بين الفلسطينيين واسرائيل لانهاء نزاع اشعل
عواطف مناهضة اميركا في المنطقة. وهذه المصداقية الأميركية المتآكلة يمكن
ان تعرقل هدف واشنطن في توحيد العالم العربي ضد ايران.

بول سالم، مدير مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت قال ان الدول العربية
ستكون اقل استعدادا للتشارك مع الولايات المتحدة في قضايا مثل ايران اذا لم
تحصل على شيء في المقابل.

وقال سالم لأسوشييتدبرس :"كثير من الدول العربية لاحظت خلال العام الماضي
ان وعود اميركا للعرب بالضغط على اسرائيل لم تتحقق. ولذلك، فلماذا التشارك
ولماذا التنازلات من وجهة النظر العربية؟".

وتعمل الولايات المتحدة منذ عام لجلب الفلسطينيين والاسرائيليين الى مائدة
المفاوضات. وقد انتقدت واشنطن بقوة خطط البناء الاستيطاني الجديدة لحوالي
١٦٠٠وحدة سكنية في القدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم
المستقبلية.

وتسبب الاعلان في اسوأ أزمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة واسرائيل منذ
عقود.

ووصفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاعلان بأنه "اهانة". وأجل
المبعوث الأميركي للسلام الذي كان يأمل بإنهاء الاستعدادات لاعادة اطلاق
المفاوضات السلمية زيارته المقررة للمنطقة.

الا ان كلينتون سارعت لتخفيف لهجتها قائلة :"هناك علاقة قوية وغير قابلة
للفصم بين الولايات المتحدة واسرائيل".

ومثل هذه الخطابات تزيد من شكوك العرب بأن واشنطن ستضغط على حليفتها لتقديم
تنازلات تعتبر ضرورية في اي اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين.

وكان اوباما دعا في خطاب القاه في القاهرة في حزيران الماضي الى تجميد كامل
للاستيطان واقامة دولة فلسطينية مستقلة. الا ان العرب خاب املهم عندما
تراجعت ادارته وقبلت تجميدا جزئيا لمدة ١٠ شهور اعلنه رئيس وزراء اسرائيل
بنيامين نتنياهو.

بديع موسى، وهو مهندس فلسطيني يعيش في دبي قال انه لا يثق في معارضة اميركا
المعلنة للاستيطان. ووصفها بأنها "نكتة. فما يحدث على الأرض هو المهم".

المحلل السياسي الاردني عريب رنتاوي قال امس ان العرب لا يعتقدون ان هناك
خلافا بين الولايات المتحدة وحليفتها القديمة اسرائيل. واضاف :"العرب
يعتبرون ما يجري الآن على انه سحابة صيف، او زوبعة في فنجان".

في مصر عبر كاتب عمود في صحيفة "الجمهورية" عن شكه في ان اسرائيل ستواجه اي
عقوبات على افعالها.

وقال سمير رجب كاتب العمود :"النظام المتطرف الحاكم في اسرائيل يعلم جيدا
انه خارج نطاق العقوبات الاقتصادية والمقاطعة السياسية، او حتى التهديد
بوقف المساعدات".

اوباما حصل فعلا على دعم لفظي من جانب الجامعة العربية. وقال امينها العام
عمرو موسى في بيروت ان على العرب ان يمتدحوا رئيس الولايات المتحدة الذي
قال فعلا الكلام الصحيح وحاول بذل اقصى جهوده.

ومع ذالك فان غياب الثقة اضر فعلا بالسياسة الاميركية. وقد رفضت السعودية
ودول الخليج الضغط الاميركي لتقديم مبادرات حسن نية تجاه اسرائيل لتشجيعها
على المشاركة في عملية السلام. وقالت هذه الدول ان اسرائيل متشددة بخصوص
الاستيطان.

ويمكن ان يكون لذلك تداعيات ضارة في مجالات اخرى مثل محاولة الولايات
المتحدة عزل ايران التي تتهمها واشنطن وحلفاؤها بالسعي لتطوير اسلحة نووية
وهو ما تنفيه طهران.

والسعودية لاعب مركزي في جهود الولايات المتحدة لبناء جبهة موحدة ضد ايران.
وقد تبنت السعودية موقفا لفظيا قويا ازاء طهران مما يعكس مخاوفها من
برنامج نووي ايراني، ولكن ايضا بسبب احتمال انتشار نفوذ طهران الشيعي وغير
العربي في المنطقة.

الا ان السعودية قد تتردد في القيام بدور علني اذا تصاعد الغضب من الولايات
المتحدة على خلفية فشل عملية السلام. وهذه التراجع الاميركي نحو اسرائيل
ليس المرة الأولى التي تتهاوى فيه مبادرات اوباما الايجابية في العالم
العربي.فقد رفض الرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي مطالبة اميركا له
بالتخلي عن تحالفه طويل الأمد مع ايران، حتى في الوقت الذي سمت فيه واشنطن
اول سفير لها في دمشق منذ العام ٢٠٠٥ وارسلت كبار دبلوماسييها للاجتماع
بالأسد.

مريم عبد القادر، وهي فلسطينية تقيم في دبي، قالت ان العرب ما يزالون
ينتظرون من اوباما ان ينفذ وعوده. واضافت :"اوباما وعد بأشياء كثيرة. لكننا
لم نر ايا منها يتحقق خلال العام ونصف العام الماضية. انها مجرد كلام في
كلام".


"