الاقصى يستغيث فماذا فعلت أمّة الاسلام


الخطبة الاولى


الحمد لله ربّ العالمين ، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه
وأشهد أن لا اله الاّ الله وحده لاشريك له، القائل ( وما لكم لا تقاتلون في
سبيل الله والمستضعفين من الرّجال والنساء والولدان
الذين يقولون ربّنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ، واجعل لنا من لدنك
وليّا واجعل لنا من لدنك نصيرا)
واشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله وصفيّه من خلقه وخليله ، بلّغ الرّسالة
وأدّى الامانة ونصح أمّة الاسلام ، وتركها على المحجّة
البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك ، القائل:"المسلم أخو المسلم
لايحقره ولايخذله ولايظلمه، كلّ المسلم على المسلم
حرام دمه وماله وعرضه" صلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن سار على دربه
واستنّ بسنّته الى يوم الدين.

وبعد أيها الاخوة المؤمنون
يقول الحقّ تبارك وتعالى في كتابه العزيز وهو أصدق القائلين (قاتلوهم
يعذّبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي
صدور قوم مؤمنين ، ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم
حكيم) صدق الله العظيم.
ايها المسلمون: تتعالى في هذه الايام النداءات والتحذيرات من انتهاكات
اليهود لحرمة المسجد الاقصى المبارك ومدينة القدس
بجواره، وتزداد المخاطر حسب وصف المهندسين المختصّين في المسجد الاقصى من
انهيارات وتصدّعات لبناء المسجد الاقصى
المبارك او الاماكن الوقتية من حوله، فماذا فعل المسلمون في أنحاء العالم
الاسلامي لهذه النداءات والاستغثات؟
ماذا فعل حكّام المسلمين وجيوشهم الجرّارة لتخليص المسجد الاقصى المبارك
أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من دنس
وشر وكفر اليهود وفسادهم؟
ماذا فعلت أكثر من خمسين دولة في منظّمة المؤتمر الاسلامي لهذا المسجد
الاسير منذ أكثر من أربعين عاما مضت على اغتصابه
وتدنيسه؟ ماذا فعلت لجنة القدس في المغرب العربي ؟ وماذا فعل رئيسها حاكم
المغرب لتخليص هذا المسجد من تهديدات اليهود؟
ايها المسلمون : قبل الاجابة عن هذه الاسئلة، يجب أن نعلم حكم المسجد
الاقصى وحكم أرضه الطاهرة المقدّسة.
فالله تعالى يقول بحقّ هذا المسجد وأرضه من حوله (سبحان الذّي أسرى بعبده
ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى
الذّي باركنا حوله لنريه من آياتنا انّه هو السميع البصير) ويقول عليه
الصلاة والسلام :" لاتشدّ الرّحال الاّ الى ثلاثة مساجد:
المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى المبارك".
فهذا المسجد أيّها المسلمون ، عدى عن كونه وقفا اسلاميّا للامّة الاسلامية
جميعا في مشارق الارض ومغاربها، وجزء من
عقيدة المسلمين حتّى تقوم الساعة. أمّا أرضه فهي خراجيّة ملك رقبتها لجميع
المسلمين على وجه الارض، واهل فلسطين
يملكون الانتفاع بها فقط ولا يملكون رقبتها، شأنها شأن أيّ أرض خراجيّة
أخرى في بلاد المسلمين.
فاذا حصل مكروه لهذا المسجد أو أعتداء ، كان لزاما على كلّ مسلم على وجه
الارض أن يهبّ لنصرته وليس أهل فلسطين فقط.
ايها المسلمون:
لقد فتح المسلمون أرض بيت المقدس ومنها المسجد الاقصى المبارك، ومدينة
القدس في عهد الخليفة الراشد
عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ،حيث أكمل مسيرة الفتح والجهاد التي بدأها
سلفه أبو بكر رضي الله عنه ، عندما ارسل
الجيوش الاربعة الى الشام ومنها فلسطين ، وجاء الامام عمر بنفسه الى القدس ،
مع أنّه لم يخرج الى المدينة الى ايّة ارض
فتحت سوى القدس، وقام بالاشراف على تطهير المسجد الاقصى المبارك من دنس
النصارى الذي خلّفوه ورائهم في ساحات
المسجد.
وعندما وقع المسجد الاقصى أسيرا بيد الفرنجة الصليبيين ، ظلّ الجهاد
مستمرّا، لم يهدأ لحظة واحدة لاكثر من تسعين عاما
متتالية، حتّى منّ الله على المسلمين بنور الدّين آل زنكي وقائدة المظفّر
صلاح الدّين الايّوبي الذي حرّره نهائيا من الصليبيين
بعد وفاة نور الدين آل زنكي.
ايها المسلمون:
انّ المسجد الاقصى اليوم أسير بأيدي شرّ النّاس واشدّهم عداوة لامّة
الاسلام ،اليهود، يئنّ صباح مساء ويشكو الى الله الظلم
والقيد والاغلال مع كلّ نداء يصدح من مآذنه، مع نداء الله اكبر خمس مرّات
في اليوم والليلة،ويمنع المسلمون في العالم
الاسلامي من الطواف فيه حتّى أهله من المجاورين على بعد أمتار من دخوله
لاداء الصلاة.
وانّ حكّام المسلمين لم يكتفوا بالسكوت عن أرضه وشعبه ، يعانون ما يعانون،
بل زادوا على ذلك أن فتحوا أرضه بالترحاب
بيهود في معظم العالم الاسلامي، يفتحون السفارات والقنصليّات والهيئات
والمقرّات التجارية، وزاد على ذلك حكّام بعض الدول
بعقد معاهدات حماية ودفاع مشترك كما فعل حكّام تركيا .
ايها المسلمون
لقد وقع المسجد الاقصى أسيرا في ظلّ هؤلاء العملاء الحكام ، وبقي أسيرا
أكثرمن أربعين عاما ، وقد وصل الامر في نهاية
المطاف الى التآمر على المسجد الاقصى وتمليك أرضه لليهود واجراء معاهدات
السلام والوئام والمودّة مع المغتصبين المعتدين
المجرمين. وانّ هذا الامر - ايّها المسلمون - ليؤكد حقيقة هؤلاء الحكّأم
ويؤكّد ضرورة القيام بالواجب الشرعي لازالتهم عن صدور
المسلمين وازالة خياناتهم ومؤامراتهم ضدّ مقدّسات المسلمين أوّلا ثم تسيير
الجيوش الجرّارة لتجتثّ وتزيل هذه النجاسة عن وجه
الارض كيان يهود.
ايها المسلمون
لقد وعد ربّ العزّة جلّ جلاله بأن أرض بيت المقدس ستكون مقبرة ليهود على
أيدي المخلصين من المسلمين ، ولن ينفع اليهود
معاهدات ولا كيانات من قبل الحكّام ، قال تعالى( فاذا جاء وعد الاخرة
ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول
مرّة وليتبّروا ما علوا تتبيرا، عسى ربّكم أن يرحمكم وان عدتم عدنا وجعلنا
جهنّم للكافرين حصيرا)
ويقول عليه السلام : " لاتقوم الساعة حتّى الساعة حتّى تقاتلوا اليهود
فتقتلوهم" وهذا لا يكون أيها المسلمون الا في ظلّ
دولة اسلامية تحكم بالاسلام ولا يكون في ظلّ هؤلاء العبيد من حكّام
المسلمين وليقوموا بازالتهم جميعا في كلّ أنحاء العالم
الاسلامي واجتماع المسلمين على وجه الارض تحت راية واحدة هي راية لااله
الاّ الله محمّد رسول الله، ترفع شعار الله أكبر
وتعلن الجهاد على هذا الكيان الشرّير ، كيان يهود. عندها - أيّها المسلمون -
وعندها فقط يتحرّر المسجد الاقصى المبارك وارضه
المقدّسة، وتعود للامّة عزّتها وهيبتها وقوّتها ، تعود خير أمّة اخرجت
للنّاس على وجه الارض، كما وصفها ربّها بقوله :
(كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس) وعندها أيّها المؤمنون (يفرح المؤمنون بنصر
الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ، وعد الله
لا يخلف الله وعده ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون) صدق الله العظيم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فيا فوز المستغفرين استغفروا الله


الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسّلام على المبعوث هداية ورحمة للنّاس
أجمعين
وبعد ايها المؤمنون
اعلموا أنّ الدنيا دار ممرّ وانّ الاخرة هي دار المقرّ، فتزوّدوا من ممرّكم
لمقرّكم، فانّكم غدا موقوفون وعلى أعمالكم ستحاسبون
وسيعلم الذّين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
اللهم انصر الاسلام والمسلمين واعلى يا مولانا راية الحقّ والدّين
اللهم من أراد بالاسلام والمسلمين خيرا فوفّقه الى كلّ خير، ومن أراد بهم
شرّا وسوءا ومكرا فخذه أخذ عزيز جبّار منتقم مقتدر
ياكريم.
اللهم عليكم بأمريكا ودولة يهود ومن والاها من حكّام المسلمين.
اللهم خذهم أخذ عزيز جبّار منتقم مقتدر يا كريم.
اللهم أرنا فيهم يوما أسود كيوم فرعون وهامان وقارون يا ربّ العالمين
اللهم أعزّنا بخلافة رشيدة على منهاج النبوّة يرضى عنها ساكن الارض وخالق
السماوات والارض يا ربّ العالمين
اللهم أكرم أمّة الاسلام بقائد ربّاني كأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ،
يخلّصونها ممّا هي فيه من ذلّ وهوان ، ويحرّروا المسجد
الاقصى وباقي بلاد المسلمين، من دنس الكافرين، امين يا ربّ العالمين.
اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صليّت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم
وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت
على ابراهيم وعل آل ابراهيم في العالمين انّك حميد مجيد.
وأقم الصلاة انّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله
يعلم ما تصنعون2





ثمّ تكون خلافة على منهاج النبوّة