السلام عليكم
يقول أحنف بن قيس: قدمت المدينه وانا أريد عمر بن الخطاب فإذا أنا بحلقة عظيمة فإذا بكعب يحدث الناس0
يقول:لما حضر آدم الوفاة قال:يا رب سيشمت بي عدوي أذا رآني ميتا وهو منظر إلى الوقت المعلوم.
فقيل له:يا آدم إنك ترد الجنة ويؤخر الملعون إلى النظرة ليذوق بعدد الأولين والآخرين ألم الموت‘ ثم قال آدم لملك الموت: صف لي كيف تذيقه الموت‘فلما وصفه قال آدم: رب حسبي‘حسبي فضج الناس وقالوا:يا أبا عبدالرحمن
حدثنا كيف يذوق الموت‘فأبى أن يقول ألحوا عليه‘ فقال:إنه إذا كان آخر الدنيا وقربت النفخة‘ فإذا الناس قيام في أسواقهم وهم يتخاصمون ويتجرون ويتحدثون إذ بهدة عظيمة يصعق فيها نصف الخلائق فلا يفيقون منها مقدار ثلاثة أيام‘والنصف الباقي من الناس تذهل عقولهم فيبقون مدهوشين قياما على أرجلهم كالغنم الفزعة حين ترى سبعا‘فبينما الناس في هذا الهول إذا هم بهذه بين السماء والأرض‘ غليظة كصوت الرعد القاصف فلا يبقى على ظهرها أحد إلا مات‘ فتفنى الدنيا ولا يبقى آدمي ولا جني ولاشيطان ولا وحش ولا دابة‘ فهذه النظرة المعلومة التى كانت بين الله وبين إبليس‘ثم يقول الله لملك الموت:وإني خلقت لك بعدد الأولين والآخرين أعوانا‘وجعلت فيك قوة أهل السموات وأهل الأرض‘ وإني ألبسك اليوم أثوات الغضب والسخط كلها فأنزل بسخطي وغضبي إلى ملعوني إبليس، فأذقه الموت واحمل عليه من الموت مرارة الأولين والآخرين من الجن والأنس أضعافا مضاعفة‘
وليكن مع الزبانيه سلسلة من سلاسل لظى‘ وانزع روحه المنتن بسبعين ألف كلابة من كلاليب لظى‘و ناد مالكا ليفتح أبواب النيران‘ فينزل ملك الموت بصورة لو نظر إليه أهل السموات السبع والأرضين السبع لذابوا كلهم من هول رؤية ملك الموت‘فإذا انتهى إلى إبليس وزجره زجرة إذا هو صعق منها ونخر نخرة لو سمعه أهل المشرق والمغرب لصعقوا منها‘ وملك الموت يقول: قف يا خبيث لأذيقنك اليوم الموت بعدد ما أغويت‘ كم من عمر أدركته وكم من قرون أضللت‘وكم من قرناء لك بسواء الجحيم يقارنونك وهذا الوقت المعلوم الذي بينك وبين الله؟إلى أين تهرب؟ فيهرب الشيطان إلى المشرق‘فإذا ملك الموت بين عينيه فيغوص في البحار ‘فإذا هو بملك الموت فترميه البحار فلا تقبله‘فلا يزال يهرب في الأرض ولا محيص ولا ملجأ له ولا منجا‘ ثم يقوم في وسط الدنيا عند قبر آدم ويقول:من أجلك ياآدم حولت ملعون فياليتك لم تخلق‘ فيقول لملك الموت بأي كأس تسقيني؟ (يعني بأي عذاب تقبض روحي) فيقول ملك الموت : بكأس أهل لظى وأهل سقر والنار والجحيم أضعافا مضاعفة‘ قال: إبليس يتمرغ في التراب مرة ويصيح أخرى ويهرب مرة من المشرق وإلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق‘
حتى إذا كان في الموضع الذى أهبط فيه لعن وقد نصبت له الزبانيهة االكلاليب وصارت الأرض كالجمرة وتحتويه الزبانية‘فيطعنونه بالكلاليب فيكون في النزع والعذاب إلى ما شاء الله ‘ويقال لآدم وحواء أطلعا اليوم على عدوكما وانظرا ما نزل به كيف يذوق الموت‘ فيطلعان‘ فإذا نظرا إلى ما هو فيه من شدة العذاب والموت قالا ربنا قد أتمت علينا النعمة.

المصدر:تنبيه الغافلين في الموعظة بأحاديث سيد الانبياء والمرسلين.المؤلف : أبي الليث السمرقندي


أتمنى الموضوع يعجبكم



تحياتي