همس أصحاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس أصحاب دخول

نهتم بكم لأنكم الأهم . عائلة همس أصحاب


حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم-حواديت اطفال قبل النوم-حواديت قبل النوم- حواديت لطفلك-قصص اطفال قبل النوم-قصص قبل النوم للاطفال- قصص جميلة لطفلك-قصص خيالية لطفلك-قصص اسلامية للاطفال-حواديت للاطفال-حواديت خيالية قبل النوم-حواديت جميلة قبل النوم-قصص للبنات قبل انوم-قصص-حواديت


النملة الشقية


":_ احفظى هذه الصفحة فى مفضلتك لانك ستحتاجيها كثيرا لاجل اولادك_:"


حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Image


النملة لولو لا تسمع كلام الملكة ..

أمرتها الملكة أن لا تتأخر بالعودة إلى المملكة ...

لكن لولو لم تكن تهتم بأوامرها ..

في يوم شعرت الملكة أن الليلة ستكون عاصفة ..
أمرت النمل بالعودة قبل الغروب ..

النملة لولو لم تهتم .. أمرت الملكة الحرس بإغلاق باب المملكة عند غروب الشمس .. والنملة لولو لم تصل بعد
لولو وصلت متأخرة .. رفض الحرس فتح الباب ..

خافت لولو .. كيف تقضي الليل في العراء ؟!

لصقت جسمها بالباب فأحست بحرارة الداخل .. بدأ الريح يشتد والبرودة تزداد و الغيوم تتكاثف .. رأت شعاع
البرق وسمعت صوت الرعد ..

فكرت أنها ستموت من البرد و المطر سيحملها بعيدا ..

صارت لولو تبكي ..

الملكة تراقب ما يجري من مكان مرتفع دون أن تراها لولو ..

بدأ المطر ينهمر .. تأكدت النملة لولو أنها ستموت ..

أمرت الملكة الحرس بفتح الباب .. حملها الهواء إلى الداخل بقوة ..

طمأنت الملكة لولو .. شعرت لولو بالدفء والسكينة ..

تعلمت النملة لولو عاقبة الشقاوة وعدم الاستماع إلى ما تقوله الملكة ..

النملة لولو لم تعد شقية .. لأنها نملة ذكية تتعلم من أخطائها فلا تكررها


يتبع
مع عمو/ احمد
***
**
*

عدل سابقا من قبل عاشق فى حضن النيل في الثلاثاء 2 مارس - 19:33 عدل 1 مرات

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
رامى والبرتقالة
حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Kid_with_orange



حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز TpX34645






استيقظ رامى في الصباح وراح يلعب ويجري بكرته الحمراء هنا وهناك ثم وجد برتقالة على المنضدة في منزله فقال سوف آخذ

البرتقالة وألعب بها مثل الكرة في الحديقة ثم أخذ البرتقالة وظل يلعب بها ويرميها هنا وهناك ثم سمع رامى صوت يبكي

تعجب رامى من هذا الصوت وحاول أن يتعرف عليه وكانت المفاجأة عندما عرف إنه من البرتقالة فسألها رامى وقال لها لماذا تبكي

فقالت وهي فى غاية الغضب هل تعرف من أنا ؟ فقال رامى انتي طبعا ً برتقاله



فقالت وهل تعرف ماذا تفعل بي ؟ فقال نعم العب وأجري وأقذفك هنا وهناك

فقالت وهي تبكي ماذا تقول فأنا برتقاله ولست كرة أنا مخلوق مثلك تماماً هل تحب أن يلعب بك أحد ويقذفك هنا وهناك كما تفعل بى

لقد خلقني الله سبحانه وتعالى لأشياء مهمة فيمكنك أن تستفيد بكل جزء منى فيمكنك مثلا

ً أن تصنع مني عصير ويمكنك أيضا ً أن تصنع منى مريه حلوة أو تأكلني كده بعد تقشيري

وكمان تأخذ قشري وتعمل منه رائحة جميله في الطعام



فذهب الولد حائرا ً يسأل والدته وقال لها ما سمع من البرتقالة

فقالت له فعلاً يا رامى البرتقال له فائدة كبيره في حياتنا فالله سبحانه وتعالي خلق لنا هذه الثمرة

لتعطينا الفيتامينات والزيوت المهمة لأجسامنا وتعطينا الصحة والحيوية وتمنع عنا نزلات البرد والزكام

والآن هل عرفت أنك أخطأت فى حق البرتقالة ويجب أن تعتذر لها

ذهب رامى إلي البرتقالة واعتذر لها وقال سامحيني لن ألعب بكِ مرة ثانية وامتنع رامى عن اللعب بالبرتقالة وأصبح كل يوم يشرب

عصير البرتقال لأنه تأكد أن البرتقال مهم جداً للصحة وأن خلقه للاستفادة منه وليس للعب به

يتبع
مع عمو/ احمد
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
الرمل والحجر


حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز 40635_1178218482




هذه قصة صديقين كانا يعبران الصحراء القاحلة

و خلال رحلتهما حدث بينهما شجار انتهى بأن ضرب احدهما الآخر على وجهه

تألم الصديق الذي ضُرِب على وجهه و لكن بدون أي يقول اي كلمة كتب على الرمل

”ضربني اعز صديق لدي على وجهي اليوم“

و بعدها تابعا طريقهما حتى وصلا إلى واحة فقررا الاستحمام في بحيرة الماء

وقع الصديق الذي ضُرب من قبل في الطين و كاد أن يغرق إلا أن صديقه
أنقذه .


بعدها و عندما تمالك الغريق نفسه حفر على الصخر

”اليوم أنقذ صديقي حياتي“

هنا سأله صديقه الذي ضربه من قبل و أنقذه توا

”بعدما ضربتك كتبت على الرمل و الآن حفرت على الصخر, لماذا؟“

فأجابه صديقه

”عندما يؤذينا شخص فعلينا كتابة ذلك على الرمل لتأتي الريح و تجلب المسامحة و مع هبوبها تختفي الكتابة“

و لكن عندما يؤدي إلينا شخص معروفا فيجب أن نحفر ذلك على الصخر فيبقى ذلك دائما رغم هبوب الرياح

فلنتعلم أن نكتب آلامنا على الرمال و نحفر التجارب الجيدة في الصخر

يقال إننا نحتاج إلى دقيقة لنجد شخصا مميزا, و ساعة لتقديره, و يوم لنحبه, و لكننا نحتاج إلى أيام عمرنا كلها لننساه



يتبع مع عمو/ احمد

***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz


العسكرى والوحش

حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Soldat


كان حمادة وموندى فى انتظار عمهم احمد وصوله من السفر وعندما وصل ركضوا نحوه فاخذهم بين احضانه


فساله حمادة / جبت لى لعبة معاك زى كل مرة ولا نسيت ؟


عمهم / لا ياحبيى بس هننزل انا وانت وموندى دلوقتى تختار اللعبة اللى تحبها


موندى / انا عاوز عسكرى

حمادة / لا لا انا عاوز وحش ( من وحى سبيس تون ) هههههه



طيب خلاص هنروح كلنا سوا ويختار كل واحد اللعبة اللى يحبها ايه رايكم


حمادة ومندى / حاضر يا عمو

نزل العم والاطفال وعادوا الى البيت بالعسكرى والوحش وكان التحدى بيبن
موندى وحمادة على مين اللى هيكسب فى الاخر الوحش ولا العسكرى
وكان قد بهر حمادة قوة الوحش وشره المنتشر فى كل مكان ولكنه كان لا بد ان يعلم انه دائما الخير ينتصر على الشر


ولعبوا باللعب وفرحوا بها

وعندما جاء وقت النوم ذهب كل من حمادة وموندى الى فراشهما ثم بدت فى خاطر وفى احلام حمادة حلم

انه نائم فى الحجرة لوحده وخرج الوحش من حقيبة اللعب المليئة وبدا ان الوحش يريد حمادة ويتجه نحوه وهو يرعبه بكلمات من هذا القبيل

فنادى حمادة اخيه موندى ومامته ولكن الوحش قد قفل باب الحجرة لكى لا يستطيع احد الدخول


فماذا حدث
عندما اصبح الوحش امام حمادة خرج العسكرى فى من حقيبة اللعب وبسرعة شديدة قتل الوحش وانتصر الخير على الشر


وعندما استيقظ حمادة من النوم قرر انه يغرم عمو لعبة تانية غير اللعبة دى هههههههه


يتبع مع عمو/ احمد
****
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz

حكاية بعد النوم







قال جدي ليلة بعد السلام
بعد ما صلى على خير الأنام:
ادع لي كل الصغار
لا تدع طفلا ينام
هاتهم
عندي لكم أقصوصة
تحوي ملاحم في النضال وفي القتال
في بيتنا وقعت ..ولكن..
كلنا كنا نيام
بعد أن تصغوا إلي
سأبتدي سرد الكلام
أي بني:
لا تقل جدي خؤون
يكتم الأسرار خوف الاحتلال
لاتقل جدي ضعيف في ميادين النضال
لاتقل ضاعت على يده الروابي والتلال
جدكم جيل فريد
يحمل التاريخ في رأس عنيد
ثم يخفي بذرة الإنبات في غمد الحسام
قلت لكن ..
هذه الأوطان ضاعت
واليهود لبيضة العرب استباحت
والسلام حمامة ذبحت لهم
يا سعدها منا استراحت
سلمتنا يا جد تاريخا تقول بأنه شعل أضاءت
لكنه بؤس وتشريد
وأصنام تقام ولا تبيد
والقبلة الأولى يصلي عندها قرد غريب
يحوطه بعض العبيد
وتحرسه كلاب" العم سام"
كعهدهم ..داسو على كل العهود
ودنسوا أرض الكرام

.. .. ... .. ..

قالت وليدتنا التي ما أكملت عشرا: ولكن!
ذا حرام!!!
ما ذنب جدي أن تطالبه بما سرق الجناة
لم يقترف أثما وعاش يكافح الأهوال كي نحيا أباة
بعد ما قتلوا صباه
بعد ما ذل المخيم عز هاتيك الجباه

.. .. ... .. ..

تهادى صوت جدي :أ ي بني
أي بني اسمع ودعني لو لمرة
أكمل الأحداث حتى أنتهي منها بعبرة
أنت مهموم ومحزون لباراك
وتخشى من ثعابين المعرة
ربما فكرتَ في ضعف الحجارة في مواجهة الرصاص
ربما فكرتَ في قناصة "الدرة "
ربما تزفر لانفضاض الاجتماع
ثم عقد الاجتماع لألف مرة
أو لهاتيك القرارات التي
ريحها حلو
ومر المر في طعم القرارات الممرة
مارأينا من يناصرنا
بقتل هاتيك الوجوه المكفهرة

.. .. ... .. ..

قال شبل :
آه جدي .. ..
أين ما قلت سأحكي ملحمة؟
هذه شكوى لأكبر مظلمة
هيا اذهبوا للمحكمة
سوف يمضي ليلنا دون سلام
في جدالكما فهيا كي ننام
في غد فجر جديد
يشرق النور
وتأتي المرحمة.
.. .. ... .. ..

قال جدي :
أحسنت فالا ياعظيم الاحتمال
هذي بشائر فجرنا قربت و لاحت
هذه الأنوار ضاءت
في قرانا
في الكفور
وفوق هاتيك التلال
ذاك حال يا بني قد انقضى
واليوم حال
اليوم نبدأ من مساجدنا
فتحيينا الصلاة
من بعد ما جمع الأذان قلوبنا نحو المنارة
فيختفي بوم الضلال
ويشرق الزحف الطهور
اليوم .. .. تبنينا الحجارة
من بعد ما هدم اليهود بيوتنا
صارت عمارة
وانتبهنا عندها
والنوم زال
أشلاء قتلانا تلملم صفنا
ودماؤهم نور ونار لا يطال
الروح تسري من شهيد لشهيد
سيبعث الثأر المجيد
وينثر العطر الودود على البلاد
على الخريطة كلها
فوق الدنا
فوق المجرة
عطر القنابل لا الورود
بارود يا بارود
أنت الذي ذكرتنا سر الوجود
أنت الذي مزقت أشلاء اليهود
وشفيت نفسي من مآسيها وسقت لها المسرة
غبر يدي
غبر يدي وبح بسر الانتقام

.. .. ... .. ..

أي بني ..
قد آن أن أحكي لغير النائمين
*رجل قعيد قاد جند حماسها!
قل شيخنا "أحمد ياسين"
*رجل أضاء القدس بعد ظلامها!!
قل لي صلاح الدين
*رجل عزيز قد تواضع
لم يهن
حتى تسلم "نفسه" مفتاحها!!!
قل لي "عمر"
رضي المهيمن عن" عمر"
قل لي عمر
واصرخ بكل رجالنا أين العمر؟
سيجيب صرختك الحجر:
هذا أوان ولادة الفاروق فانتظر القدر
أما رأيت حماس أبنائي وهم نحو الشهادة كالسهام
هذي انتفاضتنا بدت من قدسنا
ولقدسنا تحي
أما طال الرقاد؟

.. .. ... .. ..

قلت انتظر جدي وخذ مني الختام
لا نوم بعد حكاية الأقصى
لقد طوي المنام مع السلام
لا ليس إلا يقظة تحيي الأنام
وتعيد دولتنا .. ومسرى المصطفى
عليه من ربي صلاة
والسلام


يتبع مع عمو احمد
****
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
الثعلب فرفر


حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Fox_home_1


في غابة بعيدة .. عاشت مجموعة من الثعالب قرب نبع ماء بارد ..
الثعالب تحرس النبع تمنع حيوانات الغابة من الاقتراب منه ..
الحيوانات تبحث عن الماء في الغابات المجاورة ..
الحيوانات الضعيفة كانت تخاف من الثعالب الشرسة ..
الحيوانات المسكينة تسير مسافة طويلة لتحصل على الماء ..
الثعلب فرفر قال في نفسه :
لماذا تفعل الثعالب هذا ؟؟
الماء يجب أن يكون للجميع ..إنها أنانية الثعالب ..
الماء كثير .. معظمه لا تستفيد منه الثعالب فيذهب هدرا ..
لماذا نمنع الحيوانات المسكينة ما دام النبع يكفينا كلنا طوال العام ..
الثعلب فرفر استشار رفاقه الثعالب الصغار ..
قالوا : عادة سيئة موروثة .. يجب تغييرها ..
توجهت الثعالب يتقدمها فرفر إلى كبير الثعالب ..
فرفر طلب منه الغاء هذه العادة السيئة ..
كبير الثعالب رفض .. صاح بالثعالب الصغيرة ..
فرفر أصر على رأيه وقال : سنعلن العصيان والتمرد
تمردت الثعالب الصغيرة ..
أعلنت العصيان ..
قررت الامتناع عن شرب الماء وحراسة النبع ..
أمام إصرار الثعالب الصغيرة قرر كبير الثعالب بعد استشارة معاونيه السماح لحيوانات الغابة بالشرب من هذا النبع ..
حيوانات الغابة شكرت فرفر وأصدقاءه
وعاش الجميع بسلام ووئام …



خليكوا مع عمو احمد
حكاوينا لسه كتيرة


يتبع
****
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz

الديك الشجاع
حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Roosterreal

خرج الديك مع أولاده الكتاكيت الصغار للبحث عن طعام ...
فرح الصغار بالنزهة الجميلة بصحبة الديك .
الديك شكله جميل يلفت النظر ..
الحيوانات تحبه لأنه مسالم …
الذئب شرشر تتبع الديك والكتاكيت ..
يترقب فرصة لخطف كتكوت صغير ..
الذئب شرشر يخاف الديك ..
قال الديك :
يا أولادي … لا تذهبوا بعيدا عني حتى لا تتعرضوا للخطر ..
الكتكوت فوفو لم يسمع كلام أبيه ..
ذهب بعيدا ولم ينتبه الديك …
الذئب شرشر انتهز الفرصة .. انقض على الكتكوت ليأكله ..
الديك شعر بأن خطرا يداهم ابنه ..
بحث عنه .. وجده بين يدي الذئب ..
الديك لم يتكلم .. هجم على الذئب .. استخدم منقاره ومخالبه ..
الذئب شرشر خاف وهرب ..
عاد الكتكوت فوفو إلى اخوته فخورا بأبيه الديك ..
الديك حذر ابنه من الابتعاد مرة ثانية ..
الكتكوت خجل من نفسه ..
الكتكوت وعد بأن يسمع كلام أبيه ..
الذئب علم بوعد الكتكوت لأبيه .. قرر ألا يهاجمه مرة أخرى ..
الكتاكيت الصغيرة عندما تخرج لا تبعد عن بعضها ..
الذئب شرشر كان حزينا جدا ..
علم أن وحدة الكتاكيت ستمنعها منه ..
قرر مغادرة الغابة للبحث عن كتاكيت جديدة لا تسمع كلمة أبيها ..



اطفالنا يا حلوين
ميعاد نومنا

ونكمل بكرة

يتبع
****
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
الزرافة زوزو

حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز 300pxgiraffestandingfv9
زوزو زرافة رقبتها طويلة ..
الحيوانات الصغيرة تخاف منها .. مع أنها لطيفة … لطيفة …
عندما تراها صغار الحيوانات تسير تخاف من رقبتها التي تتمايل ..تظن أنها قد تقع عليها …
أحيانا لا ترى الزرافة أرنبا صغيرا أو سلحفاة لأنها تنظر إلى البعيد ..
وربما مرت في بستان جميل وداست الزهور ..
عندها تغضب الفراش و النحل ..
الحيوانات الصغيرة شعرت بالضيق من الزرافة ..
الزرافة طيبة القلب .. حزنت عندما علمت بذلك ..
صارت الزرافة تبكي لأنها تحب الحيوانات جميعا ..
لكن الحيوانات لم تصدقها …
رأت الزرافة عاصفة رملية تقترب بسرعة من المكان ..
الحيوانات لا تستطيع رؤية العاصفة لأنها أقصر من الأشجار..
صاحت الزرافة محذرة الحيوانات ..
هربت الحيوانات تختبئ في بيوتها وفي الكهوف وفي تجاويف الأشجار ..
لحظات وهبت عاصفة عنيفة دمرت كل شيء …
بعد العاصفة شعرت الحيوانات أنها كانت مخطئة في حق الزرافة فصارت تعتذر منها ..
كانت الزرافة زوزو سعيدة جدا لأنها تحبهم جميعا …


تابعوا
مع عمو احمد


يتبع
****
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
العصفوران الصغيران
حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Bird_1249286171
التقى عصفوران صغيران على غصن شجرة زيتون كبيرة في السن ، كان الزمان شتاء ..
الشجرة ضخمة ضعيفة تكاد لا تقوى على مجابهة الريح .
هز العصفور الأول ذنبه وقال :
مللت الانتقال من مكان إلى آخر … يئست من العثور على مستقر دافئ .. ما أن
نعتاد على مسكن وديار حتى يدهمنا البرد و الشتاء فنضطر للرحيل مرة جديدة
بحثا عن مقر جديد و بيت جديد ..
ضحك العصفور الثاني .. قال بسخرية : ما أكثر ما تشكو منه وتتذمر .. نحن
هكذا معشر الطيور ؛ خلقنا للارتحال الدائم ، كل أوطاننا مؤقتة .
قال الأول :أحرام علي أن أحلم بوطن وهوية .. لكم وددت أن يكون لي منزل دائم و عنوان لا يتغير ..
سكت قليلا قبل أن يتابع كلامه : تأمل هذه الشجرة ؛ أعتقد أن عمرها أكثر من
مائة عام .. جذورها راسخة كأنها جزء من المكان ، ربما لو نقلت إلى مكان
آخر لماتت قهرا على الفور لأنها تعشق أرضها ..
قال العصفور الثاني : عجبا لتفكيرك ...أتقارن العصفور بالشجرة ‍؟ أنت تعرف
أن لكل مخلوق من مخلوقات الله طبيعة خاصة تميزه عن غيره ؛ هل تريد تغيير
قوانين الحياة والكون ؟ نحن – معشر الطيور – منذ أن خلقنا الله نطير و
نتنقل عبر الغابات و البحار و الجبال والوديان والأنهار ..
عمرنا ما عرفنا القيود إلا إذا حبسنا الإنسان في قفص …وطننا هذا الفضاء الكبير ، الكون كله لنا .. الكون بالنسبة لنا خفقة جناح ..
رد الأول : أفهم .. أفهم ؛ أوتظنني صغيرا إلى هذا الحد ؟؟
أنا أريد هوية .. عنوانا .. وطنا ، أظنك لن تفهم ما أريد …
تلفت العصفور الثاني فرأى سحابة سوداء تقترب بسرعة نحوهما فصاح محذرا:
هيا .. هيا .. لننطلق قبل أن تدركنا العواصف والأمطار .. أضعنا من الوقت ما فيه الكفاية .
قال الأول ببرود : اسمعني ؛ ما رأيك لو نستقر في هذه الشجرة …تبدو قوية صلبة لا تتزعزع أمام العواصف ؟
رد الثاني بحزم : يكفي أحلاما لا معنى لها ... سوف انطلق وأتركك …
بدأ العصفوران يتشاجران ..
شعرت الشجرة بالضيق منهما ..
هزت الشجرة أغصانها بقوة فهدرت مثل العاصفة ..
خاف العصفوران خوفا شديدا ..
بسط كل واحد منهما جناحيه ..
انطلقا مثل السهم مذعورين ليلحقا بسربهما …



يتبع مع عمو احمد
****
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
الجمل الأعرج
حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز 01

سمع الجمل الأعرج بسباق للجمال .. قرر المشاركة رغم عرجته ..
تقدم طالبا تسجيل اسمه .. استغربت لجنة التسجيل .
قال : ما سبب الغرابة ؟ أنا سريع العدو قوي البنية ..
خافت اللجنة أن يتعرض لسوء أثناء السباق .. فدخل السباق على مسؤوليته ..
تجمعت الجمال في نقطة الانطلاق .. سخرت الجمال من عرجة الجمل الأعرج ..
قال : سنرى في نهاية السباق من هو الأقوى والأسرع ..
انطلقت الجمال كالسهام .. كان الجمل الأعرج في آخر المتسابقين ..
صبر الجمل على عرجته .. سببت له الألم عند ركضه السريع ..
كان على الجمال أن تتسلق الجبل ثم تعود ..
الجبل عال ووعر والطريق طويلة ..
الجمال الفتية حاولت الصعود بسرعة فأصابها الإنهاك ..
بعضها سقط من التعب وبعضها قرر العودة ..
الجمل الأعرج كان يسير ببطء وقوة ..
أكثر الجمال تراجعت قبل وصولها إلى القمة ..
الجمال التي وصلت القمة قليلة جدا .. كانت متعبة فاستلقت ترتاح ..
الجمل الأعرج سار بإصرار .. حتى وصل القمة ..
لم يكن يشعر بالتعب .. عاد مهرولا بعرجته ..
الجمال المستريحة لم تنتبه إلا بعد وصوله إلى أسفل المنحدر ..
حاولت الجمال اللحاق به فلم تستطع ..
كان أول الواصلين إلى نهاية السباق ..
نال كأس البطولة وكان فخورا فخورا بعرجته ..



يتبع
عمو احمد

****
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
السلحفاة سوسو
حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز 486530446_1ce6a02606


في غابة صغيرة عاشت مجموعات كثيرة من السلاحف حياة سعيدة لعشرات السنين ..
الغابة هادئة جدا فالسلاحف تتحرك ببطء شديد دون ضجة .
السلحفاة الصغيرة سوسو كانت تحب الخروج من الغابة والتنزه بالوديان المجاورة ..
رأت مرة أرنبا صغيرا يقفز و ينط بحرية ورشاقة ..
تحسرت سوسو على نفسها ..
قالت : ليتني أستطيع التحرك مثله .. إن بيتي الثقيل هو السبب .. آه لو أستطيع التخلص منه ..
قالت سوسو لأمها أنها تريد نزع بيتها عن جسمها ..
قالت الأم : هذه فكرة سخيفة لا يمكن أن نحيا دون بيوت على ظهورنا ! نحن
السلاحف نعيش هكذا منذ أن خلقنا الله .. فهي تحمينا من البرودة والحرارة
والأخطار ..
قالت سوسو : لكنني بغير بيت ثقيل لكنت رشيقة مثل الأرنب ولعشت حياة عادية ..
قالت : أنت مخطئة هذه هي حياتنا الطبيعية ولا يمكننا أن نبدلها ..
سارت سوسو دون أن تقتنع بكلام أمها ..
قررت نزع البيت عن جسمها ولو بالقوة ..
بعد محاولات متكررة .. وبعد أن حشرت نفسها بين شجرتين متقاربتين نزعت بيتها عن جسمها فانكشف ظهرها الرقيق الناعم …
أحست السلحفاة بالخفة ..
حاولت تقليد الأرنب الرشيق لكنها كانت تشعر بالألم كلما سارت أو قفزت..
حاولت سوسو أن تقفز قفزة طويلة فوقعت على الأرض ولم تستطع القيام ..
بعد قليل بدأت الحشرات تقترب منها و تقف على جسمها الرقيق …
شعرت سوسو بألم شديد بسبب الحشرات …
تذكرت نصيحة أمها ولكن بعد فوات الأوان …



يتبع ( عمو احمد)

*****
****
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz

السمكة والحرية
حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Allens_pacu_w360

كان الإناء الذي وضعت فيه السمكة صغيرا جدا .. كانت قبل فترة قصيرة في
البحر الواسع الشاسع الذي لا يحد ، ووجدت نفسها فجأة في مكان لا يكاد يتسع
لحركتها ، ولسوء حظها فقد نسيها الصبي هكذا على الشاطئ ومضى مع أهله ..
كانت السمكة حزينة مهمومة تبحث عن أي طريقة للعودة إلى البحر فلا تجد ..
حاولت القفز ففشلت ، دارت بسرعة وحاولت الخروج ، فارتطمت بطرف الإناء
الصلب ..
كان البلبل يرقبها ولا يعرف لماذا تدور وتقفز هكذا ، اقترب من الإناء وقال :
- ما بك أيتها السمكة ، أما تعبت من كل هذا الدوران والقفز ؟؟..
قالت بألم :
- ألا ترى المصيبة التي أصابتني ؟؟..
قال البلبل دون أن يفهم شيئا :
- مصيبة !! أي مصيبة .. أنت تلعبين وتقولين مصيبة ؟؟..
- سامحك الله ألعب وأنا في هذه الحال ، ألعب وأنا بعيدة عن البحر ، ألعب
وقد تركني الصبي في هذا الإناء ومضى هكذا دون أن يشعر بعذابي .. !!.. كيف
ألعب وأنا دون طعام ؟؟.. كيف ألعب وأنا سأموت بعد حين إذا بقيت بعيدة عن
البحر ..
قال البلبل :
- أنا آسف.. فعلا لم أنتبه .. رأيت إناء جميلا وسمكة تتحرك وتدور، فظننت أنك ترقصين فرحا ..
- نعم .. كالطير يرقص مذبوحا من الألم !! ..
قال البلبل :
- على كل ماذا نستطيع أن نفعل .. أتمنى أن أستطيع الوصول إليك، لكن كما
ترين مدخل الإناء ضيق والماء الذي فيه قليل ،وأنت أكبر حجما مني ، كيف أصل
إليك ؟؟ ثم كيف أحملك ؟؟..
قالت السمكة :
- إنني في حيرة من أمري .. لا أدري ماذا أفعل ! أحب الحرية ، أريد أن أعود
إلى البحر الحبيب ، هناك سأسبح كما أريد ، أنتقل من مكان إلى مكان كما
أشاء ..
قال البلبل :
- سأحاول مساعدتك ، انتظري وسأعود بعد قليل ..
طار البلبل مبتعدا ، حتى التقى بجماعة من الحمام ، طلب البلبل منها الحمام
أن تساعده في إنقاذ السمكة المسكينة التي تريد الخلاص من سجنها الضيق الذي
وضعها فيه الصبي ورحل .. وافقت جماعة الحمام ، وطارت نحو الإناء وحملته ،
ثم تركته يقع في البحر .. كانت فرحة السمكة لا تقدر بثمن وهي تخرج سابحة
إلى بحرها الحبيب .. قفزت على وجه الماء وصاحت بسرور :
- شكرا لكم جميعا على ما قمتم به .. شكرا لك أيها البلبل الصديق ..
وغطست في الماء وهي تغني أجمل أغنية للحرية والوطن .. كانت تملك من السعادة بحريتها ما لا يقدر بثمن ..



يلا ميعاد النوم يا اطفالى يا حبايبى
عمو احمد

*****
****
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
هيفاء وضوء القمر

حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز F4
ضحك القمر وألقى التحية على هيفاء التي كانت تجلس قرب والدها، تقرأ وتدرس
بعض الدروس .. لذلك لم تنتبه ولم تلتفت لتجيب القمر الذي استغرب تجاهل
هيفاء له ..
قال الوالد :
- ما بك يا هيفاء ؟؟.. هاهو القمر بكل جماله وبهائه يمد يده ليصافحك .. يا
الله ما أجمل القمر .. انظري إليه يا هيفاء .. ردي السلام يا حبيبتي ..
سيحزن القمر حين تهملين رد السلام عليه ..
ابتسمت هيفاء وقالت :
- لا شك أن القمر جميل يا والدي .. لكن أريد أن أسألك ما الفائدة منه الآن ؟؟..
قال الوالد مستغربا :
-القمر يا ابنتي عنوان الليل .. عنوان الجمال والبهجة ، انظري كيف ينير
السماء فتضحك النجوم وترقص حوله مزغردة .. هل هناك أجمل من القمر .. يا
الله ما أحلاه ..
قالت هيفاء :
- لكن مع وجود الكهرباء لم نعد بحاجة إليه . هذه هي الحقيقة يا والدي ولن تتغير هذه الحقيقة لأن العلم في تطور مستمر ..
نظر الوالد إلى ابنته عاتبا مستاء .. أراد أن يقول لها أشياء كثيرة عن
القمر وفوائده .. لكن قبل أن يفتح فمه كان القمر قد انسحب بهدوء آخذا نوره
الفتان الجميل ، فأظلمت السماء ، وحزنت النجوم ، واصبح الجو مليئا بالكآبة
.. ارتعشت هيفاء خوفا ورمت نفسها في حضن أبيها وقالت بصوت مليء بالخوف :
- ماذا جرى يا والدي ، أصبح الجو مخيفا ، كل شيء محاط بالظلمة.. قبل قليل كان كل شيء رائع الجمال فماذا جرى ؟؟..
ربت الوالد على كتف ابنته وقال :
- هل عرفت الآن قيمة القمر ؟؟!!..
قالت هيفاء :
- نعم يا والدي عرفت .. بالله عليك عد أيها القمر الحبيب .. أعترف أنني كنت مخطئة ، وأطلب أن تسامحني ..
قال الوالد :
- يبدو أن حزنه كبير لذلك لن يعود هذا المساء ..
قالت هيفاء :
- لكن القمر يحب الأطفال يا والدي .. وقد اعترفت بخطئي .. ألا تسمعني يا قمري الغالي ، بالله عليك عد ..
عندما سمع القمر صوت هيفاء ، وعرف أنها حزينة لغيابه ، عاد لينير كبد
السماء من جديد ، وعادت النجوم لترقص وتغني بفرح ، قالت هيفاء :
- كم أنت جميل ورائع يا قمري العزيز ..
خاطبها القمر قائلا :
- اسمعي يا هيفاء ، كل شيء في الدنيا له فائدة ، الله سبحانه وتعالى لم
يخلق شيئا إلا وله وظيفة يؤديها .. وأنا القمر يا هيفاء أما سمعت كم تغنى
الشعراء بي ؟؟..
قالت هيفاء :
- أنت صديق رائع وجميل ومفيد .. سامحني يا صديقي ..
قال القمر :
- أنت صديقتي يا هيفاء ، وقد سامحتك منذ البداية .. وثقي أننا سنبقى أصدقاء أوفياء ..
ضحكت هيفاء وعادت لدروسها سعيدة مسرورة ..


يتبع مع
عمو احمد

*****
****
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz

طالع الشجرة / نضال والعزيمة
حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز 1180527279


كان نضال فتى وسيما ،عاش طفولته مع اسرته في احدى قرى الجليل . وكان بكر هذه الاسره
القروية .... واعتاد ان يذهب الى الكروم والحقول مع رفاقه ، والى الغابة القريبه فوق جبل السنديان ،
حيث يتسلقون الاشجار ويتأرجحون على اغصانها الغليظة ....
وكان نضال بينهم القائد الصغير المبادر لكل عمل ولهو ، حتى نال حب واعجاب رفاقه ... لقد
كان يكثر الخروج الى الطبيعة والتمتع بجمالها ويصعد على الاشجار حتى يصل الى القمة ....
وذات يوم ، انطلق مع رفاقه الى احدى الغابات ، وكان في الغابة شجرة جميز عالية ومتفرعه ،
فعزم على الوصول الى قمتها ، وقد حذره رفاقه من خطر السقوط ، الا انه لم يسمع نصيحتهم ، ولم
يعبأ بتحذيرهم ...
خلع نضال حذائه وثيابه العلويه ، وتسلق على الجذع الضخم وبسرعة وصل مجمع الفروع
العديدة ، ومن ثم صعد على الفرع في وسط الشجرة المرتفع الى اعلى بزاوية قائمة تقريبا .... ارتفع
نضال وارتفع ، وكان الرفاق من تحته على الارض ما بين مشجع ومحذر ولم يدر كيف ان قدمه
انزلقت ، ولم تساعده يده على الامساك باحد الفروع ، واختل توازنه ، وفجأة هوى الى الاسفل ،
مخترقا الاغصان الطرية تارة ومصطدما بالقاسية الاخرى ... واخيرا سقط على الارض ، فدقت ساقه
اليمنى .....
قضى نضال طيلة شهرين في الفراش ، والجبص يلف الساق كلها وجبر الكسر وعاد الى الحياة ،
يلهو ويلعب ويخرج الى الغابة ويصعد على الاشجار ....
لم تكن حادثة كسر ساقه قد ردعته عن شيء ، فعزم ان يصعد على الجميزة ويصل الى قمتها .
لقد كان يراوده ذلك الامر وهو لا يزال نائما في السرير ، يقينا منه ان لا شيء مستحيل ....
ذهب نضال كعادته مع بعض رفاقه الى نفس الغابة والى شجرة الجميز حيث دقت ساقه ، وما
ان وصل حتى اسرع بخلع حذائه وثوبه ، وبالتسلق على الشجرة ، وتناسى ان رجله قد دقت في هذا
المكان ، وانه سوف يعرض ساقه لنفس المصير الاول ، او ساقيه معا .... الا انه كان قد عرف مواطن
الخطر ايضا ، وعرف الخطا الذي ارتكبه عندما سقط انذاك ....
صعد نضال الى اعلى ، ولم يصل اكثر مما وصله في المرة الاولى ، وسقط على الارض هذه المرة
ايضا ، كادت ساقه اليسرى ان تدق ، نهض متألما يتحسس رجله واعاد الكرة ثانية وثالثة ورابعة ...
وكان في كل مرة يسقط الى الارض ! كان الرفاق يحاولون منعه قائلين له : كفى ! الا تخاف ان
تكسر رجلك مرة اخرى ! وتنام في السرير شهرين كاملين ! لكن ذلك لم يثنه عن عزمه , بل استمر
وتمكّن ان يتجنب كل مرّة الاخطاء التي تسببت في سقوطه ...
وكان في كل مرة يحاول بها يرتفع قليلا حتى انه وصل اخيرا الى قمة الشجرة . واعاد الكرّة الى القمة
ثانية وثالثة ورابعه...
وارتفع صوت رفاقة بالغناء في كل مرة يصل فيها الى القمة قائلين :

" يا طالع الشجرة هات لي معك بقرة

تحلب لي وتسقيني بالملعقة الصيني .."

وهكذا كان نضال لا ينثني عزمه عن انجاز عمل حتى يحقق ما يراه ممكنا !
مرت الايام وكبر نضال واحب ركوب الخيل وتمرن على ذلك في حقول القرية الواسعه ,
وصارت هوايته المحببه الوحيدة التي يمارسها يوميا على حصانه الابيض ..
وركب الحصان ذات يوم, كي يعبر به فوق الحواجز لاول مرة فما ان قفز الحصان الا ونضال
يهوي الى الارض. وفي الكرة الثانيه هوى عن حصانه الابيض وهو يجتاز الحاجز , لكنه استطاع ان
يقف على رجليه بسرعة ويعود الى صهوة الجواد . وفي الثالثة والرابعة استطاع ان يسقط واقفا...
وواظب على التمرين والمحاولة ولم يسقط, واستطاع ان يثبت فوق الجواد الابيض ...
وذات يوم صار نضال يشارك في سباق الخيول , في تخطي الحواجز على اختلاف ارتفاعاتها..
واستطاع ان يفوز اكثر من مرة بالمرتبة الثالثة فثم الثانية , حتى انه فاز اخيرا بالمرتبة الاولى !! وكان
دائما يقول : "بالعزيمة والصبر والمثابره يتحقق كل شيء...


مع تحيات عمو احمد

يتبع
*****
****
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
موسيقا الطبيعة

حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Chaiiiiiii
غابت الشمس، فلبست الطبيعة، رداءها الأسود الجميل.‏
أطل معن برأسه، من نافذة غرفة المزرعة وصاح:‏
- جدّي... جدّي!!‏
- نعم يا صغيري، ماذا تريد؟‏
- لقد حلّ الظلام، وحان موعد ذهابنا إلى النهر، لنسهر على ضوء القمر، ألم تعدني بذلك؟.‏
- أجل.. ولكن بعد أن تضع إبريق الشاي والكؤوس في كيس.‏
ثم حمل الجد عكازه، ومضيا صوب النهر.‏
جلس الجدّ على حافة النهر، وقال:‏
- ألا ترغب بشرب الشاي، يا صغيري؟‏
- بلى.. الشاي لذيذ.‏
جمع الجدّ من حوله أعواداً يابسة، وأشعلها، ثم وضع ثلاثة أحجار، وركز الإبريق فوقها.‏
كانت النار ترسم على وجهيهما، وهجاً أحمر كذاك الذي ترسمه الشمس على وجه البحر، لحظة غيابها.‏
غلى الشاي، نصبّ الجد كأسين، إحداهما ملأى والأخرى نصفها.‏
نظر معن إلى كأسه، وقال ممتعضاً:‏
- لماذا صببت لي نصف الكأس، لقد صرت كبيراً، أما قتلت اليوم جرادتين؟‏
ضحك الجدّ وقال:‏
- الشاي ساخن، وأخشى أن يحرق فمك، هيّا ضع ملعقة سكر في كل كأس.‏
غرَفَ معن السكّر بالملعقة، وبدأ يحرك، بغتة انتبه إلى أمر.‏
كان صوت الملعقة في أثناء التحريك، مختلفاً بين الكأسين.‏
نقر بخفّة على حافّة كوبه، فصدر رنين حاد ثم نقر على حافّة كوب جدّه، فصدر رنين غليظ.‏
نظر إلى جدّه باستغراب قائلاً:‏
- هل سمعت يا جدّي، الملعقة تصدر موسيقا؟!.‏
ابتسم الجدّ، حكّ لحيته بأصابعه الخشنة، وقال:‏
- الموسيقى موجودة حولنا، وما علينا سوى سماعها؟‏
تلفت معن في كلّ الإتجاهات، سار نحو النهر غمس قدميه بمياهه، تناثر رذاذ ناعم، وعلا صوت خريره.‏
ركض صوب شجرة صفصاف، فسمع تسبيح أوراقها، وابتهال أغصانها. تطلّع نحو
أعواد القصب، المغروسة كالرماح على ضفاف النهر فعلم أن صوت الصفير
المبحوح، يخرج من أفواهها، كلما دخلت الريح إليها.‏
كانت الأصوات، تتداخل في أذنيه الصغيرتين فطرب لها، وتمايل، ثمّ بدأ يغنّي: "ورقات تطفر بالدرب‏
والغيمة شقراء الهدب‏
والريح أناشيد‏
والنهر تجاعيد‏
يا غيمة يا....."‏
توقف أحمد عن الغناء، أدهشه منظر القمر على حافة غيمة رمادية، ماسكاً
بإحدى يديه عصا صغيرة، يحرّكها بعفوية، كأنّه قائد فرقة موسيقية بينما
راحت الطبيعة، تعزف موسيقاها الأزليّة.‏


مع تحيات عمو احمد

يتبع

*****
****
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
النحلة الكسول

حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Bee%20on%20button
قررت إحدى النحلات عدم العمل فقد زهقت من كثرة العمل ودائماً تشكو وتئن من
كثرة المجهود الذي تبذله كل يوم في رحلتي الذهاب والعودة لجمع الرحيق ،
كما أنها دائماً كانت تقول لزميلاتها :- إننا نتعب من أجل الآخرين ولا
نستفيد شيئاً .

كانت زميلاتها ينظرن إليها باندهاش واستغراب شديدين ولا يردن عليها بشيء ويواصلن عملهن بجد واجتهاد .

ابتكرت النحلة حيلة جديدة للهروب من العمل ؛ فكانت تخرج كل يوم مع السرب ،
وتتظاهر بأنها تجمع الرحيق من الأزهار وتمتصه بجدية وحماس ، ولكنها كانت
تذهب إلى صديقتها الفراشة تجلس معها على أطراف إحدى وريقات الورد الذي
يملأ الحديقة ويتبادلا الأحاديث والنقاش حتى إذا ظهر السرب عائداً إلى
الخلية تسرع ؛ لتنضم إليه وتدخل مع زميلاتها إلى الخلية وتتظاهر بأنها تضع
الرحيق الذي جمعته في المكان المخصص لها في الخلية .

كانت صديقتها الفراشة تنصحها كثيراً بضرورة العمل والجد والاجتهاد وإنه لا
فائدة من حياتها بدون عمل فكانت النحلة الكسول تعنفها بشدة وتقول لها :-
وأنت ماذا تعملين ؟!! إنك تتجولين في الحقول والحدائق ولا عمل لك.

كانت الفراشة تقول لها :- كل شئ مخلوق في الكون له عمل معين ، وإن الله سبحانه وتعالي وزع هذه الأعمال حسب مقدرة كل مخلوق .

قالت لها النحلة:- كيف ؟!

قالت الفراشة :- انظري إلى هذا الحمار الذي يسير هناك أنه يتكبد من المشقة
والتعب أكثر من أى مخلوق آخر، ولكن طبيعته التي خلقه بها الله تساعده على
التحمل والصبر، كما أن الخالق عز وجل منحة حكمه العطاء بسخاء للآخرين ودون
انتظار المقابل ، كذلك انظري إلى هذا الطائر الجميل الذي يقف علي فرع
الشجرة التي بجوارك إن الخالق أعطاه منقاراً طويلاً حتى يستطيع أن يلتقط
الديدان من الأرض لينظفها وهو بذلك يقدم خدمة عظيمة للفلاح ولنا نحن أيضاً
.

قالت النحلة بتعجب :- وما هذه الخدمة العظيمة التي يقدمها لنا هذا الطائر ؟

قالت الفراشة :- لولا نظافة الأرض التي يقوم بها هذا الطائر لمات الزرع
ولن نجد حتى هذه الوردة التي نقف عليها الآن ، كذلك انظري إلى هذه البقرة
الرابضة أسفل الصفصافة المزروعة على حافة " الترعة " وكيف أن الإنسان يهتم
بها ويقدم لها الغذاء المناسب في ميعاده وينظفها ويعمل على راحتها كل هذا
من أجل العطاء الكثير الذي تعطيه له فهي تعطيه اللبن الذي يصنع منه الزبد
والجبن ويشربه أيضا ، والبقرة تفيد الإنسان كثيراً حيث أنها من الممكن أن
تلد له صغاراً يستفيد منها كثيراً وفوق كل هذا فهي تمده باللحم الطازج
الذي يعشقه الإنسان.

النحلة فاغرة فاها من كلام الفراشة .. والفراشة تواصل حديثها إليها :- -
ولماذا تذهبين بعيداً انظري إلى زميلاتك وهاهن عائدات من رحلتهن اليومية
إن واحدة منهن لم تشك يوماً، ولم تتمرد على حياتها ، أو على الخُطة التي
وضعها الخالق لها ولحياتها .

كانت النحلة تصُم أذنيها عن الاستماع إلى نصائح صديقتها الفراشة وكانت
تتهمها دائماً بأنها تقول لها هذا الكلام حتى لا تجلس معها ولا تنعم
بالراحة التي تعشقها .

تركت النحلة الفراشة مسرعة حتى تلحق بالسرب وهو عائد إلى الخلية .

ذات صباح وبينما السرب في الخارج كانت ملكة الخلية تتابع العمل داخل
الخلية وتتفقد الخلايا المخصصة لوضع العسل ؛ فاكتشفت أن الخانة المخصصة
للنحلة الكسول خالية تماماً ولا يوجد بها أي نقطة عسل .عندما عاد السرب
استدعت الملكة النحلة إلى خانتها الكبيرة داخل الخلية وعنفتها بشدة
وزجرتها وقالت لها :- كيف تخرجين مع السرب وتعودين كل يوم ولا يوجد في
خانتك ولا نقطة عسل واحدة ؟

قالت النحلة وهي منكسة الرأس :- إنني لا أجد وروداً في الحدائق وبالتالي
لا أجد رحيقاً امتصه وأحوله إلى عسل ؛ لذلك لا يوجد في خانتي أي عسل .

فكرت الملكة قليلا وهمست بينها وبين نفسها :- كيف هذا الكلام وخانات كل
زميلاتها في السرب مليئة بالعسل لاشك أن هذه النحلة تكذب. ولكي تتأكد
الملكة بأن النحلة تكذب فقد كلفت إحدى النحلات-المكلفات بحراسة الخلية
-بمراقبة النحلة الكسول وموافاتها بأخبارها أولا بأول .

في الصباح وكالعادة خرج السرب لجمع الرحيق تتبعته نحلة المراقبة من بعيد
لكي تراقب النحلة الكسول وعرفت ماذا تفعل كل يوم !! فأخبرت الملكة بذلك
.انفجرت الملكة غيظاً وواجهت النحلة بكل ما تفعله فقالت لها :- أين كنت
اليوم ؟

ردت النحلة بثقة :- كنت مع السرب أجمع الرحيق .

قالت الملكة :- أين الرحيق الذي جمعتيه ؟

قالت النحلة بلا مبالاة :- الرحيق ! أي رحيق ؟إن اليوم مثل كل يوم لم أجد وروداً و…

قاطعتها الملكة بحدة وقالت لها:- -إنك تكذبين .

شعرت النحلة أن سرها انكشف وحاولت تبرير موقفها لكن الملكة واجهتها بكل ما
لديها من معلومات حيث أنها تذهب كل يوم إلى صديقتها الفراشة وتجلس معها
طول رحلة جمع الرحيق ثم تعود مع السرب ظناً منها أن أحداً لن يكتشف الأمر …

انكسرت عيناها ونظرت إلى الأرض ، زرفت دمعة من عينيها ، لكن كل ذلك لم يثن
الملكة عن الحكم الذي أصدرته ضدها حيث حكمت عليها بالحبس في الخلية وعدم
مغادرتها مطلقاً.

نفذت النحلة الكسول حكم الملكة دون معارضة حيث لا مجال للمعارضة لأي كلمة
تقولها الملكة . مر يوم ومر آخر … ومرت أيام حتى شعرت النحلة بالملل من
كثرة الجلوس كما أنها ضاقت بالحبس وبالخلية كلها ؛ فلم تجد شيئاً تتسلى به
سوى متابعة زميلاتها في رحلة الذهاب والعودة كل يوم ، كما أنها فوجئت أن
الكل داخل الخلية يعمل حتى الملكة نفسها تعمل بجد واجتهاد وتوزع المهام ،
كذلك طاقم النظافة يقوم بعمله بهمة ونشاط ،وأيضاً طاقم الحراسة وكذلك
الوصيفات يعملن بدأب مستمر. الجميع داخل الخلية يعمل ويعمل ولا أحد يشكو
ولا أحد يجلس بدون عمل . شعرت النحلة الكسول بالخزى من موقفها ، وندمت على
ما فعلت ولكن بعد فوات الأوان فقد طال عليها الحبس واشتاقت للتحليق
والطيران والانطلاق ، لكنها لا تستطيع أن تفعل هذا الآن .

ظلت النحلة في الحبس حتى ضعفت وهزل جسدها ومرضت مرضاً شديداً كاد أن
يهلكها لولا أن الملكة أصدرت حكماً بالعفو عنها بعد أن تعاهدت النحلة أنها
لن تعود مرة أخرى إلى مثل هذا العمل ؛فعادت النحلة إلى الطيران والتحليق
وجمع الرحيق ، وأخذت تعمل وتعمل بجد واجتهاد كل يوم حتى دبت الحياة مرة
أخرى في جسدها الصغير وشعرت بقيمتها وأهميتها في الحياة وفي الخلية أيضاً


يتبع مع عمو احمد

يتبع
*****
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
في يوم من الأيام ...منذ قديم الزمان وقبل الإسلام كان رجل صالح راكباً حماره فمر بقرية، قد دمرت وفنى أهلها

حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Story3a

فشرد بذهنه وأخذ يفكر في حال هذه القرية

ثم سأل نفسه متعجباً و مندهشاً. هؤلاء أموات كيف يخلقون من جديد؟..كيف؟..وهذه العظام البالية كيف تعود صلبة؟وكيف تكتسي من جديد وتعود إليها الروح وتبعث إليها الحياة!؟



حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Story3b
ورويداً...رويداً. راح النوم يداعب عيني الرجل الصالح وما هي إلا لحظات قصيرة
حتى غاب عن الوعي, وراح في نوم عميق دام مائة عام كاملة. قرن من الزمان
والرجل الصالح في رقدته هذا ميت بين الأموات وكذلك حماره .



بعد مضي مائة عام من موت الرجل

الصالح أذن الله له أن يبعث من جديد فجمع عظامه وسوى خلقه ونفخ فيه من

روحه. فإذا هو قائم مكتمل الخلق كأنه منتبه من نومه. فأخذ يبحث عن حماره

ويفتش عن طعامه وشرابهحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Story3c

.

ثم جاء ملك سأله: كم لبثت في رقدتك؟ فأجاب الرجل: لبثت يوماً أو بعض يوم.



فقال الملك: بل لبثت مائة عام، ومع هذه السنين الطويلة،

والأزمان المتعاقبة فإن طعامك مازال سليماً وشرابك لم يتغير طعمه. فقال

الرجل: عجباًهذا صحيح!

فقال الملك: انظر إنه حمارك، لقد صار كومة من العظام ...انظر ...إلى عظام حمارك فالله عز وجل سيريك قدرته على بعث الموتى.


حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Story3d

نظر الرجل الصالح


إلى عظام حماره فرآها وهي تتحرك فتعود كل عظمة في مكانها حتى اكتملت ثم

كساها الله لحما ًفإذا بحماره قائم بين يديه على قوائمه الأربع .

[SIZE=5]
حينئذ اطمأنت نفسه وازداد إيمانه بالبعث فقال الرجل الصالح: أعلم أن الله على كل شيء قدير.[

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
قصة سيدنا هود عليه السلام



نبذة:

أرسل إلى قوم عاد الذين كانوا بالأحقاف، وكانوا أقوياء الجسم والبنيان
وآتاهم الله الكثير من رزقه ولكنهم لم يشكروا الله على ما آتاهم وعبدوا
الأصنام فأرسل لهم الله هودا نبيا مبشرا، كان حكيما ولكنهم كذبوه وآذوه
فجاء عقاب الله وأهلكهم بريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام.



---------------

سيرته:

عبادة الناس للأصنام:

بعد أن ابتلعت الأرض مياه الطوفان الذي أغرق من كفر بنوح عليه السلام، قام
من آمن معه ونجى بعمارة الأرض. فكان كل من على الأرض في ذلك الوقت من
المؤمنين. لم يكن بينهم كافر واحد. ومرت سنوات وسنوات. مات الآباء
والأبناء وجاء أبناء الأبناء. نسى الناس وصية نوح، وعادت عبادة الأصنام.
انحرف الناس عن عبادة الله وحده، وتم الأمر بنفس الخدعة القديمة.

قال أحفاد قوم نوح: لا نريد أن ننسى آبائنا الذين نجاهم الله من الطوفان.
وصنعوا للناجين تماثيل ليذكروهم بها، وتطور هذا التعظيم جيلا بعد جيل،
فإذا الأمر ينقلب إلى العبادة، وإذا بالتماثيل تتحول بمكر من الشيطان إلى
آلهة مع الله. وعادت الأرض تشكو من الظلام مرة ثانية. وأرسل الله سيدنا
هودا إلى قومه.

إرسال هود عليه السلام:

كان "هود" من قبيلة اسمها "عاد" وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا يسمى
الأحقاف.. وهو صحراء تمتلئ بالرمال، وتطل على البحر. أما مساكنهم فكانت
خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة والارتفاع، وكان قوم عاد أعظم أهل
زمانهم في قوة الأجسام، والطول والشدة.. كانوا عمالقة وأقوياء، فكانوا
يتفاخرون بقوتهم. فلم يكن في زمانهم أحد في قوتهم. ورغم ضخامة أجسامهم،
كانت لهم عقول مظلمة. كانوا يعبدون الأصنام، ويدافعون عنها، ويحاربون من
أجلها، ويتهمون نبيهم ويسخرون منه. وكان المفروض، ما داموا قد اعترفوا
أنهم أشد الناس قوة، أن يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة.

قال لهم هود نفس الكلمة التي يقولها كل رسول. لا تتغير ولا تنقص ولا تتردد
ولا تخاف ولا تتراجع. كلمة واحدة هي الشجاعة كلها، وهي الحق وحده (يَا
قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ
تَتَّقُونَ).

وسأله قومه: هل تريد أن تكون سيدا علينا بدعوتك؟ وأي أجر تريده؟

إن هذه الظنون السئية تتكرر على ألسنة الكافرين عندما يدعوهم نبيهم
للإيمان بالله وحده. فعقولهم الصغيرة لا تتجاوز الحياة الدنيوية. ولا
يفكروا إلا بالمجد والسلطة والرياسة.

أفهمهم هود أن أجره على الله، إنه لا يريد منهم شيئا غير أن يغسلوا عقولهم
في نور الحقيقة. حدثهم عن نعمة الله عليهم، كيف جعلهم خلفاء لقوم نوح، كيف
أعطاهم بسطة في الجسم، وشدة في البأس، كيف أسكنهم الأرض التي تمنح الخير
والزرع. كيف أرسل عليهم المطر الذي يحيى به الأرض. وتلفت قوم هود حولهم
فوجدوا أنهم أقوى من على الأرض، وأصابتهم الكبرياء وزادوا في العناد.

قالوا لهود: كيف تتهم آلهتنا التي وجدنا آباءنا يعبدونها؟
قال هود: كان آباؤكم مخطئين.
قال قوم هود: هل تقول يا هود إننا بعد أن نموت ونصبح ترابا يتطاير في الهواء، سنعود إلى الحياة؟
قال هود: ستعودون يوم القيامة، ويسأل الله كل واحد فيكم عما فعل.

انفجرت الضحكات بعد هذه الجملة الأخيرة. ما أغرب ادعاء هود. هكذا تهامس
الكافرون من قومه. إن الإنسان يموت، فإذا مات تحلل جسده، فإذا تحلل جسده
تحول إلى تراب، ثم يهب الهواء ويتطاير التراب. كيف يعود هذا كله إلى
أصله؟! ثم ما معنى وجود يوم للقيامة؟ لماذا يقوم الأموات من موتهم؟

استقبل هود كل هذه الأسئلة بصبر كريم.. ثم بدأ يحدث قومه عن يوم القيامة..
أفهمهم أن إيمان الناس بالآخرة ضرورة تتصل بعدل الله، مثلما هي ضرورة تتصل
بحياة الناس. قال لهم ما يقوله كل نبي عن يوم القيامة. إن حكمة الخالق
المدبر لا تكتمل بمجرد بدء الخلق، ثم انتهاء حياة المخلوقين في هذه الأرض.
إن هذه الحياة اختبار، يتم الحساب بعدها. فليست تصرفات الناس في الدنيا
واحدة، هناك من يظلم، وهناك من يقتل، وهناك من يعتدي.. وكثيرا ما نرى
الظالمين يذهبون بغير عقاب، كثيرا ما نرى المعتدين يتمتعون في الحياة
بالاحترام والسلطة. أين تذهب شكاة المظلومين؟ وأين يذهب ألم المضطهدين؟ هل
يدفن معهم في التراب بعد الموت؟

إن العدالة تقتضي وجود يوم للقيامة. إن الخير لا ينتصر دائما في الحياة.
أحيانا ينظم الشر جيوشه ويقتل حملة الخير. هل تذهب هذه الجريمة بغير عقاب؟

إن ظلما عظيما يتأكد لو افترضنا أن يوم القيامة لن يجئ. ولقد حرم الله
تعالى الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده. ومن تمام العدل وجود يوم
للقيامة والحساب والجزاء. ذلك أن يوم القيامة هو اليوم الذي تعاد فيه جميع
القضايا مرة أخرى أمام الخالق، ويعاد نظرها مرة أخرى. ويحكم فيها رب
العالمين سبحانه. هذه هي الضرورة الأولى ليوم القيامة، وهي تتصل بعدالة
الله ذاته.

وثمة ضرورة أخرى ليوم القيامة، وهي تتصل بسلوك الإنسان نفسه. إن الاعتقاد
بيوم الدين، والإيمان ببعث الأجساد، والوقوف للحساب، ثم تلقي الثواب
والعقاب، ودخول الجنة أو النار، هذا شيء من شأنه أن يعلق أنظار البشر
وقلوبهم بعالم أخر بعد عالم الأرض، فلا تستبد بهم ضرورات الحياة، ولا
يستعبدهم الطمع، ولا تتملكهم الأنانية، ولا يقلقهم أنهم لم يحققوا جزاء
سعيهم في عمرهم القصير المحدود، وبذلك يسمو الإنسان على الطين الذي خلق
منه إلى الروح الذي نفخه ربه فيه. ولعل مفترق الطريق بين الخضوع لتصورات
الأرض وقيمها وموازينها، والتعلق بقيم الله العليا، والانطلاق اللائق
بالإنسان، يكمن في الإيمان بيوم القيامة.

حدثهم هود بهذا كله فاستمعوا إليه وكذبوه. قالوا له هيهات هيهات..
واستغربوا أن يبعث الله من في القبور، استغربوا أن يعيد الله خلق الإنسان
بعد تحوله إلى التراب، رغم أنه خلقه من قبل من التراب. وطبقا للمقاييس
البشرية، كان ينبغي أن يحس المكذبون للبعث أن إعادة خلق الإنسان من التراب
والعظام أسهل من خلقه الأول. لقد بدأ الله الخلق فأي صعوبة في إعادته؟! إن
الصعوبة -طبقا للمقياس البشري- تكمن في الخلق. وليس المقياس البشري غير
مقياسٍ بشري ينطبق على الناس، أما الله، فليست هناك أمور صعبة أو سهلة
بالنسبة إليه سبحانه، تجري الأمور بالنسبة إليه سبحانه بمجرد الأمر.

موقف الملأ من دعوة هود:

يروي المولى عزل وجل موقف الملأ (وهم الرؤساء) من دعوة هود عليه السلام.
سنرى هؤلاء الملأ في كل قصص الأنبياء. سنرى رؤساء القوم وأغنيائهم
ومترفيهم يقفون ضد الأنبياء. يصفهم الله تعالى بقوله: (وَأَتْرَفْنَاهُمْ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) من مواقع الثراء والغنى والترف، يولد الحرص
على استمرار المصالح الخاصة. ومن مواقع الثراء والغنى والترف والرياسة،
يولد الكبرياء. ويلتفت الرؤساء في القوم إلى أنفسهم ويتساءلون: أليس هذا
النبي بشرا مثلنا، يأكل مما نأكل، ويشرب مما نشرب؟ بل لعله بفقره يأكل أقل
مما نأكل، ويشرب في أكواب صدئة، ونحن نشرب في أكواب الذهب والفضة.. كيف
يدعي أنه على الحق ونحن على الباطل؟ هذا بشر .. كيف نطيع بشرا مثلنا؟ ثم..
لماذا اختار الله بشرا من بيننا ليوحى إليه؟

قال رؤساء قوم هود: أليس غريبا أن يختار الله من بيننا بشرا ويوحي إليه؟!
تسائل هو: ما هو الغريب في ذلك؟ إن الله الرحيم بكم قد أرسلني إليكم
لأحذركم. إن سفينة نوح، وقصة نوح ليست ببعيدة عنكم، لا تنسوا ما حدث، لقد
هلك الذين كفروا بالله، وسيهلك الذين يكفرون بالله دائما، مهما يكونوا
أقوياء.
قال رؤساء قوم هود: من الذي سيهلكنا يا هود؟
قال هود: الله .
قال الكافرون من قوم هود: ستنجينا آلهتنا.

وأفهمهم هود أن هذه الآلهة التي يعبدونها لتقربهم من الله، هي نفسها التي
تبعدهم عن الله. أفهمهم أن الله هو وحده الذي ينجي الناس، وأن أي قوة أخرى
في الأرض لا تستطيع أن تضر أو تنفع.

واستمر الصراع بين هود وقومه. وكلما استمر الصراع ومرت الأيام، زاد قوم
هود استكبارا وعنادا وطغيانا وتكذيبا لنبيهم. وبدءوا يتهمون "هودا" عليه
السلام بأنه سفيه مجنون.

قالوا له يوما: لقد فهمنا الآن سر جنونك. إنك تسب آلهتنا وقد غضبت آلهتنا عليك، وبسبب غضبها صرت مجنونا.

انظروا للسذاجة التي وصل إليها تفكيرهم. إنهم يظنون أن هذه الحجارة لها
قوى على من صنعها. لها تأثير على الإنسان مع أنا لا تسمع ولا ترى ولا
تنطق. لم يتوقف هود عند هذيانهم، ولم يغضبه أن يظنوا به الجنون والهذيان،
ولكنه توقف عند قولهم: (وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ
وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ).

بعد هذا التحدي لم يبق لهود إلا التحدي. لم يبق له إلا التوجه إلى الله
وحده. لم يبق أمامه إلا إنذار أخير ينطوي على وعيد للمكذبين وتهديدا لهم..
وتحدث هود:

إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي
أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (54)
مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ (55) إِنِّي
تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ
هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56)
فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ
وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا
إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) (هود)

إن الإنسان ليشعر بالدهشة لهذه الجرأة في الحق. رجل واحد يواجه قوما غلاظا
شدادا وحمقى. يتصورون أن أصنام الحجارة تستطيع الإيذاء. إنسان بمفرده يقف
ضد جبارين فيسفه عقيدتهم، ويتبرأ منهم ومن آلهتهم، ويتحداهم أن يكيدوا له
بغير إبطاء أو إهمال، فهو على استعداد لتلقي كيدهم، وهو على استعداد
لحربهم فقد توكل على الله. والله هو القوي بحق، وهو الآخذ بناصية كل دابة
في الأرض. سواء الدواب من الناس أو دواب الوحوش أو الحيوان. لا شيء يعجز
الله.

بهذا الإيمان بالله، والثقة بوعده، والاطمئنان إلى نصره.. يخاطب هود الذين
كفروا من قومه. وهو يفعل ذلك رغم وحدته وضعفه، لأنه يقف مع الأمن الحقيقي
ويبلغ عن الله. وهو في حديثه يفهم قومه أنه أدى الأمانة، وبلغ الرسالة.
فإن كفروا فسوف يستخلف الله قوما غيرهم، سوف يستبدل بهم قوما آخرين. وهذا
معناه أن عليهم أن ينتظروا العذاب.

هلاك عاد:

وهكذا أعلن هود لهم براءته منهم ومن آلهتهم. وتوكل على الله الذي خلقه،
وأدرك أن العذاب واقع بمن كفر من قومه. هذا قانون من قوانين الحياة. يعذب
الله الذين كفروا، مهما كانوا أقوياء أو أغنياء أو جبابرة أو عمالقة.

انتظر هود وانتظر قومه وعد الله. وبدأ الجفاف في الأرض. لم تعد السماء
تمطر. وهرع قوم هود إليه. ما هذا الجفاف يا هود؟ قال هود: إن الله غاضب
عليكم، ولو آمنتم فسوف يرضى الله عنكم ويرسل المطر فيزيدكم قوة إلى قوتكم.
وسخر قوم هود منه وزادوا في العناد والسخرية والكفر. وزاد الجفاف، واصفرت
الأشجار الخضراء ومات الزرع. وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماء. وفرح
قوم هود وخرجوا من بيوتهم يقولون: (هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا).

تغير الجو فجأة. من الجفاف الشديد والحر إلى البرد الشديد القارس. بدأت
الرياح تهب. ارتعش كل شيء، ارتعشت الأشجار والنباتات والرجال والنساء
والخيام. واستمرت الريح. ليلة بعد ليلة، ويوما بعد يوم. كل ساعة كانت
برودتها تزداد. وبدأ قوم هود يفرون، أسرعوا إلى الخيام واختبئوا داخلها،
اشتد هبوب الرياح واقتلعت الخيام، واختبئوا تحت الأغطية، فاشتد هبوب
الرياح وتطايرت الأغطية. كانت الرياح تمزق الملابس وتمزق الجلد وتنفذ من
فتحات الجسم وتدمره. لا تكاد الريح تمس شيئا إلا قتلته ودمرته، وجعلته
كالرميم.

استمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها قط.
ثم توقفت الريح بإذن ربها. لم يعد باقيا ممن كفر من قوم هود إلا ما يبقى
من النخل الميت. مجرد غلاف خارجي لا تكاد تضع يدك عليه حتى يتطاير ذرات في
الهواء.

نجا هود ومن آمن معه.. وهلك الجبابرة.. وهذه نهاية عادلة لمن يتحدى الله ويستكبر عن عبادته.



اتمنى لكم نوما هادئا
عمو احمد

*****
****
***
**
*

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
((قصة سيدنا يوسف عليه السلام))

إننا حين نتحدث عن مواجهة الشهوة لا نتحدث عن أمر معجز يستحيل الحصول
عليه، وإنما مطلب واقعي ممكن، وإن كان صعبًا. وقد قص علينا القرآن قصة من
قصص الشباب مع الشهوة ليتخذ شبابنا منها قدوة وأسوة ودرسًا عمليًا في
كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف، ويتعرف على الأسباب المعينة على الخلاص
من ورطاتها.
إن الواقع الذي عاشه يوسف عليه السلام هو في الحقيقة أشد من أي واقع يقابله شاب منا، فلقد تهيأت له كل أسباب الفاحشة ودواعيها :
فالشباب والقوة والشهوة متوفرة؛ فقد كان في عنفوان شبابه، وهو يحتاج
لتصريف شهوته وهو عزب، ولا مصرف له حلال، وقد بذلت له ولم يسع إليها..
والمرأة جميلة؛ فهي زوجة العزيز ومثله لا يتزوج إلا بأجمل النساء.
ولا خوف من العقوبة؛ فالمرأة هي الطالبة والراغبة، وقد طلبت وأرادت بل وراودت، فكفته مؤنة التلميح أو التصريح بالرغبة.
وقد أغلقت الأبواب عليهما ليكونا في مأمن، ولترفع عنه حرج الخوف من الفضيحة.
ثم هو غريب في بلد لا يعرفه أحد؛ فلا خوف من أن يفتضح، وهو خادم وهي
سيدته، فهو تحت سلطانها وقهرها، فيخاف إن لم يجبها أن يطوله أذاها.
وقد عانى عظم الفتنة وشدة الإغراء.. فالمرأة لا شك قد أعدت للأمر عدته
وبيتته بليل وخططت له، فدخلت وأغلقت الأبواب كل الأبواب، وبدأت في
المراودة، ومثل هذه لابد أنها تزينت بكل زينة وجمعت كل فتنة، فما ملك إلا
الهرب، وأنقذه هذه المرة وجود سيده لدى الباب رغم أن ردة فعله كانت مخيبة
للآمال.
تكرر الإغراء:
لقد تكرر الموقف لا شك مرات، وقد هددته وتوعدته وخوفته بالسجن، ورأى
جرأتها على زوجها وقدرتها على تنفيذ أمرها، وإصرارها على تحصيل مبتغاها في
قضاء وطرها، والإعلان بذلك أمام النسوة في وقاحة وعدم حياء أو خوف، مع
أمنها مكر زوجها؛ فهو كأكثر رجال هذه الطبقة لا يمثل الطهر والشرف كبير
قيمة لديهم وهذا ظاهر من موقفه: {يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت
من الخاطئين}[يوسف:29].
لقد أعلنتها صريحة: {ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمروه
ليسجننَّ وليكونًا من الصاغرين}[يوسف:32]. فما وجد الصدّيق بعد كل هذا إلا
أن يعتصم بالله، وأن يقدم رضًا الله على هوى النفس، بل ويرضى بالسجن
(وأرجو أن نلاحظ ذلك) ترك اللذة والشهوة، وآثر عليها السجن بما فيه، وهو
لا يدري متى سيخرج منه، ولعله لا يخرج أبدًا، لكنه كان أحب إليه من رغبة
الشباب ولذة الحرام، فأطلقها صريحة: {رب السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه
وإلا تصرف عني كيدهنَّ أصب إليهنَّ وأكن من الجاهلين}[يوسف:33].
إننا يا شباب نحتاج إلى استحضار هذا الموقف وأشباهه لنتخذه أنموذجًا
يحتذى، ومثلاً يقتدى، ونتشبث بما تشبث به يوسف لننجو من أغلال الشهوة وذل
المعصية.
قوارب النجاة:
لقد تمسك الصادق العفيف "يوسف" بأمور كانت سببًا بعد توفيق الله وحفظه في
عصمته وصيانته، ولو تمسك بها كل واحد منا لبلغ بأمر الله بر الأمان كما
بلغه يوسف:
أولها: خوف الله ومراقبته:
لقد كان في خلوة لا يراه من البشر أحد، والضغوط كلها عليه، ومداخل الشيطان
كثيره، فما بحث عن تبريرات، ولا استسلم لوخز الشهوات واستحضر في ذلك
الموقف العظيم خوفه من الله تعالى ومراقبته له، وتعظيمه لحق الله تعالى
فقال لما راودته بملء فيه: {معاذ الله}، {إنه لا يفلح الظالمون}.
وما أجمل هذا الخوف وما أجل عاقبته التي أخبر بها نبينا صلى الله عليه
وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم:
"...ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله...".

ثانيها: توفيق الله وحفظه لعبده:
فلما رأى الله تعالى منه صدقه وصبره صرف عنه السوء وصرفه هو عن السوء
صيانة له وتكريما وجزاء على عفته: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من
عبادنا المخلصين}[يوسف:24].

ثالثها: فراره عن أسباب المعصية:
فلما رأى منها ما رأى، وخاف على نفسه فر منها وهرب إلى الباب يريد الخروج،
وهي تمسك بتلابيبه وهو يشد نفسه وينازعها حتى قدت قميصه من شدة جذبها له
وشدة هربه منها.
وهذا الفرار هو أعظم أسباب النجاة، فالفرار من الأسواق المختلطة، والفرار
من المتنزهات، والفرار من الخلوة بالأجنبيات، وصيانة النظر عن رؤية
المحرمات والعورات، والبعد عن مواقع الشهوة والعري في النت والفضائيات،
كلها من أسباب الفرار بالدين من الفتن .. وخلاصتها غض الأبصار عن الوقوع
في حمى الأخطار.
كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت من قلب صاحبها كمبلغ السهم بين القوس والوتر
يسر مقلته ما ضر مهجته لا مرحبا بسرور جاء بالضرر
ومن صدق الفرار أن يفر الواحد منا من قرناء السوء الذين يذكرونه بالمعاصي،
ويحدثونه عنها وعن سبلها ووسائلها وكيفية الوصول إليها، بل ويمدونه بها
وييسرونها عليه،، فهؤلاء معرفتهم في الدنيا عار وفي الآخرة خزي وبوار .
ومن أراد السلامة فليلزم أهل التقى ومواطن الخير وأصحاب العبادة كما قال
العالم لقاتل المائة نفس: "ودع أرضك هذه فإنها أرض سوء واذهب إلى أرض كذا
فإن فيها قوما يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم".

رابعها: الدعاء والالتجاء إلى الله:
فقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها كيف يشاء، فهو
سبحانه القادر أن يثبت قلبك ويصرف همم أهل السوء عنك، والتوفيق كله بيده،
والخذلان أن يكلك إلى نفسك. وقد علم يوسف ذلك؛ فالتجأ إلى الحصن الحصين
والركن الركين: {وإلا تصرف عني كيدهم أصب إليهنَّ وأكن من الجاهلين *
فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهنَّ إنه هو السميع العليم}[يوسف:33، 34].
فإذا أردت العصمة فاعتصم بربك: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط
مستقيم}[آل عمران:101].

خامسها: تهويل خطر المعصية:
فقد رأى الكريم أن الفاحشة أمر عظيم وخطب جليل، وتجرؤ على حدود الله خطير،
وتفكر في عقوبة الآخرة، فهانت عليه عقوبة الدنيا، فاختار السجن ومرارته
على أن يلغ في عرض لا يحل له، أو أن يقضي وطرًا في غير محله: {قال رب
السجن أحبُّ إلي مما يدعونني إليه}[يوسف:33].

سادسها: الاعتصام بالإيمان:
فالإيمان يصون أهله ويحمي أصحابه، ومن حفظ الله تعالى حفظه الله في دينه
ودنياه وأهله وأخراه، وما عصم يوسف عليه السلام إلا الإيمان بربه وصدقه
معه وإخلاصه له، وقد سجل الله له ذلك فقال: {إنه من عبادنا
المخلصين}[يوسف:24].

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
الدِّيكِ و الدُّجاجةِ والفَأْر



في يومٍ مِنَ الأَيَّامِ كانَتْ هناكَ هَضَبَةٌ ،
و كانَ فوقَ الهضَبَةِ بيتٌ صغيرٌ جميلٌ جِدَّاً، لَهُ بابٌ صغيرٌ أخضرُ
اللَّونِ ، وَ لَهُ أَيضَاً أربعُ نوافِذَ ذات أَبوابٍ خضراءَ.
كانَ يعيشُ في المنزلِ دِيكٌ ودُجاجةٌ و فأْرٌ صغيرٌ.

في الهضبةِ المقابلةِ القريبةِ مِنَ الضِّفَّةِ الثَّانيةِ للنَّهْرِ كانَ
هناكَ منزلٌ آخرُ. كانَ منْزِلاً بشِعَاً . بابُهُ لا يُغلَقُ جيِّداً ،
ونافِذتَاهُ مكسُوْرتَانِ. وكانَ يعيشُ فيْهِ ثعلبٌ كبيرٌ وسيِّءٌ معَ
أَبنائِهِ الثعالبَ الأربعةَ السَّيِّئِيْنَ.

في أَحَدِ الأَيَّامِ ،قالَتِ الثَّعالبُ الصِّغارُ لأَبِيْهِمْ: " نحنُ جائِعُوْنَ جِدَّاً".
قالَ الأَوَّلُ : لَمْ نَأْكُلْ شَيْئَاً البارِحَةَ.
وقالَ الثَّانِي: أَكَلْنَا القَلِيْلَ فَقَطْ ليْلَةَ أَولِ أَمسَ.
قالَ الثَّالِثُ: أَكَلْنَا نِصْفَ دُجاجَةٍ قبلَ ثلاثَةِ أَيَّامٍ.
قالَ الرَّابِعُ: وَ لَمْ نَأْكُلْ سِوَى بطَّتَيْنِ صَغِيْرَتَينِ قبلَ أَربَعَةِ أَيَّامٍ.

بدَأَ الثَّعلبُ الكبِيرُ يُفَكِّرُ بِمَكْرٍ وَدَهَاءٍ وَ هُوَ يَهِزُّ رَأْسَهُ.
بعدَ قَلِيلٍ ، قالَ الثَّعْلَبُ السَّيِّءُ بِصَوتٍ غَلِيظٍ:
-في الهَضَبَةِ المُقَابِلَةِ بيتٌ جَمِيلٌ ، يعيشُ فِيهِ ديكٌ كبيرٌ.
صرَخَ اثْنَانِ مِنَ الثَّعالِبِ الصَّغِيرةِ بصوتٍ عالٍ:
- وَيعيشُ هُناكَ فَأْرٌ كبيرٌ أَيضَاً.
وَصَرَخَ الثَّعْلَبَانِ الآخَرانِ بِفرَحٍ وَ خُبْثٍ:
- وَتَعيشُ هُناكَ دُجَاجَةٌ حمراءٌ أَيضَاً.
عِندَئِذٍ قالَ الثَّعلبُ الكبيرُ السَّيِّءُ:
- إِنَّهُمْ لذِيذُونَ جِدَّاً. سآخذُ الكِيسَ الكبيرَ معِي ،وَ سَأَضَعُ
فِيهِ الدِّيكَ وَ الدُّجاجةَ وَ الْفَأْرَ، ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْكُمْ
لِنَتَنَاولَ جَميعَاً طعامَاً لَذِيذَاً.

خرجَ الثَّعالِبُ الصِّغَارُ وَ رَقَصُوْا بِانْتِظارِ الوَلِيمَةِ ،
بَيْنَمَا حمَلَ الثَّعْلَبُ الكَبِيرُ الكِيْسَ الفَارِغَ عَلَى ظَهْرْهِ
، وَتَوَجَّهَ نَحْوَ الهَضَبَةِ الْمُقَابِلَةِ.

خِلالَ هَذِهِ الفَتْرَةِ، ماذا كانَ يَجْرِي بَيْنَ الدِّيْكِ وَالدُّجَاجَةِ وَالْفَأْرِ؟؟!!
يَبْدُو أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَوْمَاً جَيِّدَاً بِالنِّسْبَةِ لِلدِّيْكِ وَالفَأْرِ!
اسْتَيْقَظَ الدِّيْكُ في الصَّبَاحِ وَقَالَ:
- يَاْلَهُ مِنْ طَقْسٍ حَاْرٍّ!
وَاسْتَيْقَظَ الفَأْرُ في الصَّبَاحِ وَقَالَ:
- يالهُ مِنْ طَقسٍ بَارِدٍ!
إِذَنْ كانَ مَزَاجُهُمَا مُتَعَكِّرَاً، فَنَزِلا مُنْزَعِجَينِ إِلى
المَطْبَخِ، ثُمَّ إِلَى خَارِجِ الْبَيتِ ، حيثُ كانَتْ الدُّجاجةُ
تُنظِّفُ بِسعادةٍ وَ نشاطٍ حولَ البيتِ.
سَأَلَتِْ الدَّجاجةُ: مَنْ سيَجمعُ الحَطبَ من أَجلِ الموقدِ؟
أَجابَ الدِّيكُ: لا أَستطيعُ فأَنا مُتْعَبٌ.
وَأَجابَ الفأْرُ: و أَنا لا أَستطيعُ لأَنَّني مُتْعَبٌ أيضاً.
فقالَتْ الدُّجاجةُ: لَمْ تعمَلا اليومَ شيْئَاً كي تَتْعَبَا أَيُّهَا الكَسُولانِ، أَنا سَأَجمَعُ الحطبَ إِذَنْ.
وَذهبَتْ الدُّجاجةُ وَ جمعَتْ الحَطبَ، بينما كانَ الدِّيكُ والفأْرُ
جالِسَينِ دونَ عمَلٍ. وَحينَ عادَتْ الدُّجاجةُ بالحطَبِ سأَلَتْهُمَا:
وَالآنَ منْ سيذْهَبُ إِلى النَّبْعِ لِيَجْلِبَ لَنَا الْمَاْءَ كَيْ
نشرَبَ جميعَاً؟
قالَ الدِّيكُ و الفأْرُ بِصوتٍ واحِدٍ: لا نستطيعُ.
فقالَتْ الدُّجاجةُ: إِذَنْ أَنَا سأَذهَبُ إِلَى النَّبْعِ وأَجْلُبَ الْمَاءَ.
وَذَهبَتْ الدُّجاجةُ الحمراءُ إِلَى النَّبْعِ وَ أَحضرَتْ جَرَّةَ ماءٍ
عَذْبٍ، ثُمَّ وضعَتْ قلِيلاً مِنَ الْمَاْءِ لِيَغْلِيَ علَى النَّارِ،
وَ سَأَلَتْ:
- وَالآنَ مَنْ سَيُعِدُّ طَعامَ الإفطارِ؟
رَدَّ الدِّيكُ وَالفَأْرُ بِصَوتٍ نَاعِسٍ مَعَاً:
- لا نَسْتَطِيْعُ.
فقالَتْ الدُّجاجةُ النَّشِيطَةُ:
- أَنَا سَأُعِدُّ طعَامَ الإِفْطَارِ لَكُمَا أَيْضَاً.
وَأَعدَّتْ الدُّجاجةُ الصَّبُورَةُ طعامَ الإِفطارِ وَ تَنَاوَلَ الجميعُ
طعامَ الإِفطارِ مَعَاً، وَ خِلالَ تَنَاوُلِ الطَّعامِ تَنَاثَرَ بعضُ
فُتَاتِ الْخُبْزِ حولَ المَائِدةِ ، فاتَّسَخَتْ الطَّاوِلَةُ وَ الأَرضُ
، وَ سَأَلَتْ الدُّجَاجةُ مِنْ جديدٍ:
- مَنْ سَيُنَظِّفُ الطَّاوِلَةَ وَ الأَرضَ بعدَ الطَّعامِ؟
أَجابَ الكَسُولانِ: لا نَستطيعُ.
قالَتِْ الدَّجاجةُ: أَنَا سأَفْعَلُ كُلَّ شيءٍ!
وَقامَتْ الدُّجاجَةُ بِتَنْظيفِ الطَّاوِلَةِ وَ الأَرضَ وَ حولَ
المَوْقِدِ ، ثُمَّ قامَتْ بِتَنْظيفِ الأَطْباقِ وَالْمَطْبَخِ، وَ
عادَتْ لِتَسْأَلَ الدِّيكَ وَ الفَأْرَ الكَسُولَيْنِ:
- مَنْ سَيُرَتِّبُ الأَسِرَّةَ الَّتِي نِمْنَا عَلَيْهَا؟
فَأَجَابَ الدَّيْكُ وَ الفَأْرُ بِصَوْتٍ واحِدٍ كَالْعَادَةِ:
- لا نَسْتطِيعُ.
فقالَتْ الدُّجاجةُ : أَنَا سَأُرَتِّبُ جميعَ الأَسِرَّةِ .
صَعدَتْ الدُّجاجَةُ النَّشِيطَةُ إِلَى غُرَفِ النَّوْمِ لِتُرَتِّبَ
الأَسِرَّةَ ، بَيْنَمَا جَلَسَ كُلٌ مِنَ الدِّيكِ وَالفَأْرِ عَلَى
كُرْسِيِّهِ الْهَزَّازِ ، وَنَامَ مُسٍْتَرْخِيَاً ، بِكَسَلٍ وَ لا
مُبَالاةٍ.
فِيْ هَذِهِ اللَّحَظَاتِ كانَ الثَّعْلَبُ الكبيرُ قَدْ وصلَ قِمَّةَ
الْهَضَبَةِ، وَدخَلَ حديقَةَ البَيْتِ ، وَنظَرَ مِنَ النَّافِذَةِ،
ثُمَّ دَقَّ البَابَ.
فَتَحَ الفَأْرُ عينَيْهِ بِتَكاسُلٍ وَسأَلَ:
- مَنْ سيَأْتِي في وقتٍ كَهَذَا؟!
قالَ الدِّيكُ الكَسٍولُ:
-إِذَا أَرَدْتَ معرِفَةَ الطَّارِقِ، اذْهَبْ إِلَى البَابِ وَ انْظُرْ بِنَفسِكَ!
ظَنَّ الفَأْرُ أَنَّ ساعِي البريدِ بِالبابِ، وَأَنَّهُ رُبَّمَا يَحمِلُ
رِسَالةً لَهُ ، فأَسْرَعَ وَ أَزاحَ الْمِزْلاجَ الذي كانَ يَقْفَلُ
البابَ ،قبلَ أَنْ يتَحقَّقَ مِنْ هُوِيَّةِ الطَّارِقِ، وَفَتَحَ البابَ
لِيُفَاْجَأَ بِالثَّعلَبِ الْمَاكِرِ الكَبيرِ وَهُوَ يقفِزُ لِلدَّاخِلِ
وَقَدْ ارْتَسَمَتْ ابتسامَتُهُ الخبِيثَةُ على وجْهِهِ.
صرَخَ الفَأْرُ:
-"سَاْكْ...سَاْكْ..سَاْكْ.."
وَحاولَ القَفْزَ إِلَى الْمَدخَنَةِ. خافَ الدِّيكُ وصاحَ:
-"كُوْكُوْ...كوكو...كوكو.."
وَقفَزَ إِلَى ظَهْرِ الكُرْسِيِّ، لَكِنَّ الثَّعْلَبَ ضحِكَ بِصوتٍ عالٍ
وَماكِرٍ ، وَ هُوَ يُمْسِكُ بِالفأْرِ بِذَنَبِهِ ، وَ يُلْقِيْهِ فِيْ
الْكِيسِ ، وَلَمْ يَتْعَبْ بِالإِمْسَاكِ بِالدِّيكِ أَيضَاً، فَوضَعَهُ
معَ الفأْرِ فِي الكيسِ.
سَمِعَتْ الدُّجاجةُ الْمِسْكِينَةُ الضَّجَّةَ فَأَسرعَتْ وَ نَزَلَتْ
إِلى الصَّالَةِ، لِتَجِدَ نفْسَهَا بَينَ يَدَيْ الثَّعلبِ الذي قَبَضَ
عليها وَوضعَهَا معَ الآخَرِينَ في الكيسِ.

أَخرجَ الثَّعلبُ حَبْلاً طويلاً وَ ربَطَ بِهِ الكِيْسَ، ثُمَّ وضعَهُ
على ظهْرِهِ، وِ انْطلَقَ إِلى أَسفلِ الهَضبَةِ مُتَّجِهَاً إِلَى
مَنزِلِهِ ، حيثُ ما يزالُ الثعالبُ الأَربعَةُ الصِّغارُ يرقِصُونَ
بِانتِظارِ الطَّعامِ اللَّذيذِ.

قالَ الدَّيكُ الْمَحْبُوْسُ فِي الكيسِ: يَالَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ كَسُولاً.
وَقالَ الْفَأْرُ الْمَحْبُوسُ في الكيسِ: ياليتني لم أكن كسولاً ،وَ لَيتَنِي كُنْتُ حذِرَاً.
قالَتْ الدُّجاجةُ الذَّكِيَّةُ المحبوسَةُ في الكِيسِ معَهُمَا:
-يُمْكِنُكُمَا الآنَ إِصْلاحَ أَخْطَائِكُمَا، لاتَحْزَنَا،لَمْ يَفُتْ
الوقتُ بعدُ، انتَبِهَا لِمَا سَأَقُولُهُ لَكُمَا:" لَدَيَّ الآنَ
مِحفَظَتِي الَّتِي أَحْمِلُهَا دومَاً، وَ فِيْهَا مِقَصٌّ وَكُشْتُبَانٌ
وَ إِبرَةُ وَخَيْطٌ. بعدَ لَحَظَاتٍ ستَرَوْنَ ماذا سَأَفعَلُ.

بعدَ لحظاتٍ شَعَرَ الثَّعلبُ الكبيرُ بِالْحَرِّ الشَّدِيدِ ،لأَنَّ
الشَّمسَ كانَتْ حارَّةً ، فَأَحسَّ بِالتَّعَبِ ،خاصَّةً وَ أَنَّ الكيسَ
ثقيلٌ جداً على ظَهرِهِ .فقرَّرَ الاستِراحةَ فِي ظِلِّ الشَّجرَةِ
والنَّومَ قلِيلاً. فَوضعَ الكيسَ المربوطَ جانِبَاً وَ غَطَّ في نومٍ
عميقٍ.
عندَمَا سمِعَتْ الدُّجاجةُ الحمراءُ شخيرَ الثَّعلبِ أَخذَتْ الْمِقَصَّ
وَقصَّتْ ثِقْبَاً صغِيرَاً في الكيسِ وَهَمَسَت بِصوتٍ ناعِمٍ :
-اخْرُجْ أَيُّهَا الفأْرُ بِسُرعَةٍ مِنَ الثِّقْبِ وَ اجْلُبْ حجَرَاً كَبِيرَاً بِحَجْمِكَ وَعُدْ إِلَيَّ.
خَرَجَ الفأْرُ ثُمَّ عادَ بِحَجَرٍ ثَقِيلٍ جِداً سحَبَهُ خَلْفَهُ نَحوَ
الكيسِ وَساعدَتْهُ الدُّجاجَةُ وَالدِّيكُ لإِدخَالِهِ إِلى الكيسِ.
ثُمَّ قصَّتْ الدُّجاجةُ الثِّقبَ أَكَثَرَ فأصبَحَ بِاسْتِطاعَةِ
الدِّيكِ الخروجُ مِنْهُ وَقالَتْ لَهُ :
- اخْرُجْ بِسُرعَةٍ أَيُّهَا الدِّيكُ واجْلُبْ حجَرَاً بِحَجْمِكَ، هَيَّا، هَيَّا.
وَخَرجَ الدِّيكُ مِنَ الكيسِ ثُمَّ أَحْضَرَ حجَرَاً بِمِثلِ حجْمِهِ،
وَسَاعَدَتْهُ الدُّجاجةُ وَ الفَأْرُ لإدخَالِ الحَجَرِ إِلى الكيسِ.
ثُمَّ خرَجَتْ الدُّجاجةُ أخيراً وَأَحْضَرَتْ حجَرَاً كَبِيراً
بِحَجْمِهَا، وَ وَضَعَتْهُ فِي الكيسِ، وَ أَخرَجَتْ مِنْ مِحْفَظَتِهَا
الإِبْرَةَ وَ الخَيْطَ وَ الكُشْتُبَانَ.
أَدخَلَتْ الخيطَ في ثِقبِ الإِبرَةِ وَخَاطَتْ الفُتْحَةَ التي خرجوا
منها بِأَسرَعِ ما استطاعَتْ مِن سِرعَةٍ، وَ عِندَمَا انتهَتْ مِنْ
خِياطَةِ الكيسِ هَرِبَتْ معَ الدِّيكِ وَ الفَأْرِ بِسِرعَةٍ كبيرةٍ إِلى
بيتِهِمْ وَ أَغْلَقَتْ البابَ وَ أَوصدُوهُ بالْمِزْلاجِ.
نامَ الثَّعلبُ طَوِيلاً تحتَ الشَّجرةِ، وَ اسْتَيقَظَ مُتُأَخِّرَاً فقالَ لِنَفسِهِ:
- لابُدَّ أَنَّنِي تَأَخَّرْتُ عَنْ البَيتِ ، يَجِبَ أَنْ أُسرِعَ.
وَحمَلَ الثَّعلبُ الكِيسَ الثَّقِيلَ على ظهرِهِ وَ نزَلَ الهضبَةَ حتَّى
وصلَ إِلى النَّهرِ، نزلَ في الماءِ لِيَقطعَ النَّهرَ ، إِذْ لَمْ يَكُنْ
هَناكَ جِسرٌ أَبَدَاً، فغَمَرَ الماءُ رِجْلَيْهِ ثُمَّ رُكْبَتَيْهِ،
وَلَمَّا كانَ الكيسُ ثَقِيلاً جِدَّاً على ظهرِ الثَّعلبِ، سقَطَ
الثَّعلبُ في الماءِ العميقِ، وَ لَمْ يستطِعْ الخُروجَ مِنَ الماءِ
أَبَدَاً. وَلَمْ يَرَهُ أَحَدٌ بعدَ ذَلِكَ. أَمَّا الثَّعالبُ الأَربعةُ
فقدْ نَامُوا دونَ عِشاءٍ.
وَفِي البيتِ الصَّغيرِ الجميلِ على الجبلِ أَصبَحَ الدِّيكُ وَالفَأْرُ
نشِيطَينِ مُجْتَهِدَيْنِ ، لا يُحِبَّانِ الكسَلَ، وَ يُساعِدَانِ
الدُّجاجةَ الذَّكِيَّةَ بِجَمْعِ الحطبِ وَ جَلْبِ الماءِ مِنَ النَّبْعِ
، وَيُشاركَانِ أَيضَاً في تنظيفِ البيتِ. وَهَكَذَا صارَ بِإِمكانِ
الدُّجاجةِ الاستراحةَ أَحيانَاً بِفضْلِ التَّعاوُنِ وَالحُبِّ بينَ
الجَمِيْعِ.

وتوتة توتة خلصت الحدوتة وتصبحوا على خير وأحلام سعيدة

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
سميرة الصغيرة

حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز D-s-5-4-7

في يومٍ من الأيامِ ، في قديمِ الزمانِ ، كان هناك رجلٌ و زوجتُهُ يعيشانِ في بلدٍ بعيدٍ.
وكان لديهِما أبناءٌ كثيرون جداً، لم يستطيعا توفيرَ الطعامِ الكافي لهم
جميعاً فقررا تركَ أصغرَ ثلاثةِ أبناءٍ في الغابة ليتدبروا حياتهَم، بعد
أن أعطيا كلاً منهم رغيفَ خبزٍ واحدٍ.
كانوا ثلاثَ فتياتٍ . ذهبن في الغابةِ و هنَّ يأكُلنَ الخبزَ حتى دبَّ الظلامُ، و انتهى الطعامُ، فتعبْنَ و تُهنَ و جِعنَ.
أخيراً وبعد مشيٍّ متواصلٍ لاحَ بين الأغصانِ البعيدةِ نورٌ يشعُّ من
نوافذِ بيتٍ كبيرٍ، فأسرعنَ حتى وصلنَ إليهِ ، وقرعنَ جرسَ بابِهِ الكبيرِ
جداً، فخرجتْ امرأةٌ وسألت:
- مَنْ أنتُنَّ ،وماذا تُرِدْنَ أيتُها الصغيراتُ؟
قُلنَ بصوتٍ واحدٍ:
- نحنُ تائهاتٌ وجائعاتٌ وتعِباتٌ، دعينا ندخلُ و نرتاحُ ونأكلُ..
قالتُ المرأةُ:
-لا أستطيعُ ، فزوجي ماردٌ كبيرٌ. سيقتلُكُنَّ عندما يعودُ ويراكَنَّ في منزلِهِ.
قُلْنَ معاً:
- دعينا نرتاحُ قليلاً ، وسنرحلُ قبلَ عودتِهِ.
أشفقَتْ المرأةُ عليهِنَّ لكَثْرةِ إلحاحِهنَّ فأدخلتْهُنَّ، ووضعتْ
لهُنَّ بعضَ الخبزِ والحليبِ قربَ الموقِدِ. وعندما كُنَّ يأكُلْنَ
سمِعْنَ قرْعاً شديداً على الباب وصوتاً أجشاً يزأرُ:
- فرْرْرْ00فرر00فررر00إنني أشمُّ رائحةَ بشرْ00 من هناك يا زوجتي؟؟
قالت الزوجةُ: إنَّهنَّ ثلاثُ فتياتٍ صغيراتٍ، يشعُرنَ بالبردِ و الجوعِ، سيرحلْنَ في الحالِ. لا تؤذِهِنَّ فحِساؤكَ جاهزٌ.
لم يقلْ الماردُ شيئاً، بلْ احتسى حساءَهُ الكبيرَ و طلبَ من الفتياتِ
البقاءَ للنَّومِ عندَهُم. لذا أخذتْهُنَّ زوجتُهُ إلى غرفةِ نومِ بناتِهِ
الثلاثةِ.
وهكذا نامتْ الفتياتُ السِّتَّةُ في سريرٍ ضخمٍ واحدٍ. ثلاثةٌ منْهُنَّ غريباتٌ ، والثَّلاثةُ الأُخْرَياتُ هنَّ بناتُ الماردِ.

كانت أصغرُ البناتِ الغريباتِ ذكيةً جداً، و اسمها سميرةٌ الصغيرةُ.
قبلَ نومِ الفتياتِ السِّتَّةِ جاءَ الماردُ ، ووضعَ سِلسِلةً مِنَ
الذَّهبِ حولَ أعناقِ بناتِهِ ، و حبلاً من القِنَّبِ حولَ أعناقِ
الفتياتِ الغريباتِ.

تعجَّبَتْ سميرةٌ منَ هذا الفِعلِ المشبوهِ ، فلمْ تنمْ. و عندما نامَ
الجميعُ نهضَتْ و نزعَتْ حبالَ القِنَّبِ عن عُنقِها و أعناقِ أخَواتِها و
وضعتها حول رقابِ بناتِ الماردِ بعد أن نزعتْ السَّلاسلَ الذَّهبيةَ عنْ
أَعناقِهِنَّ لتضعَها حولَ عُنقِها و أعناقِ أَخواتِها، ثمَّ استلقتْ على
السَّريرِ تراقبُ ماذا سيحصلُ بعدَ ذلك.
عندَ مُنتصفِ الليلِ ، كان َ الظلامُ دامساً ، تسللَ الماردُ إلى غرفةِ
نومِ البناتِ الستَّةِ. تحسَّسَ رِقابَهُنَّ جميعاً، و أخذَ البناتِ
اللاتي أحسَّ بحبلِ القِنَّبِ حولَ أعناقِهنَّ،وخرجَ منَ الغُرفةِ، ثم
نزلَ إلى غرفةِ المَؤونةِ، و وضعَهُنَّ هناك ثم أقفلَ البابَ عليهِنَّ، و
عاد للنَّومِ. و بعد قليلٍ بدأَ يشْخِرُ بصوتٍ عالٍ.
في هذه اللَّحَظاتِ أيقظتْ سميرةٌ الصغيرةُ أخواتِها، و طلبتْ منهُن
الهدوءَ، و هُنَّ يهرَبْنَ من بيتِ الماردِ، و يركُضْنَ في الغابةِ.
ركضتْ الفتياتُ في الغابةِ طويلاً ،حتَّى بدأتْ خيوطُ الفجرِ تظهرُ فوقَ
قِممِ الأشجارِ و الطريقِ أمامَهُنَّ، و فجأةً وجدْنَ أنفُسَهُنَّ أمامَ
قصرٍ كبيرٍ و جميلٍ.
قالت سميرةٌ الصغيرةُ:
- إنَّهُ قصرُ الملكِ – لا شكَّ – نعمْ، إنَّهُ قصرُ الملكِ. سأدخلُ و أُخبِرُهُ قِصَّةَ الماردِ.
وهكذا دخلتْ سميرةٌ الصغيرةُ قصرَ الملِكِ العظيمِ ، و أخبرتْهُ قِصَّتَها.
هزَّ الملكُ رأسَه و هو يستمِعُ للقِصَّةِ. وعندما انتهت ، قالَ بصوتٍ جهوريٍّ:
- حسناً يا سميرةُ الصغيرةُ، لقد فعلتِ شيئاً حسناً، و ستفعلينَ أمراً
أفضلَ إذا عُدتِِ إلى منزلِ الماردِ و أحضرتِ لي سيفَهُ المُعلَّقَ على
الجدارِ، فوقَ سريرِهِ. إذا فعلتِ ذلكَ سأُزَوِّجُ أُختَكِ الكُبرى لابني
الأَكبر.
وَعَدتْ سميرةٌ الصغيرةُ الملكَ بأنها ستحاولُ، و بعد استراحةٍ قصيرةٍ عادتْ إلى منزلِ الماردِ و اختبأتْ تحتَ سريرهِ.
عادَ الماردُ إلى بيتِهِ و احتسى حساءَه وذهبَ لينامَ كالعادةِ.
بعد قليلٍ بدأ شخيرُهُ يعلو و يعلو، فخرجتْ سميرةٌ الصغيرةُ من تحتِ
سريرِهِ و صعدَتْ على صدْرِهِ، و أخذتْ السَّيفَ عن الحائِطِِ، ثمَّ
نزلَتْ فارتَطَمَ السَّيفُ بطرفِ السريرِ المعدني و أحدثَ صوتاً أيقظَ
الماردَ، فقفزَ عنْ سريرِهِ و حاولَ الإمساكَ بطرفِ ثوبِ سميرةَ ، لكنَّها
أفلتَتْ و هربَتْ، و ما يزالُ السَّيفُ بيدِها، و شرعَتْ تركُضُ في
الغابةِ ، والماردُ يركضُ خلفَها....هي تركضُ بسرعةٍ و الماردُ يركِضُ
خلفَها، حتى وصلَتْ إلى جسرِ الشَّعرةِ الواحدَةِ، فركضتْ بخِفَّة
الرِّيشةِ فوقه وتجاوزته بسرعة أما المارد فتوقف حزيناً، لأنَّهُ لا
يستطيعُ تجاوزَ الجسرِ لثِقَلِ جسمه فصاح كاليائس:
- سأعاقِبُكِ يا سميرةُ الصغيرةُ ، إذا عُدْتِ إلى بيتي.
- سأعودُ إلى بيتِكَ قريباً لأراكَ أيُّها الماردُ.

أعطتْ سميرةٌ السَّيفَ للملِكِ ، ففرِحَ كثيراً لأنَّ الماردَ كانَ يقتُلُ
الناسَ بالسَّيفِ ويفتك بهم. وأوفىالملك بوعدِهِ فزوَّج أخت سميرة الكبرى
من ابنه الأكبر.
قال الملكُ لسميرةَ الصغيرةَ:
- حسناً يا سميرةُ الصغيرةُ ، لقد فعلتِ أمراً حسناً، و ستفعلين أمراً
أفضلَ إذا عدتِ إلى بيتِ الماردِ وأحضرت لي جوهرتَه التي يُخفيها تحتَ
وسادتِهِ. عندئذٍ سأزوِّجُ أُختَكِ الثانيةَ لابني الثاني.
ووعدتْ سميرةٌ الصغيرةُ الملكَ بتنفيذِ رغبَتِهِ.
عادتْ سميرةٌ الصغيرةُ إلى منزلِ الماردِِ،وتسلَّلَتْ إلى غرفتِهِ،
واختبأتْ تحتَ سريرِهِ،و انتظرتْ حتى أتى وشرِبَ حساءَهُ الكبيرَ ونام،
وبدأَ يشخِرُ بصوتٍ عال ٍو هو نائمٌ.
خرجَتْ سميرةٌ الصغيرةُ من مخبئِهَا ودسَّت يدَهَا تحتَ وِسادتِهِ وأخذَت
الجوهرةَ،وفتحَتْ البابَ لتهربَ فأصدرَ البابُ صريراً عالياً أيقظَ
الماردَ ، فقفزَ يريدُ الامساكَ بها، لكنَّها استطاعتْ الهرَبَ من البيتِ
بالركض السريع في الغابة نحو قصر الملك كانت تركض والماردُ يركُضُ
خلفَهاهي تركضُ والماردُ يركضُ خلفَهاحتى وصلَتْ إلى جسرِ الشَّعرةِ
الواحدةِ، فهرعتْ و تجاوزَتْهُ بخفَّةِ الرِّيشةِ دونَ أنْ تقعَ في
النهرِ، أمَّا الماردُ فلم يستطعْ لثِقَلِ جسمِهِ فصاحَ:
- سأعاقبُكِ يا سميرةُ الصغيرةُ إذا عُدتِ إلى بيتي.
- سأعودُ إلى بيتِكَ مرةً أُخرى لأراكَ أيها الماردُ.
أعطتْ سميرةٌ الصغيرةُ الجوهرةَِ للملكِ ، و تزوجتْ أختُها الثانيةُ من ابن الملكِ الثاني.
وقالَ الملكُ لسميرةَ الصغيرةَ:
- حسناً يا سميرةُ الصغيرةُ ، لقد فعلْتِ أمراً حسناً، و ستفعلين أمراً
أفضلَ إذا عدتِ إلى بيتِ الماردِ و أحضرتِ لي خاتَمَهُ الذهبيَّ الذي
يضعُهُ في إصبَعِهِ . عندئذٍ سأزوجك من ابني الأصغر.
ووعدت سميرةُ الصغيرةُ الملكَ العظيمَ أنَّها ستحاولُ.
وهكذا عادتْ سميرةٌ الصغيرةُ إلى بيتِ الماردِ و تسلَّلَتْ إلى غرفتِهِ و
اختبأتْ تحتَ سريرِهِ، و انتظرَتْ حتىَّ أتى وتناول حساءَهُ الكبيرَ
ونامَ... و عندما بدأ يشخرُ بصوتٍ عالٍ وهو نائمٌ، خرجَتْ من مخبئِهَا و
صعَدَتْ إلى السَّريرِ ،ولاقّتْ صعوبةً كبيرةً في تحريكِ يدِهِ الضَّخمَةِ
كي ترى الخاتَمَ بوضوحٍ، و عندما أبصرت الخاتم يلمعُ في بُنصُرِهِ بدأتْ
تشدُّ وتشدُّ بالخاتم، ثم تشدُّ و تشدُّ به، فقد كانَ صعب الإخراج من يد
الماردوأخيراً استطاعَتْ سحْبَهُ و العرقُ يتصبَّبُ من جبينِها الصغيرِ ،
فوقعَتْ للخلفِ من قوةِ السَّحبِ ، وقعت على بطنِ الماردِفاستيقظَ
كالملدوغِ وهو يزأرُ كالأسدِ ،منَ الألمِ، حاولَتْ سميرةُ الوقوفَ و
الهربَ لكنَّهُ استطاعَ الإمساكَ بها من يدِها ، فقال لها غاضباً:
- ها...ها... لقد أمسكتُ بِكِ الآنَ يا سميرةُ الصغيرةُ!
هيا أخبريني لو فعلتُ ما فعلتِ لي وسرقتُ سيفَكِ و جوهرتَكِ و خاتمَكِ، ثم
أمسكتِ بي، كما أمسكتُ بِكِ الآن ، ماذا كنت ستفعلين بي حينئذ؟
قالت سميرةُ الصغيرةُ الذكيةُ بسرعةٍ:
-في هذه الحالِ سأضَعُكَ في كيسٍ واحدٍ مع ***ٍ و قِطٍّ و إبرةٍ و خيطٍ و
مِقَصٍّ. ثم أُعلِّقُ الكيسَ على الجِدارِ، و أذهبُ إلى الغابة و أقتطع
عصى غليظة ثم أعودُ إلى البيت و أنزل الكيس و أبدأُ بضربِكَ بقوةٍ و أنتَ
في الكيس هذا ما أفعلهُ بك لو حدثَ معي ذلك.
قال الماردُ:
- وهذا ما سأفعَلُه بِكِ أيضاً يا سميرةُ الصغيرةُ.
وهكذا وضع المارد في الكيسِ كلاً من سميرةَالصغيرةَ و ال***َ و القِطَّ ،
ثم وضعَ مِقَصَّاً و إبرةً و خيطاً طويلاً، ثم علّقَ الكيسَ علىالجدارِ،و
ذهب ليقتطِعَ من الغابةِ عصىً غليظةً.
في هذه الأثناءِ بدأتْ سميرةٌ الصغيرةُ تغني لزوجةِ الماردِ أُغنيةً اخترعَتْ كلماتِها:
- آه لو تشاهدين ما أشاهد!! آه لو تشاهدين ما أشاهد!!
قالت زوجةُ الماردِ:
- ماذا تشاهدين؟
- قالت سميرةٌ الصغيرةُ:
- آه لو تشاهدين ما أشاهد!
لم تكنْ زوجةُ الماردِ ذكيةً، فألحَّت وتوسَّلتْ لسميرةَ الصغيرةَ كي
تُريَها ما ترى. فقصَّتْ سميرةٌ الصغيرةُ بالمقصِّ فتحةً في الكيس ، و
أخذت الإبرةَ والخيطَ معها ثم قفزتْ من الكيسِ ، وصعدَتْ بدلاً منها
امرأةُ الماردِ كي ترى ما كانت سميرةُ ترى في الكيسِ، عندئذٍ خاطَتْ
سميرةٌ الصغيرةُ الفتحةَ بالإبرةِ والخيطِ، وصارَتْ زوجةُ الماردِ في
الكيسِ مع ال***ِ و القطِّ!
لم ترَ امرأةُ الماردِ ، بالطبعِ أيَّ شيءٍ ، فبدأَتْ ترجُو سميرةَ
الصغيرةَ كي تخرجَهَا منَ الكيسِ. لكنَّ سميرةَ الصغيرةَذهبت لتختبىءَ
خلفَ البابِ ، فالماردُ قد وصلَ ومعَهُ العصى الغليظةَ. أخذ الكيسَ
ووضعَهُ على الأرضِ و شرعَ يضرِبَهُ بقوةٍو المرأةُ تصرخُ من داخلِهِ:
- أنا زوجتُك لا تضربَني، أنا زوجتُك، أنا زوجتَكَ.
لكنَّ صوتَ نِباحِ ال***ِ و مُواءِ القطِّ كان غالباً على صوتِها فلمْ
يسمعْها جيداً، لكنَّه لاحظِ فجأةً سميرةَ الصغيرةُ تخرجُ من خلف الباب
تعدو نحو الغابة، فتركَ الكيسَ واتَّجَهَ نحوَها يريدُ الإمساكَ بها،
لكنَّها كانت سريعة جداً وهي تركِضُ ، و الماردُ يركضُ خلفَها، هي تركضُ ،
و الماردُ يركضُ خلفَها ، حتى وصلَتْ إلى جسرِ الشَّعرةِ الواحدةِ. فركضت
بخفةِ الرِّيشةِ فوقَ الجسرِ دونَ أنْ تقعَ في النهرِ، أما الماردُ فلمْ
يستطِعْ لأنَّهُ ثقيلٌ جداً فصاحَ:
سأعاقِبُكِ يا سميرةُ الصغيرةُ إذا عُدْتِ إلى بيتي.
فقالت سميرةٌ الصغيرةُ:
- لن أعودَ إلى بيتِك ثانيةً لأراكَ أيها المارد. وداعاً.
وهكذا عادت سميرةٌ الصغيرةُ إلى الملكِ وأعطتْهُ الخاتمَ وأصبحَتْ زوجةَ ابنِهِ الأصغر، ولمْ ترَ الماردَ ثانيةً.


حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Daisy-mb-5-2-1

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
لا تبردى يا قطتى

حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز 7bb6f84c64

(سمر) بنت صغيرة... حلوة ومؤدبة... أمها تحبها
كثيراً... وأبوها يدللها... وأخوها (سامي) لا يزعجها أبداً. (سمر) لم تذهب
إلى المدرسة بعد... بل إلى حديقة الأطفال القريبة من عمارتهم... توصلها
أمها أوأبوها وأحياناً بواب العمارة.

وفي يوم عثرت هي والبواب على قطيطات صغيرات مع أمهن خلف دكان البقال.
أسرعت نحوها... وحاولت أن تمسك بالقطيطة البيضاء... لكن القطة الأم نفخت
في وجهها، وأخرجت أظافرها لتخمشها.

قال العم البواب:

- هل أحببت هذه القطيطة يا سمر؟

قالت سمر:

-جداً.... جداً.... ليتني آخذها إلى البيت.

قال العم البواب:

- حسناً.... سآتي لك بها بعد أيام عندما تكون أمها قد فطمتها. وتكونين أنت
قد طلبت الإذن من أمك برعاية هذه القطيطة الجميلة. ولكن اسمعي ما سأقوله
لك يا سمر.

واستمعت (سمر) بكل انتباه إلى العم البواب وهو يقول:

- فالقطيطة يجب أن تتناول أولاً اللبن لأنها صغيرة.... وبعد ذلك تطعمينها
ما تشائين. ويجب أن تنام في مكان آمن ودافئ. وأهم من كل ذلك ألا يؤذيها
أحد.

قالت (سمر):

-سأفعل كل ذلك ياعم... سأفعل.

وبعد أيام ومن وجود القطيطة التي أسمتها (ماسة)، أصبحت (سمر) لا
تفارقها.... تحملها... وتطعمها... وتضعها مساءً في سلة من القش مفروشة
بالقطن.

وفي ليلة... وقد نسيت (سمر) قطتها المحبوسة في غرفتها دون أن تقدم لها
طعاماً، أخذت (ماسة) تموء وتموء، ولم يسمعها أحد. وما إن فتحت (سمر) باب
غرفتها حتى هربت (ماسة) بسرعة كبيرة إلى المطبخ.. ووثبت فوق الطاولة
الصغيرة بحثاً عن الطعام فأوقعت الصحون فحطمتها.

أسرعت الأم إلى المطبخ لتعرف ما الخبر... فقالت (سمر):

- ماسة هي التي أوقعت الصحون... ولست أنا.



غضبت الأم وقالت:

- يجب أن نعاقب (ماسة) فلا تنام في سلتها في غرفتك بل في الخارج.

أطرقت (سمر) حزينة.... ولم تعارض أمها التي أخرجت (ماسة) إلى الحديقة، وأغلقت الباب.

ولما كان الفصل شتاء.. وهطلت الأمطار... لم تستطع (سمر) النوم.. وأخذت
تبكي لأنها هي السبب فيما جرى مع (ماسة) وهي لم تخبر أمها بالحقيقة.

تسللت (سمر) من فراشها بهدوء وخرجت إلى الحديقة، والتقطت (ماسة) التي كانت ترتجف برداً أمام الباب، وقالت لها:

- لاتبردي يا قطتي... سامحيني أنا السبب.. أنا السبب، فقد نسيتك في الغرفة وما قصدت حبسك.

وكانت أم (سمر) قد سمعت ضجة وحركة، ورأت ابنتها وهي تحتضن القطة وتعتذر منها، فابتسمت... واعترفت لها (سمر) بكل شيء.

قالت الأم:

- عودي إلى فراشك يا سمر.. الطقس بارد.

قالت سمر:

- وهل تعود (ماسة) أيضاً إلى فراشها؟

قالت الأم:

- طبعاً كي لا تبرد هي أيضاً... هيا يا قطتي أسرعي كي لا تبردي.

وتوتة توتة وخلصت الحدوتة وتصبحوا على خير وأتمنى لكم أحلام سعيدة

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
حدوتة اليوم اسمها

البطة الثقيلة‏

حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز 9c4b846e4c9b081d0f1b374ea8d2e1a4

كانت بطة في قرية بعيدة تسبح كل يوم في بركة صغيرة.‏

ولكن ذات صيف، جف ماء البركة، فحزنت البطة حزناً شديداً وتساءلت:‏

-متى يسقط المطر فتمتلئ البركة بالماء؟‏

فسمعها عصفور وقف، لتوه، على غصن شجرة. فقال لها:‏

-في الشتاء طبعاً.‏

قالت البطة:‏

-وهل انتظر مجيء الشتاء حتى تمتلئ البركة بالماء؟‏

أنا عطشى جداً. وأرغب في السباحة.‏

فسأل العصفور:‏

-ولماذا لا تطيرين إذن إلى بحيرة ما؟ أعرف بحيرة تحيط بها الأشجار من كل جانب.‏

فقالت البطة:‏

-وهل هي بعيدة؟‏

فأجاب العصفور:‏

-لا، إنها وراء هذه التلال.‏

فقالت البطة:‏

-لا أقدر على الذهاب إلى هناك، لأني لا أستطيع الطيران.‏

وسأل العصفور:‏

-عجباً كيف لا تستطيعين الطيران وأنت تملكين جناحين كبيرين؟‏

قالت البطة:‏

-حقاً إني أملك جناحين كبيرين ولكنهما لا يقويان على حملي.‏

سأل العصفور:‏

قصة‏

-لماذا؟‏

قالت البطة:‏

-لقلة الاستعمال يا عزيزي العصفور. لم أكن أحتاج إليهما في القرية. كنت
أتنقل على رجلي، والتقط طعامي من هنا وهناك، فلم أفرد جناحاً يوماً وأحلق
في الفضاء.‏

فقال العصفور:‏

-وهكذا ثقل وزنك، وضعف جناحاك فلم تعودي قادرة على الطيران.‏

فهزت البطة رأسها بالإيجاب. وتابع العصفور:‏

-وآثرت حياة الراحة والكسل في القرية على حياة السفر والرحيل؟‏

أجابت البطة بندم:‏

-نعم هذا ما فعلت حقاً.‏

فقال العصفور:‏

-يا للأسف تحملين جناحين ولا تطيرين بهما. سمعت طفلاً يقول مرة: ليتني أملك جناحين كي أطير بهما.‏

ورفرف العصفور بجناحيه فقالت البطة:‏

-احملني معك إلى البحيرة أيها العصفور، فإني أكاد أهلك عطشاً.‏

فقال العصفور وهو يغادر الشجرة طائراً:‏

-لا أستطيع يا عزيزتي البطة. كل عصفور يطير بجناحيه.‏

ثم تركها وحلق في الفضاء باتجاه البحيرة. عندئذ صفقت البطة بجناحيها
وحاولت أن تقلد العصفور في الطيران. لكنها كانت ثقيلة جداً فلم تستطع أن
ترتفع فوق الأرض.‏

وتوتة توتة خلصت الحدوتة


مع تحيات عمكم
عمو احمد

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz
يا ولاد يا بنات معانا حكايات
احلي من البنبوني وسكر النبات
تعالو معانا نسمع ونشوف ابطال شربات
بيحكوا حكاوي من زمن قبل الزمان بزمان
فيها نصيحه خفيفه مريحه
نتعلم منها ونقضي احلي الاوقات

حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Compan9oc


ياله بينا ندخل عالم الحكايات



حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Springgatt






الملك الصغير




حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Slo8qv

تأليف: محمود شقير

لَمْ يخطرْ ببالي أنني سَأكونُ مَلكاً وأنا في التاسعةِ من العُمر.

حَدثَ
الأمْرُ بالصُّدْفةِ ومنْ دونِ احْتفالات، وذلكَ حينما شاهدتُ في الشّارعِ
وَلدَيْنِ يَتشاجران، ولدينِ أصغرَ مني بسنتينِ أو ثلاثِ سَنَوات.
تَدَخَّلْتُ بينَهُما وأنهيتُ الشِّجار، ثم نَصحْتُهما باللجُوء إلى
التفاهمِ في ما بينهُما لحلِّ أيِّ خلاف، قلتُ لهما ذلكَ بحكمةٍ تَليقُ
بولدٍ في التاسعةِ منَ العُمر. في تلكَ اللحْظَةِ سَمعتْني امرأةٌ شابةٌ
تَعْبُرُ الشَّارع، قالتْ وهي تَمُرُّ بالقُرب مني: _ أنتَ مَلِك! قلتُ
لها:


_ شُكْراً لكِ يا سيدتي.

وبقيتُ أتابعُها بعينيَّ حَتى ابتعدتْ وغابتْ خَلْفَ إحدى البنايات.

طارَ
قَلبي منَ الفَرح، لأنني لم أكنْ أتوقعُ هذه المكانةَ العالية. كنتُ وأنا
أنهي الشجارَ بَيْنَ الولدَيْن، أتمثَّلُ سُلوكَ أبي وأمي أثناء مُشاجراتي
معَ أختي سُلافةَ. كانَا يفصلان بيننا ثم يقولُ أبي: اسمعْ يا أدْهَم،
اسمعي يا سُلافة، لا فائدةَ من هذا الشجار، حينما تختلفانِ على أمْرٍ ما،
فإنَّ التفاهُمَ في ما بينكما هو أفضلُ وسيلةٍ لإنهاءِ الخلاف.




2



اختلفَ
حالي بعدَ الذي قالَتْهُ لي المرأةُ الشَّابة، وشعرتُ أنني ملكٌ بالفعل،
كدْتُ أخبرُ زُملائي التلاميذَ بذلكَ وأنا أقتربُ من المدرسة، غيرَ أنني
قررتُ التَّمَهُّلَ، وقلتُ: أحتفظُ بهذا السرِّ لنفسي بعضَ الوقْت. أدركتُ
بعدَ لحَظَات، أنَّ قَراري كانَ صَحيحاً، لأنَّ مجردَ إعلانِ نفسي مَلكاً،
سَيوقعُ مديرَ مَدرستي والمعلمينَ والتَّلاميذَ في ارْتِباكٍ. سَيضطرُّ
المديرُ إلى الخروجِ مِنْ مَكْتبهِ كُلَّ صباحٍ لاستقبالي عندَ بابِ
المدرسة، لأنه منْ غيرِ اللائقِ أنْ يكونَ لَدَيْهِ مَلكٌ يَتلقى العِلْمَ
في المدرسة، ولا يُؤدي لَهُ ما يَستحقُهُ من مَراسمِ استقبالٍ وَوداعٍ
كلَّ يوم. لو اكتفى الملكُ بالمجيء إلى المدرسة مرّةً واحدةً أوْ مرتين في
السنة، لاحْتَمَلَ المديرُ ذلك، وَلقامَ بالواجِبِ خَيْرَ قيام، وَمَعَهُ
كُلُّ مَنْ في المدرسة من مُعلمين وتلاميذ، أمَّا أنْ يُضطرَّ إلى ذلكَ
كلَّ يوم، فإنه غيرُ مُحْتمَل.


لذلك، قررتُ الاحتفاظَ بالسرِّ لنفسي، وانتظمتُ في الدراسة مثلَ المُعتاد.



3



ولا أنكرُ بأنَّ سلوكي قد تغيّرَ إلى حدّ ما، وازدادَ اهتمامي بما حَوْلي.

صِرْتُ
أصغي جَيداً إلى ما يَقُولُهُ ضُيوفُ أبي مِنْ كَلام حَوْلَ كُرة القَدَم،
وَمُسَلسلاتِ التلفاز، وكذلكَ حولَ أوضَاعِنا العَامَّة، اعتبرتُ ذلكَ
ضرورياً لي، لأنه لا يُعقلُ أنْ تكونَ ملكاً ولا تهتمَّ بالأوْضاعِ
العامَّة وبأشياءَ أخْرى غَيْرِها. وَلعلَّ مِنْ حُسْنِ حَظي، أنَّ أبي
وأمي مُهتمَّان بأشياءَ كثيرةٍ، وَكذلكَ ضُيوفهما الذينَ يأتونَ معَ
زوجاتهم لزيارتنا. ولا يمكنُ إلاّ أنْ تَدورَ بينَ الجميعِ أحاديثُ
شَتَّى، كُلُّها نَفْعٌ وفائدةٌ لملكٍ مِثْلي لَمْ يَتجاوزِ التاسعةَ
بَعْدُ. ولا أنْكِرُ أنني أفكِّرُ، في بَعْضِ الأحيان، بالقيامِ بمفاجَأة:
أنهضُ وأجلسُ في مكانِ الصَّدَارة في الصَّالة، وأعلنُ أمامَ الجميعِ
بأنني مَلك، ثم أتَوَلَّى الحديثَ والجميعُ يُصغونَ لي.


لكنني
لا أريدُ أنْ أُثْقِلَ عَلى أبي، ففي اللحْظةِ التي يعرفُ فيها أنَّ في
بيته مَلكاً، سَيتغيرُ أسلوبُ حَياتنا، سُيبادرُ أبي إلى شراء سَريرٍ
مَلَكيٍّ لكي أنامَ فيه، لأنَّ مِنْ غيرِ المعْقولِ أنْ أستمرَّ في النوم
في سَريري القَديم، وَسَيُضطرُّ أبي إلى شراء قصرٍ لكي نَسكُنَ فيه، وفي
هذه الحالةِ، لا بُدَّ من توفيرِ أعْدادٍ كبيرةٍ من الخدَمِ والمرافقينَ
والحرَّاسِ والسياراتِ والكلابِ والقطط!


لا
أريدُ أنْ أثقلَ على أبي، ولذلك، أنصرفُ أنا وأختي سلافةُ إلى مُساعَدةِ
أمّنا في إعدادِ القهوةِ والشاي، ولا نَتوانى عنْ خدمةِ الضيوف، وأحْرَصُ
في الوقتِ نفسهِ على الاسْتماعِ إلى الأحاديثِ التي تَدورُ في بيتنا،
فأسمعُهمْ يتحدثونَ عنْ ضَرورة إحلالِ السَّلام في منطقتنا لكي نعيشَ في
أمْنٍ وأمان، فَيزدادُ اهتمامي بكلِّ ما أسمعه. وحينما يحينُ وقتُ
انصرافنا، أنا وأختي، إلى غُرفتنا لكي ندرسَ دُروسنا، تَصْطَدِمُ قَدمي
بالطرابيزة، تَسقطُ من فوقها كأسٌ فارغةٌ وَتنكسر، أشعرُ بالحرَج، لأنَّ
ملكاً مثلي يَنبغي أنْ يكونَ حَذِراً حينما يحركُ قدمَهُ، وحينما يَهمُّ
بالنهوض. نَظَّفَ أبي المكانَ مِنْ بقايا الزجاج، وقال: لا تشعرْ بالحرج،
مثلُ هذا الأمر يحدثُ معَ أيِّ إنسان. كدتُ أقولُ له: أنا مَلكٌ، ولستُ
أيَّ إنسان. لكنني بقيتُ صامتاً وابتعدتُ. ثم أقنعتُ نفسي بأن الملكَ قدْ
يتسببُ أيضاً في كَسْرِ كأسٍ من الزُّجاج.




4



بعدَ أسابيعَ مِنْ ذلكَ الصباحِ الذي رأيتُ فيه المرأةَ الشابة، سَاوَرَتْني الشكوكُ وقلتُ إنَّ أمْري انكَشَف.

ابتدأتْ هذه الشكوكُ حينما استيقظتْ سلافةُ وقالتْ: صَباحُ الخيرِ يا صَاحبَ الجلالة!

قُلت لها: صَباحُ الخير، ولكنْ لماذا صَاحبُ الجلالة؟

قالتْ: مَا الخطأ في ذَلك؟ أنتَ تَستحقُّ أن تكونَ صاحبَ الجلالة! ألا يُرضيكَ ذلك؟

قلت: يُرضيني طبعاً، ولكنْ ما الذي خَطرَ ببالكِ كيْ تقولي هَذا الكَلام؟

قالتْ: ربما كانَ المسلسلُ التلفزيوني الذي رأيناه ليلةَ أمسِ هو السّبب.

قُلت: هل المسلسلُ هو السّبب بالفعل؟

وَيبدو أنَّ سُلافةَ اسْتغربَتْ إلحاحي على طَرْحِ الأسئلةِ، سألتْ: هل أنتَ مُتضايقٌ مما قلتُه لَك؟

قُلت: لستُ مُتضايقاً، وإنما أحبُّ أنْ أعرفَ كلَّ شيء بِدِقَّة.

قالت: بوسْعِكَ أنْ تُناديني صاحبةَ الجلالة، ولنْ أتضايقَ.

قلتُ محاولاً إنهاءَ الموضوع: أنتِ تَستحقين أنْ تكوني صَاحبةَ الجلالة.



5



غادرتْ
سلافةُ الغُرفةَ وَتركَتني نهباً للشّكوك. هي في العاشرة منَ العمر، وأنا
أحبُّها وأحترمُها، ويبدو أنها عَرَفتْ بطريقةٍ ما أنني مَلك. بطبيعةِ
الحال، يَسرُّني أنْ تَعرفَ أخْتي أنني مَلك، وَيسرُّني أنْ يعرفَ الناسُ
كُلُّهُم أنني مَلك، لكنني أشفقُ على أخْتي وعلى أبي وأمّي وعلى أصْدقائي
وعلى أبْناءِ مَدينتي، مِنْ نتائجِ ذلك، فأنا لا أريدُ أنْ أحَمِّلَ
الناسَ فَوْقَ طَاقتهِم، ولا أحبُّ أنْ يَنشغلوا بي، ويصيبَهُم القلقُ
الدَّائم بسببي، لأنَّهُ لا يُعقلُ أنْ يكونَ جَارُكَ مَلكاً ولا تُفكرُ
بكلِّ صَغيرةٍ وكبيرةٍ منْ تَصرفاتِكَ اليوْميّة. قَدْ تُضطرُّ إلى المشْي
على رُؤوسِ أصَابعِ قَدميك كيْ لا تُزعجَ الملك، وَهذا ما لا أريدُهُ. لا
أريدُ لأفْرادِ أسرتي ولأصدقائي ولأبناء مدينتي أنْ يَعيشوا حَياتهم في
حالةٍ من الاسْتنفارِ الدائم، أريدُهُم أنْ يَعيشوا حَياتهم منْ دونِ أي
شعورٍ بالحرَج أو الاضطرارِ إلى اتخاذِ إجراءاتٍ استثنائيةٍ، خِدْمَةً
للملك.

descriptionحواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyرد: حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز

more_horiz


غادرتُ البيتَ مُسرعاً وقصدتُ بيتَ حَنَّا وسوزان.

سَأجدُ الخبرَ اليقينَ عندَ حنا وسوزان، إنهما صَديقان مُخلصان لي ولا يمكنُ أنْ يُخْفيا عني شيئاً.

وَجَدْتُهما في البيت. قلت: لنْ آخذَ منْ وَقْتِكُما كثيراً، ولكنْ اسْمَحا لي بأنْ أطرحَ بعضَ الأسئلة.

قالَ حنا: اسألْ ما تُريد.

قالتْ سوزان: ماذا تريدُ أنْ تَسأل؟

سألت: هلْ سَمعتُما عنْ مَلكٍ في هذه المدينة؟

ضحكَ حنا: هل جئتَ لكي تَمزحَ معنا؟

قالتْ سُوزان: ليسَ لدينا وقتٌ للمزاح!

قلتُ جَادّاً: أنا لا أمْزَح.

قال حنا: لم أسمعْ عنْ ملكٍ في هذه المدينة.

قالت سوزان: أنا أيضاً لم أسمعْ عنْ ملكٍ في المدينة.

رغبتُ في التفاخر، وكدتُ أخْبرُهما بأنني أنا نفسي مَلك، غيرَ أنني خفتُ عليهما مِنْ شدةِ المفاجأة.

قلت: ملكٌ صغيرٌ في التاسعةِ منَ العُمر!

ضحكَ حنَّا: يا إلهي! هلْ يوجدُ هذا الملكُ فعلاً، وفي التاسعةِ مِنَ العُمر!

قالتْ سوزان مُتعجِّبة: في التاسعة!

قال حنا: كَمْ أحبُّ أنْ ألتقي هذا الملك!

قالت سوزان: أنا أيضاً أحبُّ أنْ ألتقيه.

سررتُ وأنا أستمعُ إلى كَلماتهما الأخيرة، لكنني سَيْطَرْتُ على نفسي، وقلتُ في سري: على الملكِ أن يَتصرفَ بمنتهى المسؤوليةِ.

قالَ حنا: لو كانَ هناكَ ملكٌ في المدينة لتحدثتْ عنهُ محطاتُ الإذاعةِ والتلْفَزَة!

قلتُ بأسلوبٍ غامضٍ مُثيرٍ للانتباه: إنه ملكٌ سرّي! لا يحبُّ أنْ يَنشغلَ به الناس!

قال حنا: لأوَّلِ مَرةٍ أسمعُ أنَّ في هذه الدنيا مُلوكاً سرّيّين!

كررتْ سوزان: نعم، لأولِ مرة!

اطمأنَّ بالي وأدْرَكْتُ أنَّ سري لم يَنكشفْ، وإلاّ لَبَاحَ به حنا وأختُهُ سوزان.



7



أثناءَ عَوْدتي إلى البيت، تساءلتُ: هل تكونُ أختي سُلافةَ مَلكة!

تذكَّرْتُ قولَها لي: إنَّ بوسعكَ أنْ تُناديني صاحبةَ الجلالة!
وفكَّرْتُ: سلافةُ لم تقلْ ذلكَ إلا لكَي تُلَمِّحَ لي بأنها مَلكة! إذاً،
هي مَلكة، وهي تَستحقُّ ذلك. لكنني أشفقتُ على أمّي وأبي، إذْ سَيكونُ
حِمْلُهُما ثَقيلاً لأنَّ لَدَيهما في البيتِ مَلكاً ومَلكة. أشفقتُ على
حَنَّا ومحمَّد وسوزان وبقيةِ الأصْدقاء، أشْفقتُ على أهْلِ مَدينتي،
سيكونُ حَذَرُهُمْ مُضَاعَفَاً، سَيجدونَ أنفسَهُم مُضطَرّين إلى المشْي
على رُؤوس أصَابعِ أقْدامِهِم أكثرَ مما يَنبغي، وإلى التحدُّثِ هَمْساً،
وذلكَ احتراماً للملكِ والملكة، وَحِرْصَاً على رَاحتهما. قُلت: سَأسعى
إلى مَعْرِفَةِ سرِّ سُلافة، وَقَدْ أكْشفُ لها سِرّي لِكَي تَكشفَ لي
سِرَّهَا.



8



انهمَكْتُ في مؤتمرِ الأطفالِ الذي انعقدَ في مَدينةِ رامَ الله تَضامُناً مَعَ أطْفَالِ فِلَسْطين.

انعقدَ المؤتمرُ بحضورِ ثلاثمائةِ وَلدٍ وبنتٍ منْ أنحاء العَالم، وَكانَ
في عِدادِ الحضورِ أربعةُ أوْلادٍ إسْرائيليين وَثلاثُ بَنات، وهُم
جَميعاً مُعارضونَ للاحتلال مُؤيدونَ للسَّلام. وكنتُ أنا وأختي سُلافةُ
وابنُ خالي محمد وابنُ جيراننا حنا وأخته سوزان، منَ المشاركين في
المؤتمر. تمّ انْتَخابي رَئيساً للمُؤتمر، وقلتُ في سري: ثمةَ مَنْ
يَعْرِفُ أنني مَلك، ولذلكَ تمَّ انتخابي للرئاسة. أخْتي سلافةُ قالت إنَّ
هذا الأمرَ تَمَّ بسببِ أنني أصغرُ الأعْضاء سِنّاً. لم أُجَادِلها
كَثيراً في الأمْر، وَبقيتُ على قناعتي بأنَّ انْتخابي للرئاسةِ تمَّ
بسببِ أنني مَلك، لأنَّ سوزان في التاسعة من العمرِ أيضاً، وَلم يُفكّرْ
أحدٌ بِطَرْحِ اسْمها لرئاسةِ المؤتمر. شَكرْتُ للبناتِ وللأولادِ
القادمينَ مِنْ مُختلفِ أقطارِ العالم قُدومَهُمْ إلينا للتَّضامُنِ
مَعَنا، وَتذكَّرتُ كَلمات أبي أمامَ ضُيوفه فاستعنتُ بها. قلتُ: نحنُ
بحاجةٍ إلى السَّلامِ الذي يَعترفُ لنا بحقوقنا، ثم أنهيتُ خطابي بالهتاف:
عاشت الصداقةُ بينَ جَميع شُعوبِ العالم.

صفَّقَ الحضورُ لي، وشعرتُ أنني ملكٌ بالفعل، وأنني أستحقُّ رئاسةَ هذا
المؤتمرِ الذي امتدَّ ثلاثةَ أيامٍ، قَضَيْناها في نقاشاتٍ مُثمرة، وفي
قراءة نماذجَ من الشعر، وفي القيام بأنشطةٍ أخرى: الرَّسمِ وَعزفِ
الموسيقى والغِناء، وتبادلِ العناوينِ.



9



ودَّعْنا الضيوفَ الأجانبَ، وعُدنا إلى بُيوتنا.

عُدتُ أنا وسلافةُ إلى البيت، وفي الطَّريقِ لم أحْتَمِلْ مُواصلةَ
التَّكَتُّمِ على سِرّي من دونِ أنْ أكشفَ لسُلافةَ هذا السر. قلتُ لها:
سَأطْلعُكِ على سرّي، ولكنَّ لي شَرْطَاً! قالتْ: ما هو الشَّرط؟ قُلت:
تُطلعينني على سِرِّك. قالتْ: أنتَ تَعْرفُ أنني لا أخْفي عَنْكَ شيئاً.
قلت: هذا صَحيح، والآنَ، أحبُّ أنْ تَعلمي أنَّ أخاكِ مَلك. قالتْ بصوتٍ
يَنمُّ عنْ إعجاب: أنتَ ملك! قلتُ باتزانٍ لا يَليقُ إلا بالملوك: نعم.
سألتْ: منذُ متى أصبحتَ ملكاً؟ قلت: منذُ ثلاثةِ أشهرٍ أوْ أكْثرَ قليلاً.
قالتْ مُعاتبة: أخْفَيْتَ عني سرَّكَ كلَّ هذا الوقت! أبديتُ لها أسفي
وقلتُ إنني أخطأتُ لأنني أخفيتُ السرَّ عنها. سألتْ: مَنْ نصَّبَكَ ملكاً؟
أخبرتها أنَّ أحداً لم يُنصبني ملكاً، لأنَّ ذلكَ لوْ حدثَ فلنْ يَبقى
الأمرُ سِرَّاً، وسوفَ تَبُثُّ محطاتُ التَّلفَزَةِ حَفْلَ تَنصيبي
مَلكاً. سألتْ: إذاً، كيفَ أصبحتَ ملكاً؟ أخْبرتها بما قَالته لي المرأةُ
الشابةُ. قالتْ: ليتني أصْبِحُ مَلكة! قلتُ: إذاً فأنتِ لستِ ملكة! قالت:
لو أنني ملكةٌ لأخبرتُكَ بذلكَ على الفور. شعرتُ بتعاطفٍ معَ أختي ولم
أجدْ كلاماً يليقُ بالموقف أقولُهُ لها، قَبضْتُ على يدها وسِرْنا يَداً
بِيَد.

قالتْ سلافةُ فيما نحنُ سَائران: صِفْ لي تلكَ المرأة. قلت: لها ابتسامةٌ
جميلةٌ، ولها عَينانِ وَاسعتان. قالت: هلْ عَرَفْتَ إلى أينَ ذَهَبَتْ؟
قلت: لا، لم أعرفْ. سألتْ: ألم ترَها تطيرُ وتحلقُ مُبتعدةً في الفضاء؟
قلت: ما حاجتُها للتحليقِ في الفضاء، أعتقدُ أنها كائنٌ أرْضيٌ مثلنا.
قالتْ: أشكُّ في ذلك. ازددتُ إعجاباً بنفسي، وقلتُ في سري: إذاً، ثمة مَنْ
يأتيني من الفضاء لكي يقولَ لي: أنتَ مَلك. ازددتُ حُباً لسلافةَ لأنها
أوْضَحَتْ لي حقيقةً كانتْ غائبةً عنْ بالي. سألتني: هلْ تتكرمُ بمساعدتي
فيما إذا رأيتَ هذه المرأةَ ثانيةً؟ سألتُ: هلْ تَرغبينَ في أنْ تُصبحي
مَلكة؟ قالتْ: نَعم.

كانتْ ساعةُ الغروبِ تَقترب، والسماءُ مجللةٌ بغيومٍ كَثيفة، والطقسُ
باردٌ، وأنا وأختي نسيرُ في الشّارع مُتَّجِهَيْنِ نحوَ البيت. سألتُها:
ماذا ستفعلينَ حينما تُصبحينَ مَلكةً؟ قالتْ: سَأشتري عشرينَ فُستاناً
مَلكياً مِنْ تلكَ الفَساتينِ الطَّويلةِ التي تُغطّي قَدَميّ حينَما
أرتديها وَتنسابُ مِنْ خَلفي على الأرْض. قلت: سوفَ تتسخُ إنْ لم تَرفعيها
بِيَدَيْك. قالت: لنْ تَتّسخ، لأنني سأمشي فوقَ سِجَّادٍ أحمرَ نَظيف!
راقَ لي مَشْهَدُ سُلافةَ وأنا أتَخَيَّلُها تَمشي فوقَ السجاد. سَألت:
وماذا سَتفعلينَ أيضاً؟ قالت: سأقومُ برحلةٍ حَوْلَ العالم، لكي أتعرَّفَ
على بلدانٍ كثيرة.

بَدأ المطرُ بالهطُول. تَلفَّتتْ سلافةُ نحوَ الغيومِ الدَّاكنةِ في
السماء، ثم قالتْ لي: أسْرِعْ يا مَوْلايَ الملك، بعدَ قليلٍ يشتدُّ
هُطولُ المطر.

تَلفتُّ نحوَ السماء، وأدركتُ أنَّ كلامَ سُلافةَ صَحيح. رَكَضْتُ وإياها،
رَكضْنا كما لم نركضْ مِنْ قَبْل. وها أنذا في السابعةَ عشرةَ من عُمري،
أجْلسُ وأكتبُ عن تلكَ الأيامِ المليئةِ بالأحْلام الجميلة، وأتذكَّرُ
ذلكَ المشهدَ الممتعَ: مَشْهَدَ مَلِكٍ وأخْتِهِ يَرْكُضانِ تحتَ المطَر.
حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Up11 حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Down11
jojo
مراقب عام
حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Default1
حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز 6-85


حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Empty
حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Icon_post_targetموضوع: رد: حواديت قبل النوم للحلوين (للبنات والبنين) حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Emptyالأحد أبريل 12, 2009 10:48 pm
الشيخ العجيب


حواديت قبل النوم للاطفال-قصص اطفال قبل النوم- مندى لافرز Badr1l




نص للأطفال بقلم: رابح خدوسي



في العُطلَةِ الصَّيفِيَةِ المَاضِيَةِ زَارَ سَليِمٌ عَمَّهُ في الرِّيفِ
، وَعَاشَ مَعَهُ أَيَامًا مُمْتِعَةً،ثُمَّ كَتَبَ عَنْهُ قَائِلاً:

عَمِّي صَالِح رَجُلٌ سَعيدٌ، حَياتُهُ عَمَلٌ واجتِهَادٌ، وَأيَّامُهُ أفْرَاحٌ وأعْيَادٌ...

عَمِّي صَالِح يَسْكُنُ القَريَةَ التي وُلدَ بِهَا،مَحْبُوبٌ عِنْدَ
سُكَّانِ بَلْدَتِهِ لأنَّهُ لطِيفُ المُعَاشَرَةِ،حُلوُ
الكَلامِ،كَثِيْرُ الابْتِسَامَةِ.يَعِيْشُ حَيَاةً عَجِيبَةً غَرِيبَةً،
لَكِنَّهَا مُمْتِعَةٌ هَادِئَةٌ...

لَوْ تَسأَلُهُ:

- مَاهِي سَاعَتُكَ؟

يُجيبُكَ عَمِّي صَالِح في زَهْوٍ:

- دِيكٌ يَصِيحُ وَقْتَ الفَجْرِ وَالظُّهْرِ، وَظِلٌّ أرَاهُ مَعِي يَمْشِي كُلَّمَا طَلَعَ البَدْرُ أوْ ظَهَرَتِ الشَّمْسُ...

عَمِّي صالِح يَسْمَعُ الأغَاِني الجَمِيلَةَ مِنْ صَوْتِ العَصَافِيِر
نَهَارًا، وَنَقِيقِ الضَّفَادِعِ لَيْلاً...وَيُتَابِعُ أخْبَارَ
الدُّنْيَا عَبْرَ أمْوَاجِ الطَّبيِعَةِ وَ عَلَى شَاشَةِ الأرْض ،فيرَى
مُعْجِزَاتِ الكَوْنِ وهُوَ يَتَأملُ مَمْلَكَةَ النَّحْلِ،

وَمَسِيرَاتِ جُيُوشِ النَّمْلِ، فَهَلْ يَحْتَاجُ عَمِّي صَالِح إلى مِذْيَاعٍ أو تِلْفَازٍ؟!

عَمِي صَالح فَلاَحٌ نَشِيْطٌ، رِيَّاضِيٌ يَجْرِي في سُرْعَةِ البَرْقِ
فيَسْتَنْشِقُ الهَواءَ النَقي، لَهُ صَوْتٌ كَالرَّعْدِ وَقُوَّةٌ
كَالأسَدِ.

لَمْ يَزُرْ طُولَ حَيَاتِهِ طَبِيبًا لأنَّهُ سَلِيمُ الجِسْمِ
وَالعَقْلِ... وَإذَا أَصَابَهُ دَاءٌ يُعَالِجُ بِرَحِيقِ الزَّهْرِ
وَبُذُورِ الأعْشَابِ وَعَسَلِ النَّحْلِ.

حَقًّا إنَّهُ طَبِيْبُ نَفْسِهِ كَمَا قَالَ...!!

كُلَّ مَسَاءٍ تُهْدِيهِ دَجَاجَتُهُ الحَمْرَاءُ بَيْضًاشَهِيًّا، يَجِدُهُ في مَحْضَنِ التِّبْنِ،

وَحَدِيقَتُهُ الخَضْرَاءُ تُطْعِمُهُ خُضَرًا وَفَوَاكِهَ،وَزَوْجَتُهُ الزَهْرَاءُ تُهْدِيِهِ خُبْزًا يَدَوِيًا لَذِيذًا.

سَأَلتُهُ مَرَّةً:

- عَمِّي صَالِح مَاهُوَ عُنْوَانُ مَنْزِلِكَ؟

نَظَرَ نَحْوِي مُبْتَسِمًا، ثُمَّ قَالَ:

-أسْكُنُ حَدِيقَةَ الحُبِّ، فِي شَارِعِ الحُرِّيَةِ، حَي السَّعَادَةِ،
بَلَدِيَة العَصَافِيرِ، وِلايَةَ الاجْتِهَادِ،جُمْهُورِيَّة السَّلاَمِ.

وَسَأَلتُهُ عَنْ رَقْمِ مَنْزِلِهِ فَأَجَابَنِي:

إِنَّ رَقْمَ بَيْتِي يَتَغَيَّرُ كُلَّ مَسَاءٍ حَسْبَ عَدَدِ حَبَّاتِ
العَرَقِ التِي تَتَصَبَّبُ مِنْ جَبِيِنِي أَثْنَاءَ عَمَلِي خِلاَلَ
كَامِلِ النَّهَارِ .

ضَحِكْتُ لِكَلاَمِ عَمِّي صَالِح فَضَمَّنِي إلى صَدْرِهِ وَقَبَّلَنِي ،ثُمَّ قَدَّمَ لِي

بَاقَةَ أَزْهَارٍ وَسلَّةَ فَوَاكِه مِنْ ثِمَارِ حَدِيقَتِهِ.

إِنَّهُ عَمِّي صَالِح .... وَإِنَنِي أُفَكِرُ فِي العَيْشِ

مِثْلهُ..... وَسَأَفْعَلُ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى